تتأصّل كلمة أور، أي الذهب باللغة الفرنسية، في الاسم الأسطوريّ للدار، وأثبت ذلك أنّه أكثر من مجرّد قافية جالبة للحظ. أصبح ذلك رمزاً لتألّق ديور Dior ووعداً بالخلود.
في فيلا العائلة Les Rhumbs في غرانفيل، النورماندي، تمتّع كريستيان ديور بطفولة سعيدة حيث تشبّع القواعد الصارمة لنمط الحياة البورجوازيّ. جذبه ذوقه للأناقة والرقي بشكل طبيعي إلى هذا اللون الثمين، الذي تنبض الأحلام بالحياة في قلبه. سمحت القطع الأولى من التصاميم الراقية بأن تتألّق هالة ديور حول العالم، بما في ذلك فستان غولكوند والتصميم الذي يحمل اسم باكتول من سنة 1949. أصبح الذهب بمثابة ختم مرهف، توقيع لا يُمحى يزيّن الإبداعات وعلب التوضيب. ذات يوم، مثل عرّاف شاعريّ، وصف جان كوكتو صديقه الحميم، هو هذا العبقري الفريد في عصرنا والذي يتضمن اسمه السحري كلمتي Dieu (الله) و Or (الذهب)، وبالتالي ختم مصيره الاستثنائيّ إلى الأبد.
في جميع المجموعات، تم تزيين الملابس والأكسسوارات بلمسات ناعمة ومضيئة أو بلمسات برّاقة أكثر فخامة. وقام مارك بوهان، عندما شغل منصب المدير الفني، بتصميم إطلالات كاملة باللون الذهبي، بما في ذلك فستان "بيبيت" من قماش الـ"لاميه" بحبك الجاكار، والفستان الذي ارتدته لورن هاتن في فيلم "أول فايرد آب" سنة 1982. ومع وصول جون غاليانو سنة 1996، تحوّل الذهب إلى رمز للترف والإسراف، للرحلات الخيالية عبر القصص المدهشة. ضمن مجموعة التصاميم الراقية لربيع وصيف 2004، استعاد المصمم البريطاني عشقه للترف والرفاهية من خلال فراعنة مصر. أصبح الذهب لدى ديور مرموقاً أكثر من أي وقت مضى مع إطلاق J’adore في عام 1999؛ بجمال ساحر، انغمست ملهمات الدار في حمامات تشبه الحلم، لتُعيد إلى الأذهان الإلهات القديمات، أو أضاءت قاعة المرايا في قصر فرساي، في إشارة إلى حب المصمم المؤسّس للكلاسيكية الفرنسية.
بينما كان يعزّز التصاميم، التي تتأرجح بين الرصانة والعظمة والرشاقة والإسراف، جاء هذا المعدن الاستثنائي ليجسّد إبداع الدار الجريء والخالد. من خلال مجموعة الكبسولة ديور أور Dior Or، أعادت ماريا غراتسيا كيوري تصميم الطرازات الأيقونية بإصدارات ذهبية مرهفة، تكريماً للمعدن الأبرز لدى كلّ الخيميائيين. لعرض أزياء التصاميم الراقية لربيع وصيف 2020، حلمت المديرة الفنية لمجموعات النساء لدى ديور، برفقة الفنانة النسوية جودي شيكاغو، بإلهات معاصرات يرتدين البيبلوم أو البدلات المنسوجة من الخيوط الذهبية، أشبه بقصيدة تتغنّى بالقوة الأبدية للأنوثة .