أطلق دار فالنتينو Valentino مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2020 خلال أسبوع موضة الهوت كوتور في باريس Paris Haute Couture SS20. كونها حلم بحدّ ذاتها، تنبع التصاميم الراقية من حركات وتقنيات وتخيّلات قلّما يتم الكشف عنها. إنّ تلك الأسرار هي التي تحدّد التصاميم، فينقلها إلينا الحرفيون في مرحلة الصنع.
حين تنبعث قطع التصاميم الراقية من الوعي: فردياً - من المدير الفني "بيرباولو بيتشولي" - وجماعياً - من المشاغل، لأنّ حلم التصاميم الراقية يتطلّب مجموعة من الأشخاص المميّزين لكي يصبح واقعاً. كل خطوة تترك وراءها طبعة فريدة. ففي النهاية، ووفق "كارل يون"، التفرّد هو الذي يجعل كل الأشخاص متشابهين.
اللاوعي، الذي يبرز كنظرة خاطفة إلى عالم أكثر عمقاً، وربما غمقاً، وبالتأكيد حسياً جداً، يتم فيه الإفصاح عن طبيعة الفستان الحقيقية بشكل ملاصق للجسم، في حين تكشف شفافية الأقمشة والفتحات والقصات عن منحنيات الجسم وعنه مباشرة بوضوح أو بالتلميح.
القامة محدّدة، عمودية، وتوحي بالأشكال الأولية الأصلية التي عرفها عالم الأزياء الراقية في مظهره العام والصوري، وكأنّ موادها خضعت إلى تعديل خيميائي، حتى الأكثر تواضعاً منها، لتستحيل لباساً جديراً بعالم الحلم. القصّات، والشرائط المعقودة، والطبقات، ولكن أيضاً ألوان الأسود والأبيض ومشحات الأحمر تمّ استعمالها كلها بشكل إيحائي واضح.
ويبقى الغموض على حاله، لا يكشف عن ذاته إنما فقط يبرز للعيان. فما يظهر خارجاً هو في النهاية ما يكمن داخلاً. الوعي واللاوعي هما في الواقع مترابطان، فالواحد هو بمثابة وجه مكمّل للتفرّد ذاته.
