"الكذب، الخوف، العناد، الشغب المفرط" جميعها سلوكيات عامة يمارسها معظم الأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم وقبل دخول المدرسة، وتعد تربية الطفل في سن ما قبل دخول المدرسة من الأمور المهمة التي يتوجب على الوالدين الانتباه لها، والعمل سوياً على تعديل هذه السلوكيات حتى لا تتطور في المستقبل وخلال انخراطهم في مجتمع المدرسة. فما هي أبرز هذه السلوكيات؟ وأساليب التعامل معها؟
تقول منار محمود، وهي أم لطفل يبلغ من العمر أربعة سنوات: " أعاني من مشكلة غيرة ابني المفرطة، وتعلقة واعتماده علي بشكل كبير، عدا عن خوفه من الإندماج مع المجتمع الخارجي، وحاولت مراراً دمجة في المجتمع ومع أقرانه، ولكن للأسف كان يتبع أسلوب الضرب مع أقرانه الذين بعمره، في المقابل من يكبره بسنتين أو أكثر لا يستطيع أن يدافع عن نفسه أمامهم، وحالياً يستعد طفلي لدخول KG1، وأنا خائفه من تصرفاته".
أما نداء يوسف، أم لطفلين (3 و 5 سنوات)، تقول: " مشكلتي مع طفلاي هي شغبهما المفرط وإزعاجهما ومشاجراتهما التي لا تنتهي، وحاولت بكل الطرق واتباع اساليب العقاب والمكافأة ولكن دون فائدة، ولكنهما بوجود والدهما يلتزمان الصمت والهدوء"، وتشير نداء إلى أن طفليها لا يفترقان عن بعضهما ويحبان اللعب سوياً ولكن دائماً ما يتحول اللعب إلى ساحة معركة.
لدى خولة عبدالله، مشكلة مع طفلتها التي تبلغ من العمر أربعة سنوات، وهي الغضب الشديد والتبول اللاإرادي الذي بدأ يظهر بعد إنجابها طفلها الصغير الذي لم يتجاوز 9 أشهر، وتقول: " قبل أن أنجب طفلي الأصغر كانت إبنتي حنونة جداً وهادئة، ولا تعاني من أي مشكلات، ولكن بعد انجابي بدأت تظهر هذه المشكلات، ما دفعني لمراجعة طبيب نفسي، وأخبرني أن طفلتي تعاني من الغيرة وترتكب هذه السلوكيات بهدف لفت الانتباه لها، وبالفعل بدأت اتجاهل طفلي الصغير واعيرها كل الاهتمام والوقت، وحالتها بدأت تتحسن تدريجياً".
نصائح لأولياء الأمور
تقدم الأخصّائية النفسية في معهد العلاقات البشرية سابين رزق اسكاف، بعض من النصائح لأولياء الأمور تساعدهم في التعامل مع أطفالهم في سنواتهم الأولى، وهي:
- لا تبخل بقول عبارة أحبك بغض النظر عن عمر الطفل، فكلمة ’أحبك‘ البسيطة تقطع شوطا طويلا على درب تطوير وتعزيز العلاقة.
- لا بد وأنكم قد سمعتمعن أهمية تناول الطعام سوية، وهو أمر مهم حقاً، فتناول الطعام مع بعضكم البعض يمهد الطريق للحوار والمشاركة. ومن الضروري إطفاء التلفاز وعدم التسرع في تناول وجبة الطعام، حاولوا الدخول في حوار ممتع مع بعضكم البعض كلما سنحت الفرصة، فهذه الحوارات تغدو من أهم الذكريات بالنسبة للصغار والكبار على حد سواء، ينطبق ذلك في المنزل كما في المطاعم.
- علم طفلك ما يتعلق بإيمانك ومعتقداتك، واشرح له ما تعتقد به والسبب وراء ذلك. أتح الوقت لطفلك لطرح الأسئلة والإجابة عنها بصدق.، واحرص على تعزيز هذه التعاليم بين الحين والآخر.
- عليك بقراءة كتاب مفضل لطفلك قبل النوم أو رواية القصص التي تعد من أبرز الطقوس التي سيذكرونها على الأرجح طوال حياتهم، وهذا لا يعني أن الأطفال الأكبر سناً يجب تجاهلهم، ما أن يبدأ الأطفال بالقراءة، اطلب منهم قراءة صفحة أوفصل أو قصة قصيرة لك، ومن الجدير بالتنويه أن معظم المراهقين يظلون يستمتعون بطريقة خاصة بممارسة طقوس ما قبل النوم مع قبل أحد الوالدين حتى لو لم يعربوا عن ذلك.
- دع الطفل يشارك بالمساعدة ولو حتى بأمور قد تبدو بديهية، فهذا يساعد على تنمية القدرات والإيمان بها لدى الطفل.
- اللعب مع أطفالك هو أحد أهم الطرق للتواصل وتوطيد العلاقات معهم، فدعوا الأطفال يرون الجانب غير الجدي من شخصيتكم.
- يخصص بعض الآباء ليال خاصة أو مواعيد دائمة مع أطفالهم لتمضية وقت خاص مع كل منهم على انفراد. وسواء كان ذلك لممارسة المشي في الحي أو الذهاب إلى الملعب أو مجرد مشاهدة فلم ما، من المهم أن نخصص الوقت لكل طفل على حدة، وعلى الرغم من أن هذا أكثر صعوبة عند وجود المزيد من الأطفال في الأسرة، لكنه أمر يمكن تحقيقه في الواقع، فكر وستجد الطريقة.
- أطفالك بحاجة لأن يعلموا أنهم يشكلون الأولوية في حياتك، يمكن للأطفال أن يتعرضوا لضغط نفسي عندما يشعرون أنك لا تولي الاهتمام لهم، إن عدم القلق على الصغائر والاستمتاع بالحياة جزء لا يتجزأ من الأبوة، الأطفال يكبرون بسرعة، وكل يوم تمضيه معهم لا يقدر بثمن، استثمر وقتك الثمين معهم قدر ما تستطيع.
تحقيق رنا إبرهيم