العقم لدى المرأة.. أسبابه وخيارات علاجه

في السنوات الأخيرة، باتت مشكلة العقم الأنثوي أكثر حضوراً في العيادات، ليس فقط بسبب ازدياد الوعي، بل أيضاً لأن المرأة تصبح أكثر يقظة تجاه أي تغيّر يؤثّر على خصوبتها. ويعرَّف العقم عادة بعدم حدوث الحمل رغم مرور عام كامل من العلاقة المنتظمة غير المحمية، وهي فترة تكشف غالباً عن عوامل طبية أو هرمونية تستدعي التدقيق. وبينما تبدو الرحلة مرهقة نفسياً وجسدياً، فإن فهم الأسباب والخطوات الطبية المتاحة يمكن أن يختصر الكثير من الوقت والقلق.

 

ما هو العقم لدى المرأة؟

يُستخدم مصطلح العقم عندما تعجز المرأة عن الحمل بعد 12 شهراً من المحاولة الجدّية، مع الأخذ في الاعتبار أن الخصوبة الطبيعية تتراجع تدريجياً مع العمر. ففي حين تصل إمكانية الحمل في العشرينات إلى نحو 25% في كل دورة، فإنها تنخفض مع مرور السنوات، ما يجعل التقدّم في السن أحد أبرز العوامل المؤثّرة على الخصوبة.

 

أبرز أسباب العقم الأنثوي

تتعدّد أسباب العقم لدى المرأة، وتختلف حدّتها من حالة إلى أخرى. بعض النساء يعانين من اضطرابات في الإباضة تُضعف جودة البويضات أو توقيت خروجها، فيما قد تؤدي أمراض مثل الانتباذ البطاني الرحمي إلى إعاقة عمل المبيض أو انسداد قناتي فالوب. كما تُعد الالتهابات الحوضية، التشوّهات الرحمية، والأورام الليفية من العوامل التي تعرقل مسار الحمل. وفي حالات كثيرة، لا يكون السبب واضحاً تماماً، ما يزيد من أهمية التشخيص الدقيق.

 

متى يجب مراجعة الطبيب؟

رغم أن الانتظار لمدّة عام هو المعيار الطبي الشائع، إلا أن استشارة مختص تصبح ضرورية في وقت أقرب لدى النساء فوق سن الـ35، أو في حال وجود تاريخ مرضي مثل عدم انتظام الدورة، التهابات سابقة، أو جراحات في الحوض. الفحص المبكر يسمح بالكشف عن المشكلات في بدايتها، ويمنح فرصًا أكبر للعلاج الناجح.

 

كيف يتم تشخيص العقم؟

يعتمد التشخيص على مجموعة مراجعات تبدأ بتقييم القصة الصحية والهرمونية، مروراً بفحوصات بالموجات فوق الصوتية، وتحاليل دم تقيّم أداء المبيض والغدة النخامية. وفي بعض الحالات، قد تُطلب صور خاصة لقناتي فالوب أو فحوصات داخل الرحم للتحقّق من الانسدادات أو التشوّهات التي قد تعيق وصول البويضة أو انغراسها.

 

خيارات العلاج المتاحة

يختلف العلاج باختلاف السبب، وقد يتراوح بين تنظيم الإباضة بالأدوية، مروراً بإصلاح مشكلات الرحم أو القنوات، وصولاً إلى تقنيات التلقيح المساعد مثل التلقيح داخل الرحم أو الإخصاب المخبرِي عند الحاجة. ورغم أن هذه الخيارات تتطلب التزامًا ومتابعة دقيقة، فإنها تمنح الكثير من الأزواج فرصة جديدة لتحقيق حلم الأمومة.

 

المزيد
back to top button