مقابلة نادرة مع الصوت العالمي حسين الجسمي

حسين الجسمي شديد الخصوصيّة بالرغم من أنّه يتمتّع بشعبية كبيرة، فهو ظاهرة عربية مع ستة ملايين متابع على إنستغرام وتسعة ملايين مشترك على يوتيوب. في مقابلة نادرة، يتحدّث المغني الإماراتي إلى ELLE Man عن قوّة الموسيقى في زيادة التناغم الاجتماعي، وعن شغف معجبيه، وما يعني له تمثيل العالم العربي.

 

طوال مسيرتك الفنية الناجحة والإستثنائية، ما هي المناسبات الأقرب الى قلبك؟

لدي الكثير من الأوقات التي لا أنساها، من أهمّها لقائي مع والدنا المؤسّس الراحل الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، ومحبة الجمهور ومتابعته المستمرّة التي أعتزّ بها، وأفتخر باستقبالي بحفاوة من قبل رؤساء وملوك الوطن العربي، وتتويجي بأرفع الأوسمة والنياشين الرسمية، وأوقات منحي العديد من الجوائز في أهمّ المهرجانات الجماهيرية عربياً وعالمياً، وحصولي على عدد من شهادات الدكتوراه الفخريّة من قِبَل منصات أكاديمية ورسمية على مستوى العالم، هناك العديد من اللحظات التي تشعرني بالفخر والنجاح والتشجيع لأقدّم الأفضل والأفضل.

 

أنتَ تمثّل الرجل الإماراتي والعربي في العالم، فماذا تعني لك هذه المسؤولية؟

إنّها الهوية التي تلازمني دائماً، إنّه فنّي وثقافتي وثقافة أجدادي في الإمارات وعروبتنا، وإنّه لشرف كبير أن أكون ممثّلها في المحافل كافة حول العالم، والحمد لله وقفت على أهمّ المنصات العالمية في فرنسا وروسيا وإيطاليا والفاتيكان وماليزيا بلغتي وموسيقاي الإماراتية والعربية وبثوبي العربي الذي أفتخر به.

 

لماذا اخترت الغناء بعدّة لهجات عربية وأجنبية؟

أعتبر ذلك تبادلاً للثقافات والموسيقى بين الشعوب، فالحمد لله نجحت بغنائي بجميع اللهجات الخليجية والعربية ومنها أيضاً الإنكليزية والهندية والتركية، ولا أخفي افتخاري باللهجات العربية المتنوّعة التي تحمل لغتنا العربية وثقافتنا المتنوّعة والغنية.

 

هل تجد أنّ من واجبك تعزيز الموسيقى العربية؟

إنهّا مهمّة بالنسبة لي. فأنا أحمل من خلالها ثقافة وطن وأريد أن أطوّر صناعة الموسيقى للأجيال القادمة من خلال المساعدة في كشف عن مواهب إماراتية وعربية، ودعم الأصوات الجميلة والجديدة للمساهمة في صناعة جيل راقي للفن الإماراتي والعربي. أنا أؤمن بتعزيز العمل الجماعي من أجل خدمة الفنّ وأنا مستمرّ في ذلك من أجل المساهمة

في صناعة الموسيقى.

 

حقّقت من خلال قناتك الرسمية على يوتيوب أكثر من أربعة مليارات ونصف المليار مشاهدة. ما السرّ وراء هذا النجاح الاستثنائي؟

سرّ نجاحي هو حبّ وشغف الجمهور، الذي أبادله نفس المحبة، وأصفها بنبضات القلوب المحبة، وهذا سبب تفوّقي الذي أعتزّ به . جمهوري هو المحفّز الذي صنع النجاحات المتتالية والحمد لله، كل الشكر والتقدير له وللجميع في كلّ مكان في العالم العربي والعالم أجمع.

 

في النهاية، ماذا هو الإنجاز الذي تحاول تحقيقه من خلال موسيقاك؟

لدي دائماً رؤية فنية من خلال الألحان والموسيقى التي أقدّمها للجمهور. فأنا أضع جمهوري ومستمعيّ في أعلى سلّم أولويّاتي بهدف الإرتقاء بهم ومعهم إلى أماكن جميلة جديدة في عالم الأغنية. لطالما كنت شغوفاً بتطوير موسيقاي واختياري للأغاني. لدي اهتمام كبير بالصناعة الموسيقية وانتاجها والجمهور أول محفّز لذلك. والحمدلله، فقد أتت النتيجة ناجحة وجيدة جدّاً.

 

ما هو دور وقوّة الموسيقى برأيك في توحيد العالم؟

الموسيقى لغة تفهمها كل شعوب الأرض، وهي اللغة التي تستطيع أن تلامس جميع المشاعر البشرية. أنا أعتبر أنّ الموسيقى هي رسالة إنسانية لها تأثيرها الواضح على الصعيد الوطني والعاطفي والإجتماعي.

لماذا دورك الفاعل ومشاركتك بعدد من المبادرات الإنسانيّة بالغ الأهمّيّة بالنسبة لك؟ نشأنا في الإمارات بثقافتها الإنسانية المسالمة المحبة للخير والتسامح، وعملنا بها ونعمل أينما حللنا ونزلنا في هذا العالم. في كلّ خططي العملية أحمل التفاؤل، والطموح، وأنظر إلى مستقبل ملؤه النجاح والمحبة.

 

بعيداً عن المسرح حدّثنا عن أولى ذكرياتك مع الموسيقى؟

أنا أعشق الموسيقى منذ طفولتي وتعلّمتها باجتهاد بهدف أن أجعلها، مع صوتي، مصدراً لإدخال الفرحة إلى قلوب الناس. وأدركت أنّ المساهمة في إدخال البهجة شيء رائع يجعلك تشعر بأنّك جميل ومفرح.

أخبرنا عن البيانو وعن علاقتك به. لقد عشقت وهويت العزف على آلة البيانو، فهي أول عشق موسيقيّ بالنسبة لي، وقد كرّست لها وقتاً كبيراً من أجل إحتراف العزف عليها وأصبحت هذه الآلة ترافقني في كل حفلاتي تقريباً، وفي مكتبي، وفي الاستوديو الخاص بي، وفي بيتي أيضاً.

 

ما الفرق بين الجسمي الفنّان والإنسان؟

كلاهما يعشقان الوطن الإماراتي والعربي، وكلاهما يملكان إحساسأً بالطاعة والإحترام للوالدين والقياديين فيه. أعتزّ دائماً بأعمالي الوطنية والإنسانية وأروّج لها بنفس الأسلوب الذي أعمل به من أجل الانتشار والوصول الى الجمهور وتحقيق أهدافه النبيلة.

 

من خلال قضاء بعض الوقت برفقتك، لاحظنا اهتمامك بالتفاصيل والدقة في العمل، أليس كذلك؟

من المفترض أن يكون وراء كل عمل ناجح إهتمام، وجهد، ومتابعة، والتزام بالوقت، وهذه الأمور أساسية لاكتماله ونجاحه.

 

هناك حديث ونقاشات كثيرة حول الذكاء الإصطناعي، فكيف ترى تأثيره على عالم الغناء والموسيقى؟

أتابع بشغف واهتمام كل ما هو جديد ومبتكر في مجالي، وأتابع كل التطوّرات التي تتعلّق به وبعملي وحياتي اليومية أيضاً، وأعمل على مجاراتها باستمرار من خلال التخطيط والتفكير ولا أخفي سعادتي بالحداثة والأفكار المتجدّدة التي باتت منتشرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

 

كيف تنظر إلى سرعة التغيير والتطوّر في مجال التكنولوجيا اليوم؟

نتطلّع دائماً للمستقبل بتفاؤل وأمل وتتبّع مستمرّ، فهناك ارتباط وثيق بين التفاؤل والمستقبل، فإنّ الروح المعنوية العالية والمتفائلة هي التي تحقّق المعجزات والنجاحات، وما نراه اليوم من اهتمام وتوجيهات قياداتنا بصناعة المستقبل لهو الأمر الفكري والحضاري من أجل مستقبلٍ مشرق. علينا فقط أن نختار ما هو مناسب لفكرنا ومجتمعنا ويصبّ في مصلحة وجودنا وسعادتنا.

 

في عين الجمهور تعتبر من المقلّين في الظهور إعلامياً، فما السبب؟

أنا والإعلام شركاء في النجاح، وتواصُلنا من خلال أعمالي مستمرّ، وبيننا الجمهور دائماً شاهد وحاضر، ويكون دائماً ظهوري مدروساً وفي الوقت المناسب لذلك.

 

هل تعتقد أنّه يحقّ للجمهور أن يطّلع على حياتك الخاصة؟

حياتي الخاصة لي، وأرى أنّها من حقّي أنا وعائلتي، والحمد لله يحترم الجمهور خصوصياتي وأنا أبادله نفس الإحترام والمحبة.

 

ما هي طموحاتك الشخصيّة وأمنياتك لما تبقّى من عام ٢٠٢٣؟

أمنيتي الأساسية هي أن تنعم البشرية بالحبّ والسلام والتسامح فيما بينها، وأن تتحقّق أمنيات كل شخص، فالجميع يستحقّ العيش بأمنٍ وأمان.

 

By Nada Kabbani

المزيد
back to top button