السعودية تسجل "حداء الإبل" بلائحة اليونسكو للتراث الثقافي

خطوة من شأنها أن تسلّط الضوء على العلاقة التقليدية العميقة بين الإبل وسكان المملكة العربية السعودية، وانطلاقا من أهميته كأحد الفنون الشعبية التي تميزت بها السعودية ، تمّ إدراج لغة التخاطب مع الإبل، المعروفة باسم "الحُداء"، ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
ونجحت السعودية في تسجيل "حداء الإبل" على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، بالاشتراك مع الإمارات العربية المتحدة وعمان.

 


وعلّق المدير التنفيذي لهيئة التراث في السعودية جاسر الحربش بالقول إنّ الحداء "يضرب في عمق حضارة الجزيرة العربية"، مشيرا إلى أنّ الهدف الرئيسي لتسجيله هو "حمايته وتوثيقه وإتاحة الفرصة لتطويره .ولفت الحربش الى وجود الكثير من المنحوتات الصخرية التي رسمت الجمل وحكت قصة الجمل سواء استخدم في الحرب او التجارة".


ويعد "حداء الإبل" أحد أشكال التعبير الشفهي التقليدي في الجزيرة العربية ووسيلة للتواصل بين الإبل وراعيها، وويُعرف عنه عبر التاريخ بأنه يسهّل لراعي الجمال الماهر استخدام صوته لتهدئة الإبل وجعلها تمتثل لأوامره، عبر رمال الصحراء الشاسعة وحتى تكون ونيسًا له في ظُلمة الصحراء،كما يرى كثر في الحُداء أنه يشكّل أحد الفنون الشعبية التي تميزت في السعودية، ولاسيما في البيئة الصحراوية حيث لرغاء الإبل وهي تتهادى على حبات الرمل صدى يردد مواويل الرعاة وأغاني البدو، وبعد أن تحول الحداء من مجرد همس إشارة أو صوت أو مناداة على الإبل إلى غناء شعري جمع عذوبة الصوت وسحر القافية والبيان وغِنى المحتوى والمعنى، المستمد من بيئة البدو وثقافتهم.


ويُروى أن أول من سنَّ الحداء هو جد الرسول مضر بن نزار، الذي لمّا نزل عن بعيره كُسرت يده، فصاح متألمًا بصوته الشجي: “وايداه.. وايداه”، فتجمعت الإبل حوله وطاب لها السير معه، ومن هنا بزغت فكرة استعمال الإنشاد لمخاطبة الإبل.

وفي هذا الاطار نُقِل عن أحد المري الذي يملك مئة رأس من الإبل أن "هناك لغة خاصة بين مالك الإبل وإبله"، مضيفا أن الإبل تعرف نبرة صوت صاحبها وتستجيب له فورا. وإذا ناداها شخص آخر، لن تستجيب له.


يُشار الى أن الجِمال تُعرف باسم "سفن الصحراء"، وكانت تستخدم في الماضي للتنقل عبر رمال شبه الجزيرة العربية حتى أصبحت رمزا تقليديا لمنطقة الخليج العربي.

المزيد
back to top button