فاتن حمامة وعمر الشريف: الحبّ من أوّل قبلة!

كانت نهاية العمل في فيلم " صراع في الوادي  " تقترب، ولم تبق إلا أيام قليلة، وتفترق فاتن عن عمر . وقد يتلاقيان فيما بعد أو قد لا يتلاقيان. وكانت فاتن تجلس في آخر البلاتوه الكبير، قصر والدها الباشا " زكي  رستم" في الفيلم. وكان عمر يغالب رغبته في أن يعترف لفاتن بالحب ويعاند إشفاقه على نفسه من أن تردّه بلباقتها المعهودة.

استجمع كل إرادته وخطا تجاه الركن الذي تجلس فيه فاتن وحيدة وهمس لها في انفعال:
- مدام فاتن .. أنا بحبك.
ألقت فاتن نظرتها عند قدميها وصمتت. لم تنبس بشفة. فاستدرك عمر:
- هل تقبلين بقلبي؟ هل تحبينني؟

أومأت فاتن برأسها، فامتدت يد عمر الى يد فاتن تلامسها بحنان ورفق وتلاقت نظرات الحب بينهما. فعاد يسألها: 
- هل تحبينني؟
أدمعت عينا سيدة الشاشة وقالت في همس:
-نعم أحبك يا عمر.
قال عمر:
- هل تقبلين الزواج بي؟

فقبلت. لكنها طلبت منه تأجيل الأمر، إلى أن تدبّر أحوالها.

قصّة الممثّل العالمي، والوسيم الفاتن عمر الشريف وسيّدة الشاشة الجميلة الرقيقة فاتن حمامة، تفرض نفسها لتُتلى في كلّ مناسبات تحتفل بالحبّ ما بين اثنين. 

كان ذلك عام 1954، حين اختار يوسف شاهين صديقه وزميل دراسته عمر الشريف ليلعب دور البطولة في فيلم "صراع في الوادي". وكم كانت المفاجأة عندما وافقت فاتن حمامة فور وقوع عيناها على هذا الفتى من النظرة الأولى بعد أن رفضت التمثيل مع ممثّلين آخرين. وبدأ الاستعداد التام للتصوير. وكان معروفاً عن فاتن حمامة انها بارعة بسرقة الكاميرا ممن أمامها... ولكنها لم تفعل ذلك مع عمر الشريف في أي مشهد أو لقطة تضمهما سوياً كما كانت تفعل مع فريد شوقي وزكي رستم وحمدي غيث. بل كانت تجالسه أثناء الاستراحات لتعطيه من خبرتها وفنها.

لم يدر بخلد أحد أن هناك قصة حب تتسلل في هدوء بين فاتن حمامة وعمر الشريف. لا سيّما وأن فاتن متزوجة من المخرج عز الدين ذو الفقار ولديهما ابنة اسمها نادية. 
كانت ترفض أي مشهد أو لقطة فيها قبلة أو ملابس خليعة أو مشهد سرير أو حمام سباحة... وكان في سيناريو الفيلم "صراع في الوادي" لقطة لعمر الشريف وهو ينزف بعد اصابته برصاصة أطلقها عليه حمدي غيث، فيقع على  ظهره مصاباً بالرصاصة في صدره مغمى عليه. وكان المشهد مكتوباً بأن تأتي فاتن حبيبته وابنة الطاغية زكي رستم وتحتضن عمر فقط، ليس إلا! للكن المفاجأة كانت بأنها انكفأت عليه وقبلته قبلة أذهلت الجميع بما فيهم يوسف شاهين! وكانت قبلة حقيقيّة غير سينمائية. بعد هذه الحادثة طلبت فاتن حمامة من عز الدين ذو الفقار الطلاق لتتزوّج من عمر الشريف. 

انتشرت قصّة الحب والزواج ما بين الممثّلَين الذين أنجبا ولداً اسمياه طارق. وبعد ذلك بدأ عمر الشريف مسيرته نحو النجومية العالميّة. فسافر الى اوروبا وأمريكا ومعه فاتن حمامة التي حاولت هي أيضاً ان تحقّق الشهرة. فمثلت فيلما بعنوان "رمال من ذهب" مع نجم فرنسي الا انه لم يكتب له النجاح، ويُقال بأنها كانت على وشك اعتزال السينما بعد ذلك لإنقاذ زوجها إلا أن القدر شاء عكس ذلك، فتطلّقا في بداية السبعينيات بعد قصّة حبّ عارمة كانت مثالاً للشغف. 

بعد حوالي ثلاثة عقود من لقائهما الأول, صرح عمر : “لم أحب أو أتزوج بعد فاتن حمامة فهي المرأة الوحيدة في حياتي وحبي الأول والأخير. أما الانفصال فسببه بقائي في هوليوود ورفضها أن تترك حلمها وعملها في مصر، وبقيت على ذمتي لمدة عشرين عاماً دون أن أراها حتى طلبت مني الطلاق.”

بينما صرحت فاتن: "شعرت أمام كلمات عمر الشريف الرقيقة في أول لقاء، بأنني تلميذة صغيرة!"
 

 

 

المزيد
back to top button