تعرّفي على تركيبات العطور التي تبقى لفترة أطول على البشرة

لا يكتمل الروتين الجمالي من دون تلك اللمسة الأخيرة التي تترك الأثر الأجمل: العطر. رشة واحدة منه كفيلة بأن تغيّر المزاج وتمنح شعوراً بالثقة والحضور، فهو في النهاية مرآة تعكس الشخصية والمزاج وحتى الذكريات. ومع ذلك، يواجه الكثيرون مشكلة شائعة: تختفي الرائحة بعد ساعات قليلة من وضعها، وكأنها لم تكن. 
ما هو السبب ولماذا تدوم بعض العطور طويلاً على البشرة بينما تتلاشى أخرى بسرعة؟

 

التركيبة هي الأساس

الجواب على هذا السؤال يكمن في التركيبة الكيميائية للعطر. فكل عطر يتكوّن من مزيج دقيق من الجزيئات، تختلف في حجمها وثقلها وسرعة تبخّرها. النوتات الخفيفة، التي تمنح انطباعاً فورياً بالانتعاش، تتبخّر سريعاً لأنها تحتوي على جزيئات صغيرة ومتطايرة. أما المكوّنات الثقيلة والأكثر كثافة، فهي تلتصق بالبشرة وتتحرر ببطء على مدار ساعات اليوم، ما يمنح العطر ثباته وعمقه. ودائماً ما تُصمّم العطور الفاخرة حول هذا التوازن بين النفحات المتطايرة والنفحات الثابتة، بحيث تبدأ بانفجار عطري جذّاب ثم تتدرّج نحو قلبٍ غنيّ وقاعدةٍ دافئة تبقى ماثلة على البشرة حتى المساء.

 

العطور التي تدوم أكثر على البشرة

إذا كنت تبحثين عن عطرٍ يرافقك طوال اليوم، فاختاري تركيبةً ترتكز على النوتات الدافئة والعميقة. فالعطور المسكيّة تضيف لمسة حسيّة وثباتاً رائعاً، بينما تمنح النفحات الخشبية والعنبرية طابعاً راقياً وجاذباً يدوم طويلاً.
كذلك، تميل المكوّنات الطبيعية المركّزة، المعروفة باسم المطلقات (absolus)، إلى تعزيز ثبات الرائحة. هذه المواد تُستخلص من الأزهار أو الجذور أو الأخشاب عبر عمليات دقيقة تُحوّلها إلى خلاصات عطريّة ثقيلة وغنية. وتتميّز هذه النفحات بقدرتها على تثبيت العطر على البشرة، إذ تمتزج معها بانسجام وتطلق عبيرها تدريجياً، ما يمنحك إحساساً بالفخامة والدفء يدوم لساعات.

 

النفحات التي تتلاشى سريعاً

في المقابل، هناك أنواع من العطور لا تدوم طويلاً مهما كانت جودتها، ببساطة لأنها مبنيّة على نوتاتٍ خفيفة جداً. الروائح الحمضية مثل الليمون والبرتقال والبرغموت والمندرين تُعدّ من أكثر النوتات تطايراً. فهي تمنح انطباعاً أولياً بالانتعاش والبهجة، لكنها سرعان ما تتبخّر بعد وقتٍ قصير من الرشّ. ورغم قصر عمرها، تبقى هذه النوتات ضرورية في تكوين العطر لأنها تضيف إليه نفحة مشرقة وتوازن بين الحيوية والعمق. لذلك، نجدها غالباً في مقدّمة العطور، تمهّد الطريق للطبقات الأعمق التي تمنح الرائحة شخصيتها الحقيقية.

المزيد
back to top button