الأغنية، واحدة من إبداعات الموسيقار الكبير ملحم بركات بعنوان "بلا حب وبلا بطيخ". العمل، هو فيديو كليب فريد ومميز للمخرج المتألّق إدوارد بشعلاني، أما النجم محور الأنظار والتعليقات والذي تشكل أعماله مادة دسمة يترقبها وينتظرها أهل الرأي والنقاد، هو صاحب الصوت الجهوري الجميل والإطلالة الشبابية المحبوبة لدى الجماهير من مختلف الأعمار، حامل لواء الأغنية اللبنانية في بلاد الإغتراب ونجم فروسيتها الأول فارس كرم.
كثيرا ما نسمع عن إنتاجات مصورة صخمة أو يتم التسويق لأعمال وفيديوكليبات فنية على انها الأولى من نوعها من حيث ضخامة الإنتاج والفكرة الإخراجية وجمالية الصورة.. لكن الصورة التسويقية هذه سرعان ما تتلاشى بعد أول مشاهدة للعمل وتكشف لنا عن "بهرجة" ومبالغات إعلامية لأعمال مصوّرة داخل البيوت أو في مواقع محدودة وبسيطة...
الفنان فارس كرم صاحب شعبية جماهيرية واسعة، وما كان ليحظى بهذه المحبة الجماهيرية والنجاح المشهود في حفلاته على امتداد العالم العربي وفي بلاد الاغتراب، لولا سعيه الدائم لتقديم الأفضل وإصراره على التغيير والتنويع في إطلالاته وفي نوعية أعماله المصورة إرضاء لجمهوره الواسع. ذكاء كرم الفني جعله يعرف ماذا يختار من أغنيات ومع من يتعاون من الملحنين والشعراء والمخرجين. يدرس إطلالاته، يتأنى في اختياراته، ولا يقدم جديدا إلا إذا فيه ما يضمن تحقيق النجاح التصاعدي وما يميّزه عن سابقه. لذلك قد يكون تعامله هذا مع المخرج الشاب إدوار بشعلاني هو أحد الأسباب التي جعلت من كليب "بلا حب وبلا بطيخ" كليبا منتظرا لتقييم هذا العمل والأسباب والنتائج المترتبة عن منح فارس كرم الثقة والمسؤولية لإدوارد بشعلاني.
المخرج إدوارد بشعلاني قال ان فارس هو أساس نجاح العمل لأنه صاحب جماهيرية واسعة وإطلالة تعشقها الجماهير، ووجوده في أي عمل يشكل ضمانة لنجاحه، متحدثا عن أخلاقه وتواضعه واصفا إياه بالنجم الاستثنائي في تعاونه ومساعدته وتقديره للجهود المبذولة، وبأنه يعرف جيدا ماذا يريد ولا يقبل الغلط. لذلك كانت مسؤولية كبيرة أعطته حماسة ورغبة بتقديم ما يناسب تطلعات فارس. فكانت الفكرة الجديدة للأغنية بأن جعل من لوس أنجلوس مدينة فارس كرم الخاصة التي يعيش فيها وحده محاطا بالنساء العاملات في كل المجالات، مدينة أسسها فارس كرم لنفسه بعدما وجد بأن الإخلاص والحب والاهتمام المقدمين لحبيبته أو زوجته السابقة لم يقابلوا بالتقدير المستحق، فقرر الخروج من حياته الزوجية التي تقيده نحو حياة الحرية "بلا حب". ما استلزم منه تقديم فكرة إخراجية تظهر حياة فارس السابقة في منزله الزوجي وسبب خروجه من هذه الحياة، وانتقاله إلى العالم الجديد بكل ما فيه من رغد عيش ورفاهية، عبر هذا العمل المصوّر بتظافر جهود كل المعنيين فيه والذي تم تصويره بالكامل في الولايات المتحدة الأميركية بالاستعانة بتسهيلات ومعدات وفريق عمل شركة الإنتاج العالمية Niche Audio Production لصاحبتها المنتجة خلود الربضي وبالتعاون مع شركة Alpha Media اللبنانية ومساعي صاحبها الإعلامي فراس رمضان مع كامل فريق عمل بشعلاني في لبنان والولايات المتحدة.
من الناحية الإنتاجية، معالم الإنتاج الضخم تظهر بوضوح بعد المشاهدة الأولية للكليب، فليس اختيار الولايات المتحدة الأميركية لتصوير العمل هو وحده العنصر الذي يدل على تكبد تكلفة مادية كبيرة، إنما تعدد مواقع التصوير وحسن استخدامها وتنوعها بما يتوافق مع الفكرة المقدمة، من عدة مواقع داخلية في قصر أو فيلا لإطلالات مختلفة لكرم داخل المنزل وفي أرجاء الفيلا وعلى البيسين وفي غرف النوم والصالون والمطبخ وبين أرجاء المكان، يليها مواقع التصوير الخارجية والتي تظهر مواقع متعددة في ولاية كاليفورنيا تم تصويرها بدقة وحرفية باستخدام كاميرا ثابتة على مقدمة السيارة من زوايا عديدة وبمشاهد متنوعة، خصوصا مشهد إقفال الشارع الرئيسي العام في لوس أنجلوس لتقديم وصلة غنائية راقصة، وهو مشهد غير معتاد. ما يدل على ان فترة تصوير العمل الزمنية هي أكثر من يوم واحد أو يومين، استلزمت تراخيص وأذونات وفريق عمل ومستلزمات وتكاليف باهظة، وبالعودة إلى ما تضمنته هذه المشاهد من صور جمالية ومؤثرات بصرية وإضافات، هناك أكثر من 40 عارضة في الكليب لكل منهن دورها ولباسها ومشهدها التمثيلي المستقل بين فتيات يلعبن دور شرطيات أو معلمات ومتلامذة مدارس وجامعات أو طبيبات وممرضات وعاملات إطفاء ومساعدات وحراس واختصاصيات تجميل وعناية وسائقات أجرة وأخريات تنوّعت أدوارهن بين الصديقة والزوجة والعاملة المنزلية والطبّاخة.. بالإضافة إلى كل ما استلزمته هذه المشاهد والشخصيات من مواقع تصوير لكل شخصية ومستلزمات العمل بين سيارات شرطة وسيارات إطفاء وسيارات إسعاف... وغيرها من الأمور.
أما من الناحية الإخراجية، يقول بشعلاني ان الاختبار والمسؤولية تمثلا في مدى قدرته على تقديم الأفضل لفارس كرم من ناحية ظهوره وإطلالته وشخصيته وليس لناحية الانتاج والفكرة فقط، والتحدي كان في معرفة أنه ليس بالإمكان تقديم الأفضل سوى بإظهار فارس كما هو على طبيعته!! لذلك ومع كل الامكانيات المتوفرة لم أسعى إلى إظهار التفنن في الإخراج أو المناظر ومعالم المنطقة والشخصيات التمثيلية على حساب ظهور فارس. حاولت جاهدا أن لا أبالغ في تصوير الأماكن والمواقع والسيارات والأزياء إلا بقدر حاجتي لها في القصة كمان تواجد فارس كرم، لأنه هو الأصل، فالمسألة الأساس هنا يعيش فارس وهنا يتمشى وهنا يغني وفي كل مكان يكون محط الأنظار والإعجاب، وليست المسألة في جمالية القصر والطرقات والممثلات وماركات السيارات الحديثة وغيرها... هذه الأمور قد نركز عليها عندما يكون الفنان ذو شعبية محدودة ولا يملك قبولا جماهيريا واسعة، فنحاول إخفاء بعض الأمور بتشتيت المشاهد والتركيز على جمالية المواقع والإخراج والفكرة، أما في حضرة نجم كفارس كرم فحضوره الشخصي يكفي.
أما جماهير فارس كرم على مواقع التواصل الاجتماعي فقد أجمعوا على إعجابهم بهذا الفيديو كليب وجمالية الأغنية، معبرين عن سعادتهم بغناء فارس وإطلالاته المحبوبة وظهوره على طبيعته المعتادة بخفة دمه وعفويته وبمظهر شبابي أنيق وعصري يخطف أنظار قلوب المعجبين والمعجبات.