هناك العديد من الحالات الطبية التي أُهملت علاجها لدى بعض الأشخاص خلال السن المبكر، كالأطفال الذين تعرضوا إلى رضوضٍ وجهية ومشاكل في نمو الأسنان مع الأخذِ بعين الإعتبار العوامل الوراثية، حيث أدى إهمال المعالجة في الأعمار الصغيرة لمنطقة الفكين والأسنان إلى عدم نمو عظام الوجه بطريقةٍ متناسقة، مما نتج عنها سوء إطباق الأسنان وعدم التناظر والتشابه بنمو الوجه بين الطرف الأيمن والأيسر.
هذه المشاكل جميعها يمكن أن تعالج جذريًا في حال اكتشافها في مرحلة مبكرة من العمر، لكن بعض الحالات لا يلاحظها الأهل والأطباء، أو تتم معالجتها بطريقة غير جيدة، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة بعد سن البلوغ بشكل مزعج جدًا، وتتسبب بالعديد من المشاكل على الصعيد الطبي، النفسي والشكلي، حيث تعطي مظهرًا خارجيًا غير جميل يصعب على الأشخاص تقبله، أو تؤثر بشكل عميق على الصحة العامة كصعوباتٍ بالتنفس، سوء بلع وهضم الطعام والإلتهابات اللثوية، مما ينعكس سلبا ًعلى حالة المريض النفسية وعلاقاته الاجتماعية في المدرسة، العمل أو المحيط اليومي.
في هذه الحالات يحتاج المرضى للخضوع لعملية جراحية، كتقويم الفكين وعظام الوجه بالإضافة إلى علاج طبي لتصحيح شكل الوجه ولمساعدتهم في عمليات مضغ الطعام والتنفس بالإضافة إلى علاج التهابات اللثة.
وهنا يلعب جراح تجميل الوجه والفكين الدور الأكبر، حيث يقوم بدراسة الحالات مباشرة بإجراء الصورة الشعاعية المطلوبة، وتحليل الوجه بواسطة برامج خاصة لمعرفة خلل النمو العظمي سواءً في الفك العلوي، السفلي أو كلاهما، مع دراسة حالة الأسنان وتناظر الوجه بالمعايير الطبية العالمية المعتمدة.
ليتم بعدها تشخيص الحالة الطبية من خلال أربعة تصنيفات:
- التصنيف الأول: مشاكل بسيطة في نمو العظام أو تراكب الأسنان.
- التصنيف الثاني: بروز الفك العلوي من الأسنان أكثر من الفك السفلي والوجه.
- التصنيف الثالث: بروز الفك السفلي من الأسنان أكثر من الفك الأمامي والوجه.
- التصنيف الرابع: عدم تناظر في نمو عظام الوجه.
وعلى أساس دراسة وتصنيف الحالة توضع خطة العلاج المناسبة لمناقشتها مع المريض بشكل مباشر وواضح. ويعتمد البروتكول الطبي لمعالجات خلل نمو عظام الوجه أولاً على إجراء تقويم أسنان مبدأي لإعادة توازن إطباق الأسنان ومن ثم اللجوء إلى الجراحة التي من خلالها يتم قطع الفك العلوي والسفلي وإعادة تثبيتهما ضمن المعايير الطبيعية.
وبذلك يتم تعديل الإطباق وتعديل شكل الوجه سواء من الناحية الأمامية أو الجانبية مع تعديل تناظر الوجه، وفي معظم الحالات يتم إعادة التقييم بعد ستة أشهر حيث تكون رغبة المريض جمالية أكثر عندها يلجأ الجراح إلى عمليات تجميل الأنف أو إجراء زرعات لمنطقة الفكين لإبرازهما أكثر.
وعند مواجهة نوع من هذه العمليات الجراحية يكون ارتياب المرضى بين ضرورة وحاجة هذا الإجراء وبين الفوبيا التي يعيشونها اتجاهه، وهنا يأتي دور الجراح لشرح وتشجيع المريض وإعطائه الراحة النفسية اللازمة لأخذ القرار السليم.
فما هي متطلبات جراحة الوجه والفكين، بما تتميز، وما هي نتائجها؟
تعتمد نجاح الجراحات الوجهية على فريق العمل الطبي وتعاون المريض، ويتم التداخل الجراحي على العظم من خلال إجراء شقوق في منطقة اللثة من داخل الفم، بحيث لا تكون هناك أي ندب في وجه المريض.
وعندما يتم قطع وتعديل موضع الفك، يثبت بصفائح تيتانيوم مصممة للبقاء بشكلٍ دائم، وخلال ثلاث إلى أربع أسابيع يعود المريض لممارسة حياته الطبيعية المعتادة.
وكنتيجة لهذه العمليات تتعززعند الموضى ثقتهم بأنفسهم و يشعرون بسعادة أكبر ويستطيعون مواجهة تحديات الحياة بقوة وطمأنينة.