بين البساطة والترف، تغتني ماركة Genny جيني بتاريخها العريق في عالم التصميم الإيطالي وتخبرنا مديرتها الإبداعيّة ساره كافاتزا فاتشيني كيف تحافظ على الإرث المتوازن لهذه الماركة الكلاسيكيّة مع الحرص على تصميم الابتكارات للمرأة الحقيقيّة الأصيلة.
لمَ اخترتِ مهنةً في صناعة الموضة؟
ينبع كلّ شيء من حبّي العميق لكلّ ما هو جميل وللجمال بحدّ ذاته. وحين اقترن الجمال مع الشغف للابتكار والتصميم، دفعني ذلك حتماً إلى متابعة دروس موجّهة في التصميم، وبالتالي وصلت إلى ما أنا عليه في عالم الموضة.
ما هي نقطة التحوّل في مهنتك؟
بلا أدنى شكّ، إنّ تعييني في منصب الإدارة الإبداعيّة لماركة جيني في عام 2013 كان نقطة التحوّل في مهنتي، ما سمح لي بإحياء ذاك المزيج الرابح الناجم عن التحليل بين الموضة والصناعة والتنبّه للتنمية الاجتماعيّة ‒ وخاصّة دور المرأة ‒ وهو ما ميّز على الدوام بصمة الدار، ثمّ نقلها خطوة إلى الأمام. تحت راية الحداثة والعصريّة، لطالما سعيت للمحافظة على إرث جيني المتوازن بين الترف والبساطة لتحديد الأنوثة الحقيقيّة والأصيلة.
ما هو الهدف الذي تنشدينه من خلال تصاميمك؟
أنا أصمّم للسيّدة الحقيقيّة والأصيلة التي تثق بنفسها وبالملابس التي ترتديها وهي تتخطّى النزعات. إنّها امرأة تعرف كيف تظهر نفسها من دون مبالغة أو جهد. هي تحبّ مواكبة العصر لكن مع أسلوب راقٍ وتأثير بسيط لا إفراط فيه.
صفي لنا ماركة جيني بثلاث كلمات.
أنوثة، أناقة وجودة. وكلّه يترافق مع الجذور العميقة المحفورة في الماضي والهادفة نحو المستقبل.
ما هي القصّة الكامنة خلف مجموعتك الأخيرة؟
تأثّر مزاج مجموعة خريف وشتاء 2018-2019 بعالم السيرك مع قطع تجسّد المواقف الصارمة والأسلوب المسطّح المزوّد بتفاصيل ممتعة أو المقدّم مع زينة مسلّية وروحٍ غريبة. ألهمت البزّات الرائعة لشخصيّات السيرك تصاميم المجموعة وقاماتها وبثّت الحياة في الخزانة التي امتلأت بالأوفرولات الثمينة وجاكيتات التوكسيدو والسراويل والتوبات المزيّنة بالحليّ. إنّها مجموعة تعزّز من روعة السيرك ولكن تضفي عليها الأناقة من دون التقليل من تأثير الانذهال.
من يلهمك؟
ليس هناك مصدر معيّن للوحي فحين أكون في مرحلة الإبداع يكون ذهني منفتحاً على الاحتمالات التي أفكّر بها ويمكن أن تأتي من رحلة سفر أو من كتاب أقرأه أو موسيقى أسمعها أو من سيّدة صاحبة كاريزما قويّة. يتحضّر كلّ شيء ومن ثمّ في الوقت الصحيح تجتمع كلّ العناصر لابتكار الروح التي من شأنها أن تُلهم المجموعة الجديدة.
كيف تحدّدين أسلوبك الشخصي؟
أحبّ الزينة المعاصرة المجسّدة من خلال الخطوط النقيّة والقصّات الواضحة مع التنبّه الخاصّ للتفاصيل وللجوانب البسيطة، في إطار حوار متواصل مع الأنوثة. بساطة واضحة هي ثمرة الأفكار المتكلّفة والتركيبات المحدّدة بعناية.
علامَ تعملين في الوقت الحالي؟
على المجموعة الجديدة لموسم الربيع والصيف المقبل. كما أكمل عملي مركّزةً على السلوك المسؤول والأفعال الصحيحة التي تناسب الشركة. وهذا يعني التركيز على الاستدامة في المشاريع الحسّية التي تؤثّر على قطاع الموضة بشموليّته – مثل شعار القيم والشراكة مع مموّنين مصادق عليهم – وقطاع الجمال أيضاً، كما في المشروع الداعم لأنجيلي ديل بيلو من أجل استعادة مدينة فيرونا.
ما هي الذكرى الأولى لكِ مع ماركة جيني؟
أتذكّر عرض الأزياء الأول لجيني عام 1984 في البيت الأبيض من أجل حدث لجمعيّة الأميرة غرايس. وقد كانت المرّة الأولى التي يتلقّى فيها مصمّم إيطالي، وهي دوناتيلا جيرومبيلي، مثل هذا الشرف. أتذكّر هذا حين كنت مدعوّة إلى نيويورك قبل ثلاثة أعوام من قبل Fashion 4 Development لتقديم مجموعتي أمام أكثر النساء تأثيراً في العالم بغية توجيه قضيّة التنمية المستدامة نحو المستقبل. كانت مناسبة رائعة والأهمّ أنّها بمثابة حدث محفور في تاريخ جيني القديم وفي الوقت عينه يحدّد خطوط المستقبل.
كيف ترغبين في رؤية الماركة وهي تتطوّر؟
أودّ أن تستمرّ جيني بمسيرتها على درب الاستدامة في كلّ الأمور وهذا أمر أفتخر به. منذ 2016 دفعتني هذه المقاربة إلى ابتكار ملابس مناسبة إتنياً لا تُبتكر بالكامل في إيطاليا من حيث التصنيع والموادّ وحسب لكنّها تتماشى كذلك مع معايير الاتّحاد الأوروبي في ما يتعلّق باحترام البيئة والعمّال. إنّ الأسلوب يرتبط أكثر وأكثر بمسألة الأخلاقيّات والمعايير الجمالية التي تستمرّ في طبع مقاربتنا الجديدة للإنتاج وأنا أفتخر بالأمر.
ما هي المشاريع المستقبليّة لماركة جيني؟
علاوةً على المسار المستدام، تركّز جيني على الاستثمار وعلى خطّة تنمية قادرة على أن تضمن مستقبلاً ملائماً للماركة يتماشى وماضيها العريق، من ناحية المنتج وروحه أيضاً. بعد إصدار العطر الثاني، وددت أن أستمرّ في كتابة نمط عيش جيني لمرافقة المرأة في كلّ جوانب حياتها.
ما هو جوهر سيّدة جيني؟
تلخّص بصمة جيني الجوهرية الروعة والتكلّف وهي تجسّد امرأة تعيش في حالة تناغم مع تحوّلات المجتمع وتغيّر دورها على مرّ الزمن.
حاورتها كيلي صادق