حتى عند الالتزام بنظام غذائي صحي مليء بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات غير المملحة، قد تعانين أحياناً من زيادة في الوزن أو شعور بالانتفاخ والإرهاق. السبب غالباً لا يكمن في نوعية الطعام فقط، بل في الطريقة التي نتناوله بها. المزاج، الضغوط اليومية، سرعة الأكل، والترتيب الذي نعتمده أثناء الوجبات كلها عوامل تلعب دوراً كبيراً في جودة الهضم، مستوى الطاقة، والقدرة على التحكم في الوزن...
التشتت أثناء الأكل
الانشغال بالهاتف، الكمبيوتر، أو مشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام يقلل من الانتباه إلى ما نأكله. فالتركيز على عدة مهام في الوقت نفسه يمنع الجسم من إرسال الإشارات الصحيحة للشبع، مما يؤدي غالباً إلى الإفراط في تناول الطعام. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التشتت على عملية الهضم نفسها ويزيد من احتمال الشعور بالانتفاخ أو الحرقة. حاولي أن تخصصي وقتاً هادئاً للوجبات، تناولي الطعام ببطء، وتمتعي بكل لقمة، فهذا يعزز شعور الشبع ويساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل.
تناول وجبات غير منظمة
أصبحت الوجبات الخفيفة بين الأوقات الرئيسية جزءاً من حياتنا اليومية بسبب نمط العمل المكثف والالتزامات الاجتماعية. لكن الإفراط في هذه الوجبات قد يضيف سعرات حرارية غير ضرورية للجسم ويؤدي إلى تخزين الدهون بدلاً من حرقها. من المهم أن يكون لديك جدول غذائي متوازن يشمل ثلاث وجبات رئيسية صحية، مع إمكانية إضافة وجبة خفيفة واحدة فقط عند الحاجة. تنظيم وقت الطعام يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم ويقلل من الشعور بالجوع المفاجئ والإرهاق.
المزج غير المناسب بين الأطعمة
خلط أنواع متعدّدة من الطعام في وجبة واحدة يزيد الضغط على الجهاز الهضمي، حيث يحتاج كل نوع من الطعام إلى إنزيمات مختلفة لهضمه. تناولي وجبات مركبة بشكل زائد قد يبطئ عملية الهضم ويؤدي إلى الانتفاخ والشعور بالثقل بعد الأكل. اعتماد مبدأ البساطة في تناول الطعام كما كان يفعل أجدادنا، مثل تناول طبق غني بمكوّن واحد أو مزج مكونات متوافقة معاً، يسهل عملية الهضم ويحافظ على الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، التركيز على مكوّنات غذائية متكاملة مثل البروتين والخضار أو الحبوب في كل وجبة، يضمن توازن الغذاء ويقلل من مشاكل الانتفاخ.
أهمية المزاج والوعي أثناء الأكل
تلعب الحالة النفسية دوراً أساسياً في الهضم. يمكن التوتر والضغط النفسي أن يؤثرا على سرعة الأكل وطريقة امتصاص الجسم للطعام. وقد أظهرت الدراسات أن تناول الطعام بوعي، أي الانتباه للطعم والملمس والشبع، يساعد الجسم على الاستفادة من الطعام بشكل أفضل ويقلّل من الإفراط في الأكل. خصّصي لحظات هادئة قبل كل وجبة للتنفس العميق والاسترخاء، فهذا يحسن عملية الهضم ويجعل الطعام مصدر طاقة وليس عبئاً.
