إرتخاء في الانتصاب عند الرجل؟ حذار! قد يكون ذلك بداية مشاكل في القلب... شهادة وتلخيص دراسات.
"رودريغ، هل لديك قلب؟" في القصّة المسرحيّة "لو سيد" Le Cid، يتحدّى دون دياغو ابنه رودريغ سائلاً إن كان يملك الشجاعة والحماسة. في حقبة الكاتب الفرنسي الكلاسيكي Pierre Corneille من القرن السابع عشر ، كان القلب يدلّ على المكان المركزي الذي تنطلق منه كلّ ميزات الإنسان. ومنذ ذلك الحين، أعاد العلم ترتيب هذه القيَم في مكان آخر غير "المحرّك" القلبي ـ الشرياني. الكرامة، الشجاعة، الحب، وحتى القدرة. كلّها أصبحت رهناً بالدماغ. غير أنّ هذه القدرة، في جانبها الجنسي، تعود لتهمس في أذن عضو يكنّ لها... رعشات قلب.
"ذهب زوجي لاستشارة طبيب الصحة العامة. فمنذ سنة، يعاني انتصابه من مشكلات. وجّهه طبيبنا إلى طبيب قلب، لكن زوجي لا يعاني مشاكل قلبيّة. لا أفهم...". طبيعي هو سؤال ماري، ومع ذلك، سيخفّ قلقها عندما تفهم أنّ الطبيب الذي يعالج زوجها على بيّنة من المشاكل الجنسية والصحية.
في الواقع، أثبتت دراسات حديثة أنّ مشكلة في الانتصاب، كالعجز مثلاً، قد تكون علامة تنذر بمشكلة قلبيّة عامة. بحسب دراسة أُجريت في جامعة تكساس في سان أنطونيو على رجال في عمر الـ55، ظهر أنّ الذين يعانون مشاكل في الانتصاب أكثر تعرّضاً لأوجاع الصدر، ولنوبة قلبية أو ذبحة قلبيّة في السنوات الـ7 المقبلة. "إنّها رسالة مهمة علينا تمريرها" كما تقول الدكتورة إيرا شارليو، المتحدثة باسم الجمعية الأميركية للمسالك البوليّة American Urological Association.
مشكلة الانتصاب شكل من أشكال الأمراض القلبية، وغالباً ما تبشّر بأشكال جديدة للمرض، خاصة ذاك الذي يطال الشرايين التويجية التي تغذي القلب. ذلك أنّ شرايين العضو الجنسي أكثر رفعاً من الشرايين الأخرى، وبالتالي فهي تنسدّ بسرعة في حال وجود اعتلال تسرّبي. وقد يظهر هذا الانسداد قبل عامين أو ثلاثة أعوام من انسداد في الشرايين التويجية.
فالانتصاب عملية شريانية، وتظهر اعتلالاتها قبل المشاكل المرتبطة بشرايين القلب بكثير. كما أنّ بين المشكلة في الانتصاب والأمراض القلبية عدّة عناصر خطر مشتركة، من بينها داء السكري، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم، ومعدل الكوليسترول العالي، والسمنة، وقلّة النشاط البدني، أو حتى الإحباط النفسي.
شهادة أخرى
"أعاني ارتفاعاً في ضغط الدم منذ 10 سنوات. في عامي الـ40، عندما تمّ تشخيص المرض، كنت أعاني بعض المشاكل في الانتصاب. استقرّ ضغطي بفضل العلاج، أمّا اليوم، فقد أصبحت عاجزاً بكلّ ما للكلمة من معنى!" تماماً كـ60% من أصحاب الضغط العالي، يعاني كمال من حياة جنسيّة راكدة بسبب الضغط.
أحياناً، أيّ خطر على الشرايين يُترجَم بمشكلة في الانتصاب، لأن هذا الأخير هو عملية توسّع شرياني وانغلاق وريدي. ويمكن لضغط مرتفع على مستوى الشرايين، على المدى الطويل، أن يهدّدها. وأولى الشرايين التي تعاني من المشكلة هي الشرايين الصغيرة الموجودة على مستوى العضو الجنسي الذكوري.
أحياناً، يكون ارتفاع الضغط والعجز انعكاس غياب في المطاطية على مستوى الشرايين، وتقلّص لهذه الشرايين، أو مشكلة كلويّة أو متعلّقة بالغدد.
وإلى ذلك، علينا إضافة علاج الارتفاع في الضغط بحدّ ذاته الذي قد يكون سبب هذا العجز الجنسي، حتى لو كانت كلّ الأدوية التي تخفّف من الضغط غير متّهمة وتحترم عملية الانتصاب.
إن كانت سبباً أو نتيجة مشكلة، تدفعنا المشكلة في الانتصاب إلى التفكير بالقلب. ربّما لإجراء فحوص روتينية فحسب، كي يطمئنّ بالنا ونستعيد حياتنا الجنسية مرتاحي البال...
د. أنطوان ضاهر
