لطالما كانت دار لويس فويتون Louis Vuitton، ومنذ تأسيسها، تتبع شغفاً يستميلها نحو الآفاق البعيدة. ويوم ابتكر لويس فويتون صندوقه الأول، الذي أصبح اليوم رمزاً أيقونياً للدار، أطلق وعداً بمرافقة المسافرين في حبّهم للاستطلاع أينما اتجهوا. فللسفر بصمة تبقى مطبوعةً أبداً في الذاكرة، وعاطفة قادرة على أن تغيّر مجرى حياتنا. لذا تستعدّ دار لويس فويتون في عام 2016 لاستكشاف عالم جديد، هو عالم العطور.
أمضى خبير العطورات الشهير جاك كافالييه بيلترود المتحدّر من غراس، العاصمة العالمية لصناعة العطورات والجلديات، شهوراً طوالاً وهو يجول القارات الخمس بحثاً عن عواطف. تلك العواطف التي تختبرها عندما تتنشّق عبير الموادّ النادرة والغريبة، المستوحاة من الشعور بالاسترسال الذي نعيشه بعيداً عن مسقط رأسنا. وبعدها، راح يتخيّل سبع رحلات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحاسة الشمّ، سبعة ابتكارات تلامس البشرة لتغلّفها بأريج مذهل، سبعة سيناريوهات تقدّم الوحي والإلهام وسبعة ابتكاراتٍ غاية في الأنوثة من ماء العطر.
من نسائم عطر روز دي فان Rose des Vents إلى أريج توربولانس Turbulences المسكر، ومن جذل الليلة الأولى مع دان لا بو Dans la Peau، إلى الانغماس عن قصدٍ في روعة الطبيعة مع أبوجيه Apogée، ومن عطر كونتر موا Contre Moi الذي يكشف الكثير عن الذات إلى استشكاف الجانب الأكثر ظلمةً فينا مع ماتيير نوار Matière Noire، وصولاً إلى انفجار الحواس مع ميل فو Mille Feux... عطورات لويس فويتون تصف رحلةً مليئةً بالعواطف. وتبدأ المغامرة.
عطر روز دي فان Rose des Vents
تعدّ البوصلة أداةً لا غنى عنها في توجيه الملاّحين. في خطوةٍ مستوحاة من الرغبة في تركيب عطرٍ مفعمٍ بالنسيم، حريريّ الملمس، ينقلنا جاك كافالييه بيلترود إلى غراس، وسط حقل من زهور سنتيفوليا الجميلة ذات الأوراق المائة. إلاّ أنّ هذه الوردة المعروفة بوردة مايو لا تحمل بين بتلاتها أي ثقل أو حنين، يلفحها الهواء فتنبض بالحياة. واستخدم خبير العطور مزيجاً استثنائياً يتكون من ثلاث زهرات. خلاصة وردة سنتيفوليا المستخرجة بواسطة ثاني أكسيد الكربون، وهو عبارة عن مادةٍ خام مكرّرة ومعدّة حصرياً لدار لويس فويتون. أما خلاصة الزهرة التركية وخلاصة والزهرة البلغارية فكلاهما مقطّرة على البخار. كما يجمع هذا العطر ما بين النعومة والفخامة بفضل زهرة السوسن من فلورنسا والأرز من فرجينيا، فتتألّق بنفحات مسكرة غنية بالتوابل فور ملامستها لنبات الفلفل.
عطر توربولانس Turbulences
يستمدّ جاك كافالييه بيلترود الإلهام من حالةٍ مطابقةٍ لحالة الحب من النظرة الأولى، فيكرّم زهرة المسك الرومي ويجمع بينها وبين الفواكه الغريبة. خطرت الفكرة في بال جاك مساء أحد أيام شهر أغسطس في غراس، حين كان يعبر بوابة حديقته برفقة والده، الذي كان عطّاراً هو الآخر. توقّف الرجلان فجأةً وقد باغتهما المزيج العطر من البتلات البيضاء، ولم يكن من الممكن فصل أريج المسك الرومي عن شجيرات الياسمين التي تعبق بها الحديقة. حرّكت تلك الهدية التي منحته إياها الطبيعة مشاعر خبير العطورات لدى لويس فويتون فأمضى شهوراً عدة يختار المجموعة المناسبة لإعادة تركيب تلك الذكرى. كانت زهرة المسك الرومي حاضرةً طبعاً، وزهرة الياسمين كبيرة البتلات من غراس، وخلاصة زهرة الفل التي يزرعها الصينيون لتعطير الشاي النادر، وزهرة الماغنوليا الصينية، ووردة مايو، مع مسحةٍ خفيفةٍ من الجلد، لطابعه الحيواني.
عطر دان لا بو Dans la peau
مزيج حصري من الجلد الطبيعي من مشاغل لويس فويتون يجعلك ترغبين في الاستسلام لغمرةٍ شغوفة. وتتداخل مع هذا الجلد الفاخر رائحة المشمش الذي يكاد يكون مجفّفاً ومحلّى بالسكر، مع خلاصة ياسمين غراس المستخرجة بواسطة ثاني أكسيد الكربون، بتقنية حصرية لدار لويس فويتون، وزهرة الفلّ من الصين. ومن ثم يتعالى أريج خلاصة زهرة النرجس، وهي زهرة فريدة من نوعها تجمع ما بين التبغ وخضرة سيقان النبات الذي قصّ لتوّه. عطر حسّي على نحوٍ جريء، يغلّف البشرة بمسك مثيرٍ من أنواعٍ مختلفة، مسك ذروري، ومسك صافٍ ومسك من عالم الحيوان وآخر من عالم الزهور.
عطر أبوجيه Apogée
اختار جاك كافالييه بيلترود رمزاً للتجدّد، وهو زهرة زنبق الوادي. كما أضاف ياسمين غراس، والمانغوليا الصينية، وكميةً لم يسبق أن استخدمت من خلاصة وردة مايو من غراس باستخراجها بواسطة ثاني أكسيد الكربون، في تقنية حصرية لدار لويس فويتون. ترشّينه على بشرتك فيرتسم عليها كنسيج مخرّم من البتلات. ومن ثم، وراء الشفافية والبصمة المائية لزنبق الوادي، تتجلّى قاعدة نابضة تمدّد التأثيرات المطعّمة بالزهور. ويدعم أريج خشب الغاياك المتميز بمسحات دخانية مع خلاصة خشب الصندل باقة الزهور كسيقان رفيعة.
عطر كونتر موا Contre moi
لطالما انجذب جاك كافالييه بيلترود إلى الفانيليا، وهو الذي حفظ أنواعها النباتية عن ظهر قلب. مزيج مدغشقر، الأشبه بعطر الجلد، والخلاصة الحيوانية، وفانيليا تاهيتنسيس الرائعة. ويأتينا الشعور بالارتياح بفضل الحضور المميز للفانيليا، قبل أن يحلّ الأوكسجين قادماً من الأزهار في قلب التركيبة. إلى هذه الإثارة اللذيذة يضاف شلاّل من البتلات الرقيقة: زهر الليمون، وزهرة سنتيفوليا من غراس، وخلاصة المانغوليا، مع مسحة ناعمة من الكاكاو المرّ لإعادة التأكيد على الطابع المتمرّد لهذا العطر، قبل إفساح المجال لحبوب المسك.
عطر ماتيير نوار Matière Noire
قرّر جاك كافالييه بيلترود أن يستكشف البتشولي وما عداه. فوقع اختياره على الخشب الأكثر ترفاً في عالم صناعة العطور، خشب العود من لاوس في أريج أتقن جاك أوجهه كافة على مدى سنوات. وعمل على تكثيف الأعماق الحيوانية للخشب، فجمعها مع الكشمش الأسود، وعارض الظلام مع نور مستمد من زهرة النرجس البيضاء والفل. فأصبحت التركيبة خفيفةً مجرّدةً من الثقل، تعطي انطباعاً بالعوم في الفضاء. ويكسر عبق الزهور الظلام كنجم مذنّب، فستعيد كل من وردة سنتيفوليا التي استخرجت بواسطة ثاني أكسيد الكربون، في تقنية حصرية لدار لويس فويتون، وزهرة السيكلامين، ندى الصباح.
عطر ميل فو Mille Feux
في إحدى زياراته إلى مشاغل الجلود الخاصة بلويس فويتون، رأى جاك كافالييه بيلترود، حرفياً يحوّل الجلد الملوّن بلون توت العلّيق إلى حقيبة فاخرة. ومن الجلد المشعّ كالفاكهة الناضجة، خطرت له فكرة جمع رائحة الجلد مع عبير التوت. وشكّل تركيبته بمزيج حصري من جلود لويس فويتون مع زهرة العبقة الصينية البيضاء التي يتراوح عبيرها بين الحيواني والمشمشيّ. تمتزج في العطر أيضاً مسحة من صلب السوسن مع الزعفران، ما يضفي المزيد من الرقيّ على الجلد.