تحدّث نائب رئيس مجموعة الفطيم عن الإقبال المتزايد على الأزياء الرجالية في الشرق الأوسط، وأهمية الناحية الثقافية، وما يمكن أن يتوقّعه المستهلكون من المجموعات القادمة هذا الخريف.
حدّثنا عن مسيرتك وكيف بدأتَ دورك في عالم الموضة؟
بدأت العمل في عالم الموضة منذ أكثر من ٢٠ عاماً كمساعد مبيعات في شركة Zara بعد حصولي على شهادتي في إدارة الأعمال. في البداية، لم أخطّط للعمل في مجال الأزياء، بل كنت أهدف إلى التسويق. لكن عالم البيع بالتجزئة أذهلني، ووجدت نفسي شغوفاً بالجانب التجاري من الموضة. لقد شققتُ طريقي حتى أصبحت مديراً للمنطقة، واستمتعت بتنوّع الأدوار، بدءاً من خدمة العملاء وحتى إدارة المخزون وتطوير الموظفين. أصبحت في نهاية المطاف مديراً عاماً لقسم الأزياء في الفطيم وأشغل الآن منصب نائب الرئيس للأزياء والجمال في منطقة الشرق الأوسط وآسيا. على الرغم من جدول أعمالي المزدحم، إلا أنّني لا أنسى أبداً كيف بدأت رحلتي. أحرص على البقاء على تواصل مع فرق متجرنا والسفر لفهم أسواقنا بشكلٍ أفضل. أعتقد حقاً أنّ العمل الجاد، ومواجهة التحدّيات بشكلٍ مباشر، والعقلية الإيجابية هي مفاتيح النجاح في حياتك الشخصيّة وحياتك المهنية.
كيف تغيّرت الصناعة وتطوّرت منذ أن بدأت؟
لقد أدّى التحوّل الرقمي التحويلي في أعقاب كوفيد ـ ١٩ إلى تغيير الصناعة بالكامل. يطالب المتسوّقون الآن بتجارب مخصّصة، وبالراحة، والتسليم السريع، وخيارات الدفع المرنة. أصبحت التجارة الإلكترونية هي الأساس، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق المؤثّر أمراً ضرورياً. شهد القطاع الرجالي تغيّرات كبيرة، خاصةً مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق المؤثّر. اكتسبت الأنماط غير الرسمية وأزياء الشارع شعبية على مرّ السنين، خاصةً بين جيل Z، الذي يشكّل حوالي ٣٠ـ٤٠% من السكّان في دول مجلس التعاون الخليجي. وبهذا، شهدنا زيادة كبيرة في عدد الشباب الذين يتبنّون مظهراً أكثر استرخاءً وعصرية. كما نمت الرغبة في الفخامة والأزياء الراقية بشكلٍ ملحوظ في فئة الرجال خلال السنوات القليلة الماضية. إذا نظرنا إلى Sandro، فإنّ فئة الرجال تشهد نمواً مضاعفاً هذا العام بفضل زيادة الاستثمارات، وتوسّع التوزيع، والطلب المتزايد في المنطقة على الأزياء الغربية.
كيف تصف العلامات التجارية ضمن البورتفوليو الخاص بك؟
في حين أنّ فئة النساء في بورتفوليو علامتنا التجارية هي المحرّك الأساسي لأعمالنا، فقد حرصنا دائماً على تحقيق التوازن بعروضنا. يشتمل البورتفوليو الخاص بنا على العديد من الفئات الرجالية مثل Sandro و Ted Baker و Aape و Kiabi و Boss و Hugo. إنّنا نقدّم منتجات العناية بالبشرة للرجال من خلال شركة Watsons التي جلبناها إلى الشرق الأوسط منذ بضع سنوات. لقد شهدنا اتجاهاً متزايداً في مجال صحة الرجال على مدار السنوات القليلة الماضية، ويمكن لـ Watsons تلبية احتياجات العناية بالبشرة للرجال.
تنتج العلامات الباريسية Sandro و Maje تصميمات جميلة فريدة من نوعها رغم كونها كلاسيكية وأصيلة. تتوسع Ted Baker بسرعة في الشرق الأوسط، وذلك بسبب مجموعاتها المتنوّعة. تركّز العلامة التجارية بشكلٍ لا يتزعزع على الجودة ولكنّها تجلب دائماً روح الدعابة الغريبة التي تتألّق من خلال قطعها وتصميماتها داخل المتجر. في المملكة العربية السعودية، ندير Hugo و Boss ـ تقدّم Boss أنماطاً مكتبية مُعاد تعريفها ومجموعات متعدّدة الاستخدامات، بينما تقدّم Hugo أزياء جريئة من خلال الخياطة وملابس الشارع والملابس غير الرسمية. وأخيراً، نحن نقدّم أيضا قيمة كبيرة لجميع أفراد الأسرة مع Kiabi، العلامة التجارية التي تحتضن أحدث اتجاهات الموضة للرجال والنساء والأطفال من جميع الأعمار.
لماذا اختارت الفطيم طرح هذه العلامات التجارية في السوق؟
باعتبارنا مجموعة رائدة في الشرق الأوسط، كثيراً ما تتواصل معنا العلامات التجارية المتحمّسة لدخول هذا السوق، خاصةً مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، يجب علينا تقييم كلّ علامة تجارية بعناية للتأكّد من أنّ هويّتها، وممارساتها، وقيمها تتماشى مع هويّة مجموعة الفطيم. بالإضافة إلى ذلك، يجب على أي علامة تجارية نتشارك معها أن تكمل مجموعتنا دون تداخل أو تفكيك العروض الحالية. تكمن قوّتنا في تنوّع البورتفوليو الخاص بنا، مما يسمح لنا بتلبية احتياجات مجموعة سكّانية واسعة. نحن نبحث باستمرار عن علامات تجارية جديدة لضمّها إلى مجموعة الأزياء الخاصة بنا ونعمل حالياً على آفاق مثيرة للغاية لعام ٢٠٢٥.
هل يستلهم المصمّمون الذين يقفون وراء العلامات التجارية التي تهتمّ بها من موضة أو ثقافة الشرق الأوسط؟
قطعاً! نظراً لأنّ الشرق الأوسط أصبح سوقاً مهمّاً لجميع علاماتنا التجارية من حيث حجم المبيعات وفرصة النمو المستمرّ، فإنّ علاماتنا التجارية تعمل معنا بشكلٍ وثيق جداً لفهم الاتجاهات الموسمية والرائجة على وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة بشكلٍ أفضل. نستمرّ في تقديم مجموعات رمضان الحصرية التي تحظى دائماً بترحيب جيد جداً وتسمح لنا بالتقاط ثقافة وقيم الشرق الأوسط في حملاتنا. تعاونّا هذا العام مع شخصية مؤثّرة مقيمة في دبي لتكون الوجه الإعلاني لحملة Maje الرمضانية، وعقدنا أول حفل سحور في الرياض مع Ted Baker، وهو الحدث الذي حقّق نجاحاً هائلاً وسمح لنا بتعزيز مكانتنا في المملكة العربية السعودية.
غالباً ما يشعر المستهلكون الذكور بوجود نقص في عروض أزياء الذكور مقارنةً بالإناث. كيف يمكنك الموازنة بين عروض الرجال مقابل عروض النساء وهل تجد أنّ هناك شهية للأزياء الرجالية بين الرجال في دول مجلس التعاون الخليجي؟
مع تنوّع التركيبة السكّانية في دول مجلس التعاون الخليجي، قد شهدنا طلباً متزايداً على الأزياء الغربية في السنوات الأخيرة. كما أثّرت التجارة الإلكترونية بشكلٍ كبير على أزياء الرجال، حيث توفّر السهولة والراحة التي يفضّلها العديد من الرجال عند التسوّق. إنّ سكّان المنطقة الشباب والديناميكيين على اتصال وثيق باتجاهات الموضة العالمية، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق المؤثّر. وقد أدّى ذلك إلى زيادة الاهتمام بملابس الشارع والأزياء غير الرسمية، ولهذا السبب قدّمنا Aape إلى الإمارات العربية المتحدة منذ بضع سنوات. نحن فخورون بأنّ لدينا بورتفوليو رجّالي متوازن للغاية. نحن نلبّي العديد من فئات المنتجات التي قد يبحث عنها الرجال، وأنماط مختلفة من الملابس، ونقاط أسعار مختلفة. ستظلّ فئة الرجال محطّ اهتمامنا حيث تستمرّ في اكتساب أهمية في أعمالنا، ونحن نخطّط لتعزيزها من خلال الاستمرار في زيادة استثماراتنا وربما جلب علامات تجارية جديدة.
ما الذي يمكن أن يتطلّع إليه المستهلكون الذكور وينتظرونه من علاماتك التجارية في خريف وشتاء ٢٠٢٤؟
لقد جلب لنا موسم خريف وشتاء ٢٠٢٤ بعضاً من أقوى مجموعات الرجال التي رأيتها حتى الآن. تقدّم لنا Sandro مزيجاً مثالياً من الملابس الرسمية وغير الرسمية، مع الأساسيات والألوان المحايدة التي تعكس الاتجاه الفاخر الهادئ الحالي. وعلى غرار المجموعة النسائية، ستكون الأنماط المستوحاة من الطراز العسكري بارزة أيضاً. تجمع هذه المجموعة بين القطع الأنيقة والقطع غير الرسمية بأنماط مريحة، مما يتيح للعملاء الفرصة لمزج القطع الأنيقة ومطابقتها مع الأنماط غير الرسمية والمريحة. تركّز مجموعة Ted Baker لخريف وشتاء ٢٠٢٤ على الملابس الملائمة والقطع المتعدّدة الطبقات، بما في ذلك الملابس المحبوكة وقمصان البولو والقمصان المطبوعة. بينما تعرض العلامة التجارية أسلوباً أكثر بساطة هذا الموسم، تتألّق روح Ted Baker الانتقائية من خلال الملابس الخارجية الجريئة والملابس الرسمية، مما يضيف لمسة جديدة إلى المظهر التقليدي. مجموعة Aape مستوحاة من رياضة الهوكي على الجليد، حيث تعيد تصوّر العناصر الكلاسيكية مثل الفريق مما يؤدي إلى مجموعة من ملابس الشارع اليومية المليئة بالرياضة والتي تتميّز بالإبداع والجريئة. وتواصل Boss عرض أزيائها المميّزة للرجال، والتي أعيد تصميمها هذا الموسم لإطلالات قوية وحديثة. تقدّم Hugo صوراً ظلّية أكثر جرأة للأيام الباردة، مما يسمح للعملاء بالغوص في طبقات الملابس الجاهزة للمدينة، والملابس الخارجية، والخياطة الأنيقة.