يمتدّ تاريخ اللؤلؤ الثمين إلى عقود طويلة، حيث أنّ أقدم مجوهرات مرصّعة باللؤلؤ تمّ العثور عليها، كانت داخل تابوت أميرة فارسيّة توفّت في العام 520 قبل الميلاد، وهذا الاكتشاف معروض في متحف اللوفر حاليًّا. وقبل أن يتمّ استخدامها على شكل مجوهرات، كانت هذه الأحجار الثمينة تُقَدَّم للملوك الصينيّين. كان وجود هذا الحجر مع بدايات اكتشافه نادرًا، ولذا لم يكن سوى باستطاعة النبلاء الأثرياء الحصول عليه، حتّى أنّ القواعد التي وُضعَت خلال الإمبراطورية البيزنطية، كانت تنصّ على أنّه يُسمح للإمبراطور فقط بارتدائها. وخلال القرن السادس عشر، عُرف العهد الذي حكم فيه "تيودور" إنجلترا، بالعصر اللؤلؤيّ، بسبب الشهرة الذي نالها هذا الحجر، والصور التي تعود إلى تلك الفترة تؤكّد ذلك، حيث يظهر بها أفراد العائلة الملكيّة وهم يرتدون مجوهرات وملابس مزيّنة باللؤلؤ. بقي ارتداء اللؤلؤ منحصرًا بالطبقات الملكيّة والنبيلة لسنوات، الأمر الذي جعل الطلب عليه يرتفع من قبلهم، ونتيجة لذلك، بدأت عمليّات البحث عنه ترتفع، ولم يكن إيجاده سهلًا، فكانت أصداف المحار تُفتَح وتُرمى، فكاد حصاد المحار أن يتسبّب بانقراضه، إلى أن تمّ فرض حدّ على حصادها في العام 1880 لمحاولة إعادة التوازن في عددها.
ظهور اللؤلؤ المُستَنبَت
نتيجة لذلك، بدأت زراعة اللؤلؤ في اليابان في أوائل القرن العشرين، بعد عقد من التجارب التي أجراها "كوكيتشي ميكيموتو"، في وقت كان يعمل فيه أيضًا كلّ من "تاتسوهي ميس" وعالم الأحياء الحكومي "توكيتشي نيشيكاوا" على محاولة تكوين اللؤلؤ، ونجحا في إنتاجه، وحصلت إبرة التطعيم الخاصّة التي اخترعها "ميس" على براءة اختراع في العام 1907. في الوقت نفسه، تقدم "نيشيكاوا" بطلب للحصول على براءة اختراع خاصة به، بعدما اكتشف براءة اختراع "ميس" في مكتب براءات الاختراع. لقد اتحدّا من أجل هدفهما المشترك، وأنشآ طريقة "ميس-نيشيكاوا" التي لا يزال يستخدمها معظم فنيي التطعيم حتى اليوم. ولاحقًا، ذوّر "ميكيموتو" اختراعهما من خلال إضافة خطوة خاصّة به لإنشاء لآلئ "أكويا" مستديرة تمامًا، وتم منح براءة الاختراع المعدّلة هذه له في عام 1916، وبعدها أنشأ شركة "ميكيموتو بيرل"، وبدأ في نشر اللؤلؤ المستنبت حول العالم، ليصبح الحصول عليه في متناول الجميع.
صناعة اللؤلؤ في الصين وفي العالم
شهدت الصين صناعة كبيرة للؤلؤ أيضًا، جيث تعلّم الصينيّون كيفيّة زراعتها وتشكيل القشرة الداخليّة وغمرها في المياه العذبة لسنوات بينما تغلّفها الرخوّيات بطبقات من الصدف، لتكون النتيجة النهائيّة شكلًا لؤلؤيًّا مطليًّا بطبقات سميكة من قشرة الصدف، وقد صنعوا منه الكثير من المنحوتات الصغيرة.
في الفيليبين وإندونيسيا استخدم السكّان الأصليّين اللؤلؤ كجزء من الاحتفالات الدينيّة، وهناك، عُثِرَ على لآلى البحر الجنوبيّ البيضاء والذهبيّة التي وُجدَ أيضًا على الساحل الأستراليّ، وقد كان الطلب عليها عاليًا من قبل المستعنرين البريطانيّين، فتسبّب الصيد المفرط للمحار الكبير بوصوله إلى حدّ الانقراض.ولذا، بدأ رجل أعمال أميركيّ وفنيّ تطعيم يابانيّ، أوّل مزارع لؤلؤ في خليج كوريّ في العام 1965، وافتتحت شركة "باسبالاي بيرل" الشهيرة أوّل مزرعة لؤلؤ لها في العام 1962، وأخرى في العام 1970، وأصبحت تُعرَف بأنّها أرقى منتجي اللآلى، ومن حافظ على مخلوقات المحار من الانقراض. واليوم، تنتشر مزارع إنتاج لؤلؤ كثيرة في العالم، تعتمد على تقنيّات متقدّمة لإنتاج أنواعًا كثيرة عالية الجودة منها، سواء كانت من أصناف تاهيتي أو أكويا أو غيرها.