تعرّفي على من جعلت مشاركة المرأة في الأولمبياد ممكنًا

في العام 1922، أي قبل عامين من نسخة التي أقيمت في باريس عام 1924، حضر حوالي 20 ألف شخص، وأكثر من 27 صحافيًّّا، إلى استاد بيرشينغ Pershing لمشاهدة 77 رياضيًّا من مختلف الدول، يجرون في ميدان السباق. ولكن هذا المشهد كان استثنائيًّا، ومختلفًا عمّا اعتاد العالم رؤيته في النسخات السابقة لهذا الحدث العالميّ المهم، فكلّ من شارك في هذا السباق، كانوا من النساء! فقبل ذلك، كانت مشاركتهنّ فكرة مرفوضة تمامًا، وذلك لأنّ بيير دو كوبرتان- Pierre de Coubertin، مؤسّس الألعاب الأولمبيّة الحديثة، منعهنّ من ذلك، وقال في العام 1912، إنّ: "مشاركة النساء في الألعاب الأولمبيّة هو أمر غير عمليّ وغير مثير للاهتمام وغير مريح، ولا أتردّد في إضافة أنّه غير لائق".

السباق في أول دورة ألعاب أولمبية للسيدات عام 1922
 

ولكن، كلّ ذلك تغيّر بفضل امرأة تُدعى أليس ميليات- Alice Milliat، وهي تحترف رياضة التجديف، وإنّها من أسّست الاتّحاد الدوليّ للرياضة النسائيّة. ففي العام 1922، قرّرت أن تغيّر كلّ شيء، وأعلنت عن افتتاح دورة ألعاب أولمبيّة للنساء، ولكن المجتمع الذي يهيمن في الطابع الذكوريّ تجاهل هذه المنافسة، ورفض الفكرة التي تسمح للمرأة بالتنافس، وتمّ التقدّم بشكوى لاستخدام "أليس ميليات" مصطلح "الألعاب الأولمبيّة" من دون تصريح يسمح لها بذلك.

أليس ميليات
 

بسبب غضب اللجنة الدوليّة الأولمبيّة من استخدام "ميليات" مصطلح "الألعاب الأولمبيّة"، أقنعوها القيّمين عليه بتغيير اسم الحدث، مقابل إضافة 10 أحداث نسائيّة إلى دورة العام 1928 من الأولمبياد، ولذا وافقت، وكانت بذلك النسخة الثانية من المسابقة التي أطلقتها سابقًا باسم جديد، وهو "الألعاب العالميّة للسيّدات"، وقد أقيمت في غوثنبرغ- Gothenburg في السويد في عام 1926. ولكن في العام 1928، تمّ دمج 5 فقط من سباقات المضمار والميدان للنساء في الألعاب الأولمبيّة، وذلك بعد ضغط كبير للعمل بالتّفاق الذي تمّ تغيير اسم الحدث الذي أطلقته "ميليات" على أساسه.

 

ذلك لم يكن كافيًا بالنسبة لـ "أليس ميليات"، إذ لم تجد الأمر عادلًا مقارنة بالسماح للرجال بالمشاركة في 22 حدثًا، وبقي الحال كما هي في النسختيّن اللتيْن أقيمتا في العام 1930، ومن ثمّ في العام 1934. وبعد ذلك، أصدرت "ميليات" إنذارًا نهائيًّا، دمج أولمبياد 1936 بالكامل، أو التنازل عن جميع المشاركات النسائيّة للاتحاد.وقد أدّى ذلك إلى قيام الاتحاد الدولي لألعاب القوى بتعيين لجنة خاصّة للتعاون مع الاتحاد، الذي تنازل عن السيطرة على ألعاب القوى الدوليّة للسيدات إلى الاتحاد الدوليّ لألعاب القوى مقابل برنامج موسّع والاعتراف بالأرقام القياسية المسجلة في الألعاب النسائية.

 

 

المزيد
back to top button