في جبال لبنان الخضراء، تمّ إنشاء تراث الطهي بدقّة، شريحة واحدة تلوَ الأخرى. وقد بدأ كلّ شيء مع رجل يدعى جو باسيلي. يخبرنا جايسون باسيلي، إبن جو والرئيس التنفيذي الحالي لمؤسّسة Le Fumoir: "إنّ شغف والدي بالكمال قاده إلى جزر شيتلاند في الثمانينات، حيث تعلّم الطريقة الإحترافية القديمة لتدخين سمك السلمون". وبعد العودة إلى لبنان، أسّس جو Le Fumoir، أوّل شركة مخصّصة لإنتاج سمك السلمون المدخّن العالي الجودة. وعلى مرّ السنين، مزجت العائلة التقنيات العريقة مع الابتكار الحديث لخلق تجربة طهي فريدة من نوعها.
"الحرفية التقليدية الأصيلة هي في قلب عملنا"، يقول جايسون. فتفاني والده في إتقان هذه الحرفة أثّر بعمق على نهجهم. ويؤكّد: "نحن نحترم هذه التقاليد بشكلٍ مستمرّ لضمان أنّ منتجاتنا تحافظ على أعلى معايير الجودة والنكهة". إنّه توازن دقيق للحفاظ على جوهر الحرفة في حين يتمّ تبنّي أساليب وأفكار جديدة.
تبدأ عملية الإنتاج الدقيقة لديهم من المصدر. "نبدأ باختيار سمك السلمون العالي الجودة من المياه النقيّة في النرويج واسكتلندا"، يشرح جايسون. يتمّ اختيار كلّ شريحة يدوياً بواسطة خبير تجار الأسماك لضمان النضارة الأمثل والنكهة الأطيب. بعد الاختيار، يخضع سمك السلمون لعملية المعالجة التقليدية مع المكوّنات الطبيعية. ويضيف: "هذا يسمح للنكهات بأن تندمج وتنضج".
إنّ عملية التدخين هي في الواقع "فعل حبّ"، بحسب جايسون. يتمّ تدخين كلّ فيليه بعناية باستخدام خشب البلوط العالي الجودة لمدّة ١٨ـ٢٤ ساعة. هذا التوازن بين الوقت ودرجة الحرارة يؤدّي إلى نكهة غنية ومدخّنة وقوام طريّ. تأتي اللمسة النهائية من الحرفيين المهرة الذين يقومون بتقطيع كلّ شريحة يدوياً وبدقّة، وبسماكة معيّنة. ويقول:"نحن نضمن الاتساق والجودة" مشدّداً على الاهتمام الدقيق بالتفاصيل.
وبالنسبة إلى الرؤية المستقبلية، فإنّ Le Fumoir ينوي الشروع في مشاريع جديدة ومثيرة. "نحن وقّعنا للتو شراكة جديدة مع Chef Middle East و Chef Warehouse في الولايات المتحدة الأميركية لتوزيع منتجاتنا"، يكشف لنا جايسون. "هذه قفزة كبيرة بالنسبة لنا للدخول إلى السوق الأميركية بمنتجات تحمل علامات تجارية مشتركة". محلّياً، إنّهم يقومون أيضاً بتطوير عروض جديدة مثل برغر السلمون، والسلمون بالجبنة الكريمية. "وهناك مشروع جديد مثير نأمل أن يبدأ قريباً وهو معالجة جلد سمك السلمون لبيعه لمصنّعي الأزياء!"، يخبرنا جايسون بحماس. وفي حين يستمرّ Le Fumoir في احترام تراثه الغني ويتطلّع نحو المستقبل، فهو يقف بمثابة شهادة على فنّ تدخين السلمون والشغف الذي يقود إرثه وتراثه.