الموسيقى الكلاسيكية التي تؤديها أوركسترا بينما ينتشر الفنّ المخدّر حول جدران قاعة الحفلات الموسيقية ـ لا يمكن أن يحدث ذلك إلا في دبي. تستكشف ELLE Man هذا الاتحاد غير التقليدي بين الفنّ الرقمي والموسيقى الأوركسترالية.
ماذا سيقول موزارت لو كان على قيد الحياة اليوم ليرى موسيقاه تؤدّيها أوركسترا في دبي محاطة بجدران من الفنّ الرقمي المتحرّك؟
لنفكّر في الأمر، ربما كان منشقّ مثل موزارت قد اعتنق الفكرة المتطرّفة. هذا الاندماج بين الفن والموسيقى الكلاسيكية هو القوّة الدافعة وراء سلسلة الحفلات القادمة في مسرح الفنّ الرقمي (ToDA) في سوق المدينة في دبي. وبينما تملأ الجداريات المتحرّكة التي تشبه الحلم للفنّان Saeko Ehara الجدران، توفّر أوركسترا الإمارات العربية المتحدة الفيلهارمونية وقائدها المفعم بالحيوية Nicolas Mann الموسيقى التصويرية. وسيستضيف المكان، الذي تنتجه شركة Backart، ثلاث حفلات موسيقية أخرى هذا الخريف مع التخطيط لمزيد من الحفلات عام ٢٠٢٥. تحدّثت ELLE Man إلى Mann، ٣٣ عاماً، بعد ظهور أوركسترا الإمارات العربية المتحدة لأول مرّة في ToDA في سبتمبر، ولم تسأله فقط عن العلاقة بين الموسيقى والفنّ ولكن أيضاً عن كيف ينوي جعل الموسيقى الكلاسيكية في متناول الجمهور الإماراتي.
ما الذي يجلبه الفنّ الرقمي لتجربة الجمهور؟
أعتقد أنّه يضيف جواً ويكمل رواية الموسيقى بينما يستكشف طرقاً جديدة للشعور بالأحاسيس المجرّدة. إنّ الجمع بين حاستين ـ ما تستمع إليه وما تراه ـ يمنح الأداء بُعداً جديداً. أعتقد أنّ الجمهور يشارك بشكلٍ أكبر ويشعر بالموسيقى بشكلٍ أعمق.
هل لاحظت أنت والأوركسترا الفنّ الرقمي أثناء الأداء؟
لدينا نكتة بين الموسيقيين في الأوركسترا مفادها أنّ العين الأولى تنظر إلى النوتة الموسيقية، والعين الثانية تنظر إلى أصابعنا وآلاتنا، والعين الثالثة تنظر إلى قائد الأوركسترا. لقد اعتدنا على مراقبة ما يجري حولنا أثناء اللعب. لقد لاحظت الفنّ خلال الحفل لكن الأوركسترا لم تكن مشتّتة.
ToDA ليست قاعة سيمفونية تقليدية كبيرة. هل تعتقد أنّ هذا يساعد على خلق الجو المطلوب؟
قطعاً. تشعر الأوركسترا بأنّها أقرب إلى الجمهور ممّا يجعل الحفل أكثر حميمية. ولكن هذا ليس الحال دائماً في المساحات الأصغر حجماً ـ فحتى قاعة الحفلات الموسيقية التي تضمّ ٥٠ مقعداً فقط يمكنها فعلاً أن تشعرك بالبرودة. لقد عزفت في العديد من قاعات الحفلات الموسيقية حول العالم خلال مسيرتي المهنية، لكن ToDA فريدة من نوعها في كيفية جلب الموسيقى إلى الحياة.
قبل كلّ قطعة موسيقية من خلال تقوم بتقديم بعض المعلومات الأساسية عن الملحّن وبعض سياق الفترة التي تمت فيها كتابة القطعة. لماذا تفعل ذلك؟
الموسيقى الكلاسيكية ليست فقط لمجموعة مختارة من الأشخاص، بل للجميع. أعتقد أنّ إعطاء الجمهور بعض المعرفة حول "لماذا" و"متى" و"أين" يثري تجربتهم مع الموسيقى ويجلب المزيد من العاطفة والمعنى للأداء. في بعض الأحيان، بدون بعض السياق، يمكن أن يضيع هذا المعنى لأنّ بعض الأفراد من الجمهور لا يعرفون تفاصيل القطعة التي يستمعون إليها. من خلال إضافة الإنسانية إلى الموسيقى، نشعر بالقرب من الملحّن.
هل يجب عليك البحث عن كلّ قطعة أم أنّ المعلومات كلّها في رأسك؟
لقد تعلّمت تاريخ الموسيقى والسير الذاتية للملحّنين في المدرسة، لكن الأمر كان دائماً سطحياً ورسمياً بعض الشيء، لذا قمت بإجراء البحث بنفسي، وهو ما وجدته مثيراً للاهتمام للغاية. بدأ حبّي للبحث في تاريخ الموسيقى عندما عثرت جدتي على كتاب قديم باللغة التشيكية عن الفترة التي قضاها موزارت في براغ وترجمته إلى خمس لغات.
ماذا يمكن أن نتوقع من الموسم المقبل لأوركسترا الإمارات العربية المتحدة في ToDA؟
في شهر أكتوبر، يُطلق على حفلنا اسم Classical & Beyond مع أربعة ملحّنين: موزارت، بيتهوفن، ساليري وهايدن. سنروي قصصاً عن هؤلاء الرجال وكيف ابتكروا موسيقاهم. حفلنا الموسيقي في نوفمبر، Romantic & Beyond، يضمّ بيتهوفن، ومرّة أخرى، سنروي قصصاً مثيرة للاهتمام لإبقاء الجمهور مثقّفاً ومستمتعاً. ثمّ في شهر ديسمبر، سيكون حفلنا الموسيقي Impressionism & Beyond ذو مزاج احتفالي.
ما مدى حماسك للعثور على مقرّ لأوركسترا الإمارات العربية المتحدة في ToDA؟
لا أبدو ملحمياً جداً، لكنّه حلم أصبح حقيقة. لقد كانت هناك محاولات عديدة لإنشاء فرق أوركسترا في دولة الإمارات العربية المتحدة على مرّ السنين، ولكن بفضل تعاوننا مع ToDA، تمكّنا من إنشاء أول مفهوم لحفل موسيقي موسمي على الإطلاق. لدينا ١٨ فنّاناً مؤسّساً يمثّلون ١٧ جنسية بخلفيات مختلفة وعقليات مختلفة ولغات مختلفة ولكنّنا جميعاً نتواصل من خلال الموسيقى.