جفاف المهبل وتأثيره على العلاقة الحميمة

تعدّ العلاقة الحميمة من الركائز الأساسية في الحياة الزوجية، فهي ليست مجرد تواصل جسدي، بل تعبير عن الحب والارتباط العاطفي. إلا أن بعض التحدّيات الصحية قد تعكّر صفو هذه العلاقة، ولعلّ أبرزها وأكثرها شيوعاً مشكلة جفاف المهبل لدى النساء.
فما هو جفاف المهبل وكيف يؤثر على العلاقة الزوجية؟

 

ما هو جفاف المهبل؟

تصام المرأة بجفاف المهبل عندما تنخفض نسبة الإفرازات الطبيعية التي ترطّب جدار المهبل وتحافظ على مرونته. وعند غياب هذا الترطيب، قد تشعر المرأة بانزعاج متكرّر أو حكّة، وربما ألم ملحوظ، خاصة أثناء العلاقة الحميمة. وعلى الرغم من أن هذه الحالة تظهر غالباً مع التقدّم في العمر أو عند دخول سن اليأس، فقد تصيب نساء في مراحل عمرية مختلفة نتيجة عوامل متعدّدة.

 

الأسباب الشائعة لجفاف المهبل

يُعتبر التراجع في نسبة هرمون الإستروجين من أبرز الأسباب وراء جفاف المهبل. هذا الانخفاض قد يحدث بشكل طبيعي عند بلوغ المرأة سن اليأس، أو بعد الولادة، أو أثناء الرضاعة، أو نتيجة عمليات جراحية كاستئصال المبيضين. إلى جانب الأسباب الهرمونية، تلعب بعض الأدوية دوراً في تقليل الإفرازات المهبلية، مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الهيستامين. هذا بالإضافة إلى التأثير النفسي، إذ إن القلق والتوتر المستمرين قد يؤديان إلى خلل في الاستجابة الجنسية وانخفاض في الترطيب الطبيعي. كما أن استخدام المنتجات المعطّرة أو الغسولات الكيميائية المهيّجة قد يخلّ بتوازن البيئة المهبلية.

 

تأثير جفاف المهبل على العلاقة الحميمة

عندما تعاني المرأة من جفاف المهبل، يصبح الجماع مؤلماً أو غير مريح، ما قد يؤدي بها إلى تجنّب العلاقة بشكل متكرّر. ومع الوقت، قد يؤثر ذلك سلباً على رغبتها الجنسية، ويخلق فجوة عاطفية بينها وبين شريكها.
هذا الألم المتكرّر لا يقتصر تأثيره على الجسد فقط، بل يترك بصمة نفسية أيضاً. فقد تشعر المرأة بالإحراج أو تفقد ثقتها بنفسها، خاصة إن لم تجد تفهماً من الطرف الآخر. وفي بعض الحالات، قد يسيء الشريك تفسير ما يحدث، ويظنه نوعاً من النفور أو البرود، مما يزيد من سوء التفاهم بين الطرفين.
ولكن لحسن الحظ، هناك خيارات عدّة يمكن أن تساعد في التخفيف من حدّة المشكلة واستعادة الراحة أثناء العلاقة. يمكن استخدام المزلقات الموضعية أثناء الجماع، أو المرطبات المهبلية التي تُستعمل بانتظام. وفي حالات معينة، قد يوصي الطبيب بعلاج هرموني موضعي يعيد التوازن الطبيعي للأنسجة.
أما على صعيد نمط الحياة، فالتوّقف عن استخدام المنتجات المهيّجة، وشرب الماء بكميات كافية، والتقليل من التوتر، كلها أمور تساهم في تحسين الحالة. 

المزيد
back to top button