الموضة هي عبارة عن حلقة مستديرة من الاتجاهات التي تدور، لتعود من جديد إلى الواجهة. ولعلّ أكبر دليل على ذلك هو بروز معظم صيحات حقبة السبعينات وحقبة الثمانينات الجريئة والأنيقة في العروض الموسمية. ومن الصيحات التي برزت بشكل لافت في مجموعات ربيع وصيف 2024 كانت صيحة سراويل الليغينغ التي، على ما يبدو، يعود أصلها إلى ما قبل هاتين الحقبتين بكثير، إلى القرن الرابع عشر!
نشأة الليغينغ
أول ظهور للسراويل الضيقة أو ما يُسمى بالليغينغ، كان في إطلالات الرجال في اسكتلندا خلال القرن الرابع عشر. كان الليغينغ آنذاك عبارة عن ساقين منفصلتين، على شكل الجزمة، يصل ارتفاعهما إلى الورك ويتم ارتداؤهما للإطلالات الكاجوال والإطلالة العسكرية في الوقت نفسه. وظلّ هذا الزيّ حاضراً في خزانة الرجل إلى أن تسلّل إلى إطلالات المرأة في القرن التاسع عشر.
التطوّر الحديث
شهدت الحقبة الخمسينية من القرن العشرين تطوّراً ملحوظاً لسروال الليغينغ بعد أن شوهد في إطلالة واحدة من أهم أيقونات الموضة آنذاك، أودري هيبورن، التي اشتهرت بارتدائها سراويل الكابري والنظارات الشمسية بشكل عين القطة.
ارتدت هيبورن السروال الأسود الضيّق والمحدّد الخصر عام 1954 وسرعان ما حذا حذوها العديد من نساء تلك الحقبة.
وعلى الرغم من أنها لم تكن سراويل قابلة للتمدّد كما هو حال الليغينغ في يومنا هذا، فقد شكّلت خروجاً واضحاً عن الأنماط الواسعة للسراويل التي كانت رائجة في أربعينات القرن الماضي.
وفي الستينات، لفتت السراويل الضيقة والمطّاطة اهتمام المصمّمين أمثال ماري كوانت وإيميليو بوتشي اللذين قدّماها مع تصاميم من الفساتين في مجموعاتهما.
واستمر هذا التطوّر حقبة تلو الأخرى، ودخل ذروة مجده في السبعينات والثمانينات بعد أن بات الخيار الأول لمشاهير الفن أمثال أوليفيا نيوتن جون ومادونا، ومن ثم قطعة أساسية لإطلالات الجيم في ظل سيطرة هوس ممارسة التمارين الرياضية على تلك الحقبة.
الخروج من خزانة الرجل
في حقبة التسعينات شهدت موضة السراويل الضيّقة تراجعاً في إطلالات الرجل لصالح السراويل الواسعة والفضفاضة. وبعد تلاشي أهميتها لبضع سنوات في مطلع القرن الحادي والعشرين، عادت السراويل الضيّقة بقوّة لتزيّن إطلالات الفتيات اللواتي بدأن ارتداء السراويل الضيّقة والقصيرة تحت الفساتين والتنانير. وفي نهاية العقد، حلّت السراويل الضيّقة والطويلة محل السراويل الكلاسيكية في معظم الإطلالات.
في يومنا هذا
في العام 2015، استطاعت أهم عارضات الأزياء أمثال جيجي حديد، وكيندال جينر، وهايلي بالدوين، وبيلا حديد أن يقدّمن الليغينغ بأسلوب جريء أدّى إلى دخوله عالم الموضة من أوسع الأبواب وبات قطعة أساسية في خزانة المرأة تتألق بها في مناسباتها المختلفة. وتضافرت جهود المصمّمين موسماً تلو الآخر لتقديم أنماط متنوّعة من الليغينغ، بأقمشة متعدّدة وألوان ونقوش تلبي مختلف الأذواق.
