الأساور الصلبة تزيّن مجوهرات الدور العالمية بتصاميمها المتجدّدة

منذ العصور القديمة، لم تكن الأساور الصلبة، أو ما يُعرف بالـBangles مجرّد قطعة تُزيّن المعصم، بل رمزاً للجمال والهوية والانتماء الثقافي. عبر آلاف السنين، انتقلت من حضارة إلى أخرى محافظةً على سحرها وقيمتها الرمزية، حتى أصبحت اليوم من أبرز قطع المجوهرات التي تجمع بين الأصالة والطابع العصري. 
اليوم، تعتبر الأساور الصلبة من أكثر أنواع الأساور التي تحتوي عليها مجموعات مجوهرات الدور العالمية. فمن أين أتت وكيف تطوّرت في عالم المجوهرات؟

بولغري Bvlgari

 

من وادي السند إلى وادي النيل

يعود ظهور الأساور الصلبة إلى حضارة وادي السند بين عامَي 3300 و1300 قبل الميلاد، حيث كانت تُصنع من النحاس والبرونز والصدف والطين، وتُستخدم في الطقوس الاجتماعية والاحتفالية. ومع مرور الزمن، انتقلت هذه الصيحة إلى مصر القديمة، لتُصبح رمزاً للأناقة والمكانة، إذ كان الرجال والنساء يرتدونها مصنوعة من الزجاج أو الخزف، ومزخرفة بزخارف تحمل رموزاً روحية.
وفي بلاد ما بين النهرين، اتخذت الأساور طابعاً توثيقياً وثقافياً، فبعضها نُقشت عليه كتابات مسمارية لتُخلّد أسماء أو أحداثاً، ما جعلها جزءاً من الذاكرة التاريخية أكثر من كونها مجرد زينة.

بياجيه Piaget

 

رموز اجتماعية وثقافية متوارثة

في ثقافات عدّة، خصوصاً في جنوب آسيا، ما زالت الأساور الصلبة تحتل مكانة خاصة في المناسبات الاجتماعية. فهي تُعبّر عن الحالة الاجتماعية للمرأة، وتُعد من العلامات الدالة على الزواج، بينما تُستخدم أحياناً كهدايا في المهرجانات والأعياد والمناسبات العائلية.
أما ألوان الأساور ومعادنها فغالباً ما تحمل دلالات محددة، إذ يُعتقد أن بعضها يجلب الحظّ أو يوفّر الحماية من الطاقات السلبية. وبهذا، أصبحت الأساور الصلبة أكثر من مجرد أكسسوار، بل جزءاً من الموروث الروحي والرمزي للشعوب.

تيفاني أند كو. Tiffany&Co

 

من الحرف اليدوية إلى التصاميم العصرية

رغم التطوّر الكبير في عالم المجوهرات، ما زالت الأساور الصلبة تحافظ على مكانتها كقطعة فنية تجسّد الحرفية العالية والذوق الرفيع. فقد دمج المصممون المعاصرون بين التقنيات التقليدية والابتكار الحديث في التصميم، فظهرت أساور تجمع بين الذهب والأحجار الكريمة أو تتلاعب بالفراغات والنقوش بطريقة عصرية.
باتت هذه القطع اليوم وسيلة للتعبير عن الذات، تُرتدى منفردة لتبرز جمالية التصميم، أو تُنسّق مع أخرى بأسلوب يمنحها طابعاً شخصياً جريئاً. ومع كل حقبة جديدة، تواصل الأساور الصلبة رحلتها بين الأجيال، محافظةً على مكانتها كرمز خالد للأناقة والأنوثة والقوة.

كارتييه Cartier
المزيد
back to top button