ها هو القفل، وإليكم المفتاح للكشف عن التراث الفريد لدار Moynat . ومن بين كل الخصائص المدهشة للدار الباريسية المتخصصة بالسلع الجلدية الفاخرة التي تأسست في باريس عام 1849، تكمن هذه الحقيقة الفريدة: اسم الدار يعود إلى " Pauline Moynat " وهي المرأة الأولى والوحيدة التي أدخلت الذوق الأنثوي إلى مهنة صناعة الحقائب والأمتعة الفاخرة التي يهيمن عليها الذكورية وذلك في ذروة حقبة الزمن الجميل Belle Epoque. إنها لمسة بولين ورؤيتها التي شملت أنماط حياة عملائها، والابتكار الذي قابلت به ظهور السيارات ذات المحرّكات، وسرورها في جعل حرفييها يصنعون خامات وتفاصيل حسية في كل شكل وسطح وقفل – وهذا ما يجسد الحرفية الأنثوية للدار.
إن الروح المفعمة بالحيوية والذكاء اللذين تحلّت بهما Pauline Moynat لعبا دورًا في النهضة الأخّاذة للفنون والتصميم والسفر والاختراعات الحديثة التي عملت على تحويل باريس في العقود الممتدّة نحو مطلع القرن العشرين. لم يتمّ تسجيل التاريخ الدقيق لوصولها إلى باريس كفتاة تبلغ من العمر ستة عشر عامًا من مقاطعة "سافوا"، حين وجدت عملاً فورًا في مشغل صغير للجلود والذي يعدّ الحجر الأساس الأول لبداية عملها. ولكن، ما هو مؤكد أنّه في العام 1869، حوّلت بولين الشركة إلى مركز متخصص فاخر في صناعة الأمتعة، وافتتحت متجر يحمل اسم Moynat فوق بابه، كان يقع في شارع 1 Avenue de l’Opéra مقابل Comédie Française الشهير، وهو أقدم مسرح ما زال يعمل في العالم.
روح باريس
إنّ الموقع نفسه قد وضع Moynat عند مفترق طرق اجتماعي مذهل، حيث كانت تمر قبالته الممثلات والوريثات والفنانين والصناعيين وأبناء الطبقة المخملية الفرنسية والسياح الأثرياء في العالم الدولي الجديد. لذا، من السهل علينا أن نتخيّل Moynat وهي تصمّم لتستجيب لتطلعات الرجال والنساء من الطبقات الأكثر ثراءً ، الراسخة منها والحديثة، في المجتمع الباريسي. هؤلاء هم الأشخاص المتطلبون الذين سعوا للحصول على أمتعة شخصية مصنوعة يدويًا من Moynat لتمييز أنفسهم أثناء رحلاتهم الأنيقة على متن السفن والقطارات - وصولاً إلى وسيلة النقل الجديدة المثيرة، وهي السيارة.
كانت هناك تصاميم بارزة: ففي العام 1873، كانت حقيبة السفر English Trunk عبارة عن نسخة خفيفة بشكل مدهش لأمتعة السفر وقد تم تصميمها من الخيزران مع قماش جديد مقاوم للماء. وفي عام 1880 ، خطرت ل Moynat فكرة رائعة تتمثل في تثبيت جعبة جلدية حمراء في الجزء السفلي الداخلي من حقيبة السفر لحفظ وثائق سفر مالكيها. أمّا في عام 1902، فقد تخيلت الدار مستوًى من الرفاهية ما لبث أن تقدّم بشكل ملفت مع التكنول وجيا، ألا وهو حقيبة The Limousine Trunk المنحوتة برشاقة عند الجانب السفلي المحدب المنحني، لتكون مناسبةً تمامًا لهيكل السيارة، وكان بالإمكان طلبها بلون يتناسب معه. وبعد أربع سنوات، ظهرت الوسيلة الأنيقة لإخفاء إطار السيارة الاحتياطي عن الأنظار – وهي حقيبة Moynat Wheel Trunk الدائرية تمامًا.
الحرية والاستكشاف
إنّ الفروقات الدقيقة التي ميزت Moynat عن غيرها هي مواصفاتها التي اتّسمت بالحداثة التقدمية والعملية وهندستها الجديدة المفعمة بالأناقة. وقد جذبت Moynat بشكل واضح وصريح، النساء: فقد كان التصميم الأنثوي لأمتعتها يحتوي على ترصيع متباعد بدقة، وزوايا نحاسية متقنة الصنع، وآليات قفل عن طريق اللمس، كما كانت مصمّمة بألوان فاتحة. ويظهر إعلان مفاجئ للغاية في أرشيف بداياتها، حقائب يد نسائية جلدية مع أحزمة كتف طويلة - أدّت إلى تأمين حرية الحركة ومثّلت مقدمة رائعة لأزياء القرن الحادي والعشرين، لا سيّما حقائب الكروس بادي التي يمكن حملها من دون استخدام اليدين.
وقد جلب هذا النجاح أيضًا لـ Moynat عمولتها ك مصمّم رسمي لمسارح باريس. كما وأدت الصداقة الحقيقية التي جمعت بين بولين والممثلة Gabrielle Réjane إلى تصميم أول حقيبة يد معروفة على الأرجح تحمل اسم أحد المشاهير. وقد كانت حقيبة Réjane التي صُنعت عام 1903 تكريمًا للمثلة الأكثر شهرة في فرنسا. وفي عام 2012، أعادت الدار إحياء التكريم من خلال إعادة تقديم نسخة جديدة من الحقيبة بمنحنيات أنثوية جميلة وخطوط واضحة وقفل محسّن على طراز آرت ديكو.
مونوغرام Moynat الشهير
افتُتح الفصل التالي عندما انضم فنان فن الآرت ديكو Henri Rapin إلى الدار في عام 1905 . وتتمثّل موهبة Rapin الخصبة باعتباره مصمم جرافيك سابق لعصره، في كون الأحرف التي كتبها في الأرشيف لا تزال تبدو حديثة بشكل مذهل. ومن أشهر أعماله للدار هي حقيبة Toile 1920 مع حرف M بطريقة مونوغرام، ويتكوّن التصميم من خطوط متناوبة للحرف " M" في نقش بتصميم ديكو مصمم لحماية الدار من النسخ. فتمامًا كالعلاقة الثمينة بين المبدع الحرفي والإبداع الفني، فإن الرابط بين المالك وتصاميم Moynat هو شخصي بشكل خاص. كل طلب يتم تقديمه هو دعوة ليس فقط لتجربة سلع جلدية استثنائية ولكن أيضًا لاختبار عناية خاصة بشكل ملحوظ. فمنذ عام 1849 ، قام الدار بتزيين أمتعة السفر بأسماء العملاء وبالمشاربوبالعرف العائلي. ولا يزال هذا التقليد الحميم لهذه الشعارات المرسومة يدويًا يتردد صداه حتى يومنا هذا مع كل من التصميم الأولي والحروف الفريدة المتاحة عند الطلب. ولتجنّب النسخ والتكرار، يتم رسم كل حرف بشكل فردي في استوديو Moynat الباريسي إما بخط أرشيفي من تاريخ الدار أو بتصميم يتخيله المالك حديثًا.