تكريم حاسة الشمّ من Louis Vuitton

يومًا بعد يوم، يزداد عدد الأشخاص الذين لا يبحثون عن عطور راقية فحسب إنّما عن عطور إستثنائية. وهم بالفعل خبراء في مكوّنات العطور الإستثنائية وقد تعلّموا أن يشعروا بالجمال ويدركوا الفرق بين ما هو شائع وبين ما يمثّل الشعور النقي. فمحبّو الجمال هؤلاء الذين يبحثون عن كنز خاصّ بحاسة الشمّ يسافرون العالم طوعًا ليبحثوا عن مبتغاهم الصعب المنال. في الشرق الأوسط، تنتقل ثقافة العطور الراقية من جيل إلى جيل. وبما أنّ العطور تعدّ وسيلة للإغراء أو بادرة لتكريم الضيوف، فهي تحظى بالإهتمام الكبير الذي تحظى به المجوهرات. فهي تعتبر مكمّلاً روحيًا – أي تعبير شمّي عن الروح. وقد أراد صانع العطور، جاك كافاليه بيليترود الذي ذُهل بهذا الشغف وبهذه الطقوس أن يُكرم الأشخاص الذين فُتنوا مثله بمواد الخام الفاخرة. من الممكن أنّهم يدعون بالفعل هذه الأراضي بلدهم أو هم ببساطة يحسبون أنفسهم في حالة من الحب الجنوني للعطور الإستثنائية. لذلك أبصر النور.

 

العود المذهل

في السنوات الأخيرة، أثار خشب العود صيحة حقيقية في العطور. فآلاف العطور مستوحاة منه وقد تمّ تحويله إلى عدد لا يُحصى من الدرجات وتمّ مزجه مع كل مكوّن يمكن تخيّله على لوحة حاسة الشمّ. وفي هذا الصدد، أشار جاك كافاليه بيليترود "لا يمكنك أن تخدع الخبراء". ثمّ أضاف قائلاً: "أردتُ بالفعل أن أرتقي إلى تطلعاتهم". فمع Ombre Nomade، يُكرم بيليترود الذين يحبّون العود الأصيل، هؤلاء الذين عرفوا رائحته منذ أن أبصروا النور، والذين يعرفون على الفور الخصائص الدقيقة التي تميّز أعمدة دخانه. والجدير بالذكر أنّ عملية توريد أفضل نبتة عود آسام - في بنغلادش - تستغرق أشهرًا. وهي تجارة عائلية اعتمدت على زراعة أجمل مجموعة متنوعة من خشب العود منذ مئات السنين بحيث أنّها تأخذ كل الوقت الذي تحتاجه للالتزام بعملية التعفن الطبيعية.

 

وللحصول على كامل الطابع المعقد لهذه الحاسة، يتطلّب العطر الممتع إظهار الصبر. إذ يجب إتقان العمل المتعلّق بالعود الذي يفوق ثمنه ثمن الذهب الخالص. فهذه المكونات الخشبية مثلها مثل المُهر الأصيل الذي يجب ترويضه، لا تتنازل عن ثرواتها بسهولة. كما تبعث Ombre Nomade انعكاسات العود المتغيرة كأنّها أعمدة كثيرة من الدخان يصوغ الهواء على رمال الصحراء معالمَها. إنّه عطر متوهج، وكثيف كنار شروق الشمس. فعود الآسام الهائل يأوي روائح الجلد والتوابل والخشب. ويهدّئ القليل من توت العليق من إتّقاده وتبرز القليل من الورد والمسك آثار هذا العطر. ثم يأتي دور حمض البنزوين ليبعث الراحة. وفي الأفق، ترتفع نبتة من البخور الأسود إلى السماء باعثة شعورًا عميقًا يتّسم بالروحية. لم يسبق للعود أن كان بهذا البُعد الروحي.

 

الأسود المزيف والمعدن الحار

تستحق Ombre Nomade غير القابلة للتصنيف زجاجة مصممة في صورتها. لهذا السبب، يجد الهيكل الذي ابتكره مارك نيوسن نفسه منغمسًا في طلاء غامق. غير أنّ انعكاسات الكثبان الرملية الذهبية اللون تخترق لون المساء الذي لا يعدّ معتمًا ولا أسود كالفحم. هذه المرة، تمّ طبع اسم العطر بمهارة على معدن لامع ومصقول بالذهب، تمامًا فوق توقيع لويس ﭬويتون المحفور بشكل شفاف.

المزيد
back to top button