ما هو العطر المستوحى من الثقافة العربية الأصيلة؟

يستوحي عطر عطر الجديد من فئة أو دو بارفان تركيبته الغنية بنفحات الخشب والأزهار من الهوية العربية والانتماء الثقافي المرتبط بنفحات العود الذي تغمر رائحة تبخيره احتفالات الشرق الأوسط والمناسبات السعيدة مع العائلة والأصدقاء.

 

تدرك الدور الجوهري الذي تلعبه العطور في الثقافة العربية، لأنها اكتشفت أهمية العطور في المنطقة أثناء رحلاتها العديدة إلى الخليج العربي برفقة والدتها، حيث زارت الأسواق التقليدية واندمجت في العالم الفريد للعطور الشرقية. وأطلقت في عام 2017 كجزء من مجموعة هيريرا كونفيدينشال تشكيلة الكنوز الشرقية المستوحاة من العطور العربية والتي تضم عطر جولد إينسينس وبلاتينيوم ليذر وبرونز تونكا وجولد مير أبسولوت. وتستقبل العطور الأربعة الآن أحدث الإضافات إلى التشكيلة، عطر ترو عود، الذي استوحته المديرة الإبداعية لقسم الجمال في العلامة من أحدث تجاربها في قلب الشرق الأوسط، ومما صادفته من روائح مميزة وما تعلمته عن الثقافة العريقة من خلال حضورها الاحتفالات المحلية والمناسبات العائلية المميزة التي لا تُقام دون تبخير أحد أهم العطور، عطر العود.

 

وترتبط رائحة العطر بالجلسات المسائية ارتباطاً وثيقاً يدوم لأشهر أو سنوات عديدة لاحقة. ويُعد تبخير العود جانباً أساسياً في الثقافة العربية، فرائحته تُعيد أذهان أبناء الشرق الأوسط إلى الوطن أينما كانوا في العالم. فإذا نشأ شخصٌ في الشرق الأوسط ثم سافر وشم رائحة العود في لندن أو نيويورك أو مدريد أو شانغهاي، سيستعيد حالاً ذكرى الأوقات الطيبة التي قضاها مع الأحبة في الوطن.

 

تركيبة العطر

بعد زيارتها للشرق الأوسط، أدركت هيريرا مباشرةً أن عطر الرجال والسيدات الجديد سيرتكز على العود الطبيعي. ولتجنب اللمسات الشائعة التي ترتبط بهذا العطر عادةً مثل المكونات المستمدة من التوابل أو بعض الحيوانات، بحث خبير العطور جوردي فيرنانديز عن نفحات العطر الأقل شهرة، فوقع اختياره على نفحات الأزهار ثم جمعها مع تشكيلة من النفحات الخشبية القاعدية التي تُعيد ذكرى رائحة تبخير العود في الهواء عند تعبئتها.

 

ومن جهته، تحدث خبير العطور جوردي فيرنانديز عن العطر الجديد بقوله: "أردنا تقديم هذا العطر بالذات لأنه يرتبط على نحو وثيق بذكريات الأوقات الجميلة مع العائلة والأصدقاء في الوطن، ويقدّم رائحةً أكثف بكثير من الزيت العطري. كما حرصنا على استخدام العود الذي يمكن إنتاجه بطريقة مستدامة، كي نضمن ألا يفقد العطر كثافته ونقاوته مع الزمن". ويتميز العود المستخدم في العطر الجديد بنقاوةٍ عالية، حيث كانت تنمو أشجاره في تايلندا منذ عقود. أما تركيبة العطر فصُممت ببراعة مع إضافة عشر نفحات أخرى تُنتَج كل واحدة منها بصورة مسؤولة وتُحضّر بعناية على النحو التالي:

 

النفحات القاعدية:

يوفر الزيت العطري لخشب الصندل، القادم من عدة مناطق في غرب أستراليا، القوام الكريمي الناعم الذي يرافق النفحات الأرضية والخشبية لخلاصة الباتشولي، المستوردة من سولاويسي في إندونيسيا، ويُضاف إليهما لمسة التوابل من خشب الأكيجالا والمسك وأحد المكونات الأساسية لرائحة العنبر.

 

النفحات الوسطى:

تتميز نفحات هذه الطبقة بحلاوتها الخاصة، وتتكون من الزيت العطري المستخرج من أشجار العود التايلاندية، والذي يتميز بكثافته وعمق رائحته والحاصل على ترخيص من معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض، ويُضاف إليه لمسة بلسمية من راتنج نبات المر. ويضفي العبق الطازج لزهر الياسمين المصري رائحةً منعشة كالفاكهة في قلب العطر.

 

النفحات العليا:

يملأ العطر مساحة الهواء المحيط من رشةٍ واحدة، ويساعده في ذلك زهر الأوسمانثوس القادم من الصين برائحةٍ منعشة تشبه المشمش، إضافةً إلى نفحات الزيتون الغنية بلمسات الزعفران والفريزيا. وينتج بالمحصلة عطر خفيف لكنه يشبه تبخير العود في قدرته على التأثير، إذ لا يهدف عطر ترو عود إلى الصدمة المباشرة بل يبتغي إنشاء هالة من النفحات الطفيفة في البداية ثم إعادة إحياء ذكريات ثمينة ومؤثرة عند استنشاق رائحته مجدداً.

 

ويُعدّ الأثر التراكمي الوسيلة الأمثل للتعبير عن مفاهيم معقدة مثل الهوية والجذور، وليس التأثير المباشر؛ ولهذا السبب يحاكي عطر ترو عود تقاليد الشرق الأوسط بأسلوب رقيق، حيث يضمن أنّ تركيبته الغنية بنفحات الخشب والأزهار يمكن أن تمتزج وتختلط مع عطور أخرى من خطوط مجموعة هيريرا كونفيدينشال. ويمكن إبراز نقاوة عطر ترو عود وعبقه الفواح عند دمجه مع بضع قطرات من عطور ساندال روبي وسافرون لازولي وإميرالد مسك وأيريس إمباير وأمثيست هيز، من خط هيريرا جيمس من فئة أو دو بارفان المستوحاة من أصناف الأحجار الكريمة.

 

وتتميز روائح كارولينا هيريرا بقدرتها على الاختلاط كي تقدم عبقاً أقوى، حيث يمكن مزج العطر الجديد مع أحد العطورات الستة من مجموعة سيجنتشر التي تضم هيريرا توبيروز وبيرنينج روز وأمبر ديزاير، إضافة إلى نايت فول باتشولي وعود كوتور وميستري توباكو. أما عشاق العطور الفاخرة والمميزة، فيمكنهم الاختيار من بين عطور مجموعة الكنوز الشرقية: جولد إينسينس وبلاتينيوم ليذر وبرونز تونكا وجولد مير أبسولوت التي سيشكّل أيٌ منها إضافةً مميزة لعطر ترو عود ويعزز من عبقه.

 

ولا يُعد تخصيص العطور أمراً جديداً تماماً، فقد اختبرت المديرة الإبداعية لقسم الجمال كارولينا هيريرا هذه العادات أثناء رحلتها في الشرق الأوسط، حيث شهدت كيف يتمّ في نهاية الأمسيات العائلية تمرير طبق من العطور كي يصنع كل ضيف العطر الشخصي الخاص به ويحتفظ به كتذكار. وتصف هيريرا هذا المشهد بقولها: "بدلاً من التقاط صورةٍ للحضور كما نفعل في الغرب، يفضّل السكان تذكّر لحظاتهم الثمينة من خلال رائحة العطر، مما يعني القدرة على إعادة اختبار تجاربهم المُحببة عند السفر وتذكر يوم لقائهم بشخص مميز أو مشاركته مع الأولاد والأحفاد المستقبليين. ورغم وجود العديد من الطرق للاحتفاظ بالذكريات، فأنا أعتقد أن هذه هي الوسيلة الألطف والأقرب إلى القلوب".

المزيد
back to top button