ما إن يطمئنّ بالنا، حتى تعود أمراض الحبّ لتطرق أبوابنا. دعونا لا نسمح للأمراض المنقولة جنسياً بأن تعكّر صفو الحبّ...
لقد اكتسب "فيروس الأيدز" أهميّةً كبيرة بفضل حملات التوعية التي خُصّ بها! ولكن علينا أن نعترف بأنّه بوجود العلاجات الثلاثيّة، أصبحنا نخاف "الأيدز" أقّل ممّا كنّا نفعل قبل 20 عاماً. نأخذ حذرنا أقلّ... وتستفيد الأمراض المنقولة جنسياً من ذلك، فتعود بقوّة. ازدياد حالات أمراض السّيلان والسفلس و"الكلاميديا" التي رصدتها شبكات مراقبة الآفات المرضيّة يعكس زيادةً مقلقة في التصرّفات "الخطرة".
ولن نملّ من التكرار: المعاينة المبكرة لهذه الامراض ضروريّة، فعلى بعض العوارض (أو الحالات) أن تكون بمثابة إنذارٍ يقودنا مباشرة إلى معاينةٍ طبيّة.
متى علينا أن نقلق؟
كلّ علاقة جنسيّة من دون استخدام سبل الوقاية مع شخص "يمثّل خطراً" (إذا كان يتعاطى المخدّرات من خلال الحقن في الوريد، أو لديه علاقات جنسيّة متكرّرة مع أكثر من شخص)، أو حتى مع شخصٍ نعرف أنّه يحمل مرضاً منقولاً جنسيّاً، تعني خطر انتقال العدوى، وتتطلّب أخذ رأي اختصاصيّ، أو التوجّه إلى مركزٍ لكشف الأمراض. تُجرى فحوص للبحث عن التهابٍ تناسليّ، أو عن عدوى من "فيروس" التهاب الكبد، أو عن "فيروس" نقص المناعة المكتسب (الايدز). إذا أقمت علاقة جنسيّة من دون سبل وقاية (أو تمزّق الواقي الذكري خلال الاتصال الجنسي) مع شخصٍ إيجابيّ المصل، يمكنك البدء بعلاجٍ وقائيّ.
لا تهملي هذه العوارض!
في الحالات النموذجيّة، يظهر السفلس على شكل تقرّح، بعد ثلاثة أسابيع من الاتصال الموبوء. أمّا مرض السّيلان والإصابات "الكلاميديّة"، فتظهر من خلال سيلان من رأس العضو التناسلي (سيلان إحليلي) لدى الرجل. ولكن قد لا نلاحظ كلّ هذه العوارض. لذلك، علينا أن نأخذ أيّ عارض غير اعتيادي على محمل الجدّ. يمكن أن يكون ألماً خلال الاتصال الجنسيّ، أو تسرّبات مهبليّة، أو آثار دماء خارج فترة الدورة الشهريّة، أو أوجاعاً حوضيّة لدى المرأة، أو سيلاناً انحلالياً لدى الرجل، أو حريقاً في البول، أو جروحاً مهبليّة أو شرجيّة. على أيّ علامة غير اعتيادية (تقرّح، تآكل، بثور) أن تكون إشارة إلى الأمراض المنقولة جنسيّاً، وتكون بالتالي حافزاً لاستشارة اختصاصيّ.
الشريكان معنيّان
على شركاء الأشخاص المصابين أن يخضعوا بدورهم لفحوص، وأن يُعالجوا، إذا دعت الحاجة، لتفادي أيّ انتشارٍ للعدوى طبعاً، ولكن أيضاً لمنع الالتهاب من أن يصبح مزمناً. يكمن الخطر في تطوّر المضاعفات غير الظاهرة، وخصوصاً العقم، لدى النساء المصابات.
د. أنطوان ضاهر