انقلبت الأدوار، وها هو المصوّر السينمائي مصطفى الكاشف يقف أمام عدسة الكاميرا بدل أن يكون خلفها.
كيف وقعت في حبّ السينما؟
لقد وقعت في حبّ والديّ وفي حبّ كل ما كانا يفعلانه أثناء نشأتي. كان والدي يأخذني معه للتصوير، وكلّ يوم جمعة، كنّا نشاهد فيلماً جديداً معاً في السينما. لقد ألهمني ذلك كثيراً. عندما كبرت وشاهدت أعمال والدي، مثل فيلم The Quail's Blood، تأثّرت بشدّة بالطريقة التي كتب بها الفيلم لوالدته. لقد جعلني أختلج بالكثير من المشاعر، وعندها أدركت أنّني أريد التعبير عن مشاعري للعالم والتقاط مشاعر الآخرين. وعندها أيضاً عرفت أنّني أريد أن أكون في السينما. في الحقيقة، لقد وقعت في حبّ عائلتي، وهذا ما جعلني أقع في حبّ السينما. أجد أنّه من المهمّ مشاركة هذا لأنّني أريد أن يفهم الناس مدى أهمية الأفلام للمجتمع، وكيف تعكس الحياة، وكيف يمكن أن تكون ثورية ـ جسدياً وعاطفياً. أريد أن أظهر للناس أنّ الأفلام يمكن إنتاجها بعدّة طرق، وأنّه من الضروري استخدام هذه الوسيلة كأداة للتعبير والتوثيق.
هناك كنز في كلّ زاوية، وأنا أسعى لاستكشاف والعثور على الخير، والقباحة، والحياة، والموت، والحبّ، والبؤس ـ وإظهاره للعالم كما هو، وأحياناً كما نتمنّى أن يكون. أجد نفسي مختبئاً خلف الكاميرا وكأنّها منقذي، ولهذا سأعيش حياتي من أجل السينما. سأعيش لأظهر للناس كيف أنّ الحياة هي في كلّ زاوية.
معطف من Kojak Studio
هل تتذكّر أول الأفلام التي أسرتك؟
كم مرّة شاهدتها؟ Taste of Cherry لعباس كيارستمي، و Caché لمايكل هاينيكي، و Paradise of Devils لأسامة فوزي. يمكنني مشاهدة هذه الأفلام مرّات لا تحصى.
الإطلالة الكاملة من Stylist’s Own
تضمّ محفظتك مجموعة رائعة من الأفلام القصيرة المشهورة وصولاً إلى الأفلام الطويلة التي شرّفت مهرجان كان وغيره من المهرجانات المرموقة. ما هو شعورك وقد حقّقت كلّ ذلك؟
بالنسبة لي، النجاح لا يعني حضور أكبر المهرجانات أو الفوز بأكبر عدد من الجوائز. لا أعمل من أجل المهرجانات أو التصفيق والهتاف. صناعة الأفلام، بالنسبة لي، أعمق وأكثر تعقيداً من ذلك. يأتي الرضا الحقيقي من صناعتك للأفلام بالطريقة التي تراها وتتخيّلها ولاستكشاف أساليب جديدة للحرفة. وهذا بالنسبة لي هو معنى "حقّقت". يجب ألا ننسى أنّ الغرض من عملنا ليس مجرّد السعي إلى الشهرة والتقدير.
النجاح كمصوّر سينمائي يعني أن تكون قادراً على سرد القصة في أصدق صورها والتطوّر بنهجٍ ناضج في المشاريع التي تقوم بتصويرها. الجودة دائما أفضل من الكمية.
في الوقت الحاضر، وخاصةً في مصر، يربط العديد من المصوّرين السينمائيين النجاح بعدد الوظائف التي يقومون بها أو حجم الأموال التي يجنونها. لكن هذا أمر مؤسّسي مثل أي شيء آخر. غالباً ما يموت أفضل المصوّرين السينمائيين وصانعي الأفلام دون ثروة، لكنّهم يعيشون حياة أكمل من العديد من الشخصيات الغنية أو المشهورة.
معطف من Kojak Studio
في عالم السينما، العمل الجاد هو المفتاح. هل يمكنك مشاركتنا لحظة حاسمة قمت فيها بمخاطرة أتت بثمارها، وأثّرت على تشكيل حياتك المهنية وكيف؟
لقد كانت قفزة كبيرة بالنسبة لي أن أذهب إلى الصومال لتصوير فيلم The Village Next to Paradise لمدّة أربعة أشهر. الصومال بلد جميل، ومع ذلك أجمَعَ الكلّ على أنّني مجنون بترك كلّ أعمالي القائمة والذهاب إلى هناك. لقد خاطرت بالمال وبفرص أخرى، لكن بالنسبة لي، كانت تلك الفرصة هي الأهم. لقد غيّرني هذا الفيلم كشخص وغيّر رأيي ومنظوري في الحياة. فقد كان أكثر من مجرّد فيلم. كان رحلة. هذه المدينة صعبة والعيش فيها يمكن أن يكون خطير للغاية، خاصةً بالنسبة للغرباء. خلال الأيام الأربعة الأولى، كان هناك صراع بين عشيرتين، وكان إطلاق النار في كلّ مكان. ويا لها من تجربة! ولكن يجب أن أقول إنّ الصومال أرض ذات جمال لا يصدّق وشعب رائع. ورغم أنّهم قد يكونون فقراء مادياً، إلا أنّهم يمتلكون أغنى النفوس والعقول.
الإطلالة الكاملة من Stylist’s Own
ما هي في اعتقادك السمة الأكثر أهمية للفنّان البصري ليزدهر اليوم في صناعة السينما التنافسية؟
أن تكون شغوفاً، ومتحمّساً للعلم، وطموحاً! وبالطبع ألّا تقارن نفسك بالآخرين.
الإطلالة الكاملة من Stylist’s Own
لقد أثار مشروعك القادم، Aisha Can't Fly Away، ضجة كبيرة من خلال اختياره لـ Final Cut Venice-Labienne. ما الذي يمكنك الكشف عنه حول النمط المرئي لهذا المشروع أو موضوعاته، وما الذي يجعله مثيراً بشكلٍ خاص بالنسبة لك كمبدع؟
لا أستطيع أن أقول الكثير عن الفيلم، لكنّني أعتقد أنّ الناس سينبهرون ويفاجأون بسرده ومزاجه العام. سأترك الأمر للجمهور ليختبر ويشعر بما ينبغي عليه فعله.
معطف من Kojak Studio
غالباً ما يؤدّي التعاون إلى نجاح غير متوقع. إذا كان بإمكانك العمل مع أي فنّان، أو ممثّل، أو صاحب رؤية، من سيكون ولماذا؟
بالنسبة لي، هناك العديد من الفنّانين الذين أحترمهم وأقدّر أعمالهم. شخصياً، أشعر أنّه إذا تعاونت مع آخرين، فسأختار فنّانين أصغر منّي سنّاً. غالباً ما يكون لديهم وجهات نظر جديدة وأفكار مبتكرة يمكنني أن أتعلّم منها الكثير.
الإطلالة الكاملة من Stylist’s Own
ما هي الخطوة التالية لمصطفى الكاشف؟
سأقوم بتصوير فيلم آخر في ديسمبر مع مخرج مميّز حقاً، لكنّه لا يزال في مرحلة ما قبل الإنتاج. لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك!
كنزة من Mosh Pits
----------------------------------------------
تصوير: bysarahlasheen@
تنسيق: ahmedwsorour@
ساعد في التنسيق: amiirhh_@
العناية بالمظهر: Carlos_Hairstyles14 لدى alsagheersalons
إدارة: mad_solutions@
معطف: kojakstudio@
كنزة: mosh____pits@؛
بنطلون: _ohannaofficial@