تستضيف مؤسسة جان بول نجار معرضاً فردياً لأعمال الفنان السويسري العالمي أوليفييه موسيه، ويحمل المعرض عنوان "تعبير تجريدي Abstraction". ينظم ويصمم المعرض هارفي ميلكايلوف، ويُقام بالتعاون مع إي دي إس سيكيوريتيز والسفارة السويسرية في أبو ظبي، وذلك في موقع المؤسسة (45 السركال أفنيو( بدبي من نوفمبر2017 وحتى 28 فبراير 2018.
يعرض موسيه في هذا الحدث الفني مجموعة من أعماله الفريدة التي تعود بالزمن الى 50 عاماً، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية لتأسيس "BMPT"، وهي حركة فنية أسسها عدد من الفنانين وهم دانييل بورين وميشيل بارمنتير ونيل توروني و يعتبر موسيه أحد أعضائها. وقد نشطت هذه الحركة التي تأسست عام 1967 في باريس من خلال أعمالها التي كانت تعتمد على الأساليب البسيطة باستخدام التقنيات الفنية على عكس ما كان سائداً في تلك الفترة من أعمال فنية تركز على جمالية الصورة والتعبير المسهب.
استعمل موسيه في لوحاته أسلوباً يعتمد على الحيادية والاستقلالية واستخدم التقنيات التركيبية البسيطة، ويبدو ذلك واضحاً في الأشكال والأنماط الهندسية المتكررة الموجودة في رسوماته، وقد أثنى الكثير من الصحفيين والكتاب على البساطة التي يعتمدها في رسم لوحاته، بعيداً عن الأسلوب التقليدي الذي يعتمده بعض الفنانين.
انتقل موسيه لاحقاً في سبعينيات القرن الماضي إلى نيويورك ليركز على استخدام تقنية "المونو كروم – أحادية اللون" في رسم لوحاته. كما أسس هناك "مجموعة الرسم الرديلكالي" بمشاركة الفنانة مارشا حفيف والتي تهدف إلى التغيير على المستوى الاجتماعي والسياسي، بالإضافة إلى العودة إلى أصول الرسم البسيطة.
تتشابه "مجموعة الرسم الرديكالي" مع حركة "BMPT" من حيث التمسك ببساطة الرسم و البعد عن التعقيد، الأمر الذي اعتمده موسيه في رسم لوحاته من حيث التقنيات. ويقول موسيه: "اللوحة المتقنة والمرسومة بعناية تجعلك تفكر بالأجواء والمزاج التي رسمت خلاله، كما يساعد على تحديد أساليب استمراريتها وبقائها".
إنطلاقاً من ذلك، تقدم مؤسسة جان بول نجار هذا الحدث الفني الذي يعرض موسيه من خلاله لوحاته المعروفة وأشهرها لوحة الدائرة السواء الموجودة وسط مربع من القماش الأبيض، والتي رسم منها موسيه أكثر من 200 لوحة بين عامي 1966 و 1974 مستخدماً عنصر التكرار، وقد ألغى بذلك الهالة والسلطة التي تخلقها اللوحة الفردية ليصبح له فلسفة خاصة تقوم على جمالية كل ما هو بسيط.
وبالإضافة إلى عرضه لهذه اللوحة، يقدم موسيه أيضاً عدد من اللوحات التي تعتمد على أسلوب "المونو كروم – أحادي اللون" كـلوحات القماش الكتاني " كانفاس" ذات اللون الواحد أو الشكل والنمط الواحد.
يستفيد موسيه في هذا المعرض من المساحة الموجودة لعرض لوحاته ذات الحجم الكبير، كما أنه سيطلق سلسلة من الأعمال الجديدة تعرض للمرة الأولى في متحف جان بول نجار حيث يستخدم فيها لوحات ذات لون واحد بألوان الأزرق والأخضر والبرتقالي، تاركاً مساحة من القماش الكتاني " كانفاس" الأبيض حول كل لوحة ليعزز من تأثير وقوة الألوان.
ويعد معرض "تعبير تجريدي “" Abstraction" زائريه بتجربة مختلفة حيث بإمكان كل زائر ترتيب اللوحات كما يراه مناسباً بعينه وما يشعر به ليكون هو الفنان، علماً أن اللوحات القديمة والجديدة موزعة بشكل عشوائي في الصالة وليس بحسب ترتيبها الزمني.
كما يدعو موسيه زائري معرضه إلى تذوق لوحاته بشكل مختلف ويشجع كل شخص أن يرى رسوماته بنظرته الخاصة والمختلفة عن الآخرين وأن يشكل انطباعه الخاص على كل لوحة من اللوحات التي قام برسمها في مرسمه بمدينة توسان الواقعة في ولاية أريزونا الأمريكية.
والتزاماً بمبادئ مؤسسة جان بول نجار تجاه الخدمة المجتمعية، يرافق المعرض برنامج تعليمي شامل مفتوح لجميع الراغبين والمهتمين بهذا النوع من الفن المعاصر.