تقول فيرجيني فيار، "إقامة العرض في قصر شينونسو المعروف باسم “Château des Dames” (أي "قصر السيدات") كان خياراً بديهياً. لقد تمّ تصميمه وأقامت فيه نساء، من بينها ديان دو بواتييه ودوقة كاترين دي ميديتشي. إنه قصر ذو بُعد إنساني وكان شعار كاترين دي ميديتشي مؤلّفاً من حرفَي “C” متشابكَين، على غرار شعار شانيل Chanel".
"لا نعرف تماماً ما إذا كانت كوكو قد استوحت منه مباشرةً، لكن ذلك ممكن لأنها كانت مُعجَبة بنساء النهضة. ومن هنا يأتي حبّها للباقات المخرّمة والأسلوب الجمالي لبعض مجوهراتها. فهذا يشكّل نوعاً ما جزءاً من تاريخ شانيل Chanel". ففي الواقع، وقّعت غابريال شانيل مقالاً حول نساء هذه الحقبة: "لطالما دفعني شعورٌ يتداخل فيه التعاطف والإعجاب نحو النساء اللواتي عشنَ في الفترة الممتدّة من فرانسوا الأول إلى لويس الثالث عشر، ولعلّ ذلك يعود إلى كَونهنّ رائعات ويتمتّعنَ ببساطة رائعة وبجلالة مُثقَلة بواجبات جسيمة."
في القاعة الكبيرة التي يجري فيها العرض، يذكّر النمط المربّع باللونَين الأسود والأبيض بلعبة داما بحجمٍ طبيعي، ونجده أيضاً في تنانير قصيرة ومطرّزة وعلى تنّورة طويلة من قماش التويد وبنمط هندسي تأتي مقترنة بسترة بنموذج الجاكار وباللونَين الأسود والأبيض. كما يكشف معطفٌ طويل من المخمل الأسود عن بذلة من التويد بلونٍ فاتح – وهو يتميّز بجانب شبيه بفيلم “La Mariée était en noir حيث أن كاترين دي ميديتشي لم ترتدِ سوى اللون الأسود بعد وفاة الملك هنري الثاني". كما تذكّر الألوان الدافئة لكيب من التويد ببساطات القصر الشهيرة، ولقد أوحَت أزهار الحديقتَين الواقعتَين من ناحيتَي القصر، الأولى من ابتكار ديان دو بواتييه والثانية لكاترين دي ميديتشي، التطريزات الزهريّة على ياقة سترة واسعة.
لمناسبة مجموعة ميتييه دار Métiers d’art للعام 2020/2021، لبت جميع الحرف الفنية التابعة لشانيل CHANEL الدعوة. وبرز ذلك من خلال فستان طويل من الدانتيل الأسود مصنوع من تشابكات تتقاطعها مسامير من تصميم لومارييه Lemarié؛ والجزء الأعلى من فستان دمشقيّ مطرّز كلّياً على يَد ليساج Lesage؛ وصنادل مزدوجة اللون ذات كعب بشكل إسفيني وقطع برّاقة فضيّة أو أحذية طويلة سوداء ذات طيّات وأكعاب عالية من تصميم ماسارو Massaro. "وقبّعة سوداء كبيرة من تصميم دار ميشيل Maison Michel من أجل أسلوب أنيق! طلبتُ أيضاً من مشغل مونتكس Atelier Montex تنفيذ تطريزات من القصر بقطعٍ برّاقة على شكل ألعاب للأطفال، لأنني أحبّ الدمج بين الأساليب المختلفة والحقبات الزمنية ما بين النهضة وعصر الرومنسية، وأسلوب الروك وأساليب أنثوية جداً؛ فكلّ ذلك مرادف قريب جداً لشانيل Chanel."
تمّ تصميم مجموعة ميتييه Métiers d’art 2020-2021 من شانيل Chanel عام 2002 إشادة بالمهارة الفرنسية في الأزياء المُعاد ابتكارها باستمرار من خلال حوار مستمرّ بين دار شانيل CHANEL وحرفيّي الموضة، فهي تشكّل لقاءًا استثنائياً كلّ عام.
تُعرَض مجموعة الأزياء الجاهزة الخاصة بشانيل CHANEL في شهر ديسمبر، على هامش جدول عروض الأزياء، وهي تندرج دائماً تحت راية وُجهة – حقيقية أو وهمية – مرتبطة بتاريخ الدار أو واقعها.
كَونها تعبيراً عن قوة فيرجيني فيار الإبداعية، المديرة الفنيّة لمجموعات الأزياء، تدمج المجموعة اليوم بين مهارة أوساط الحرف الفنية لشانيل CHANEL التي تضمّ مئات من المطرّزين وصانعي الرّيَش وصانعي أطقم المجوهرات وأخصّائي الثنيات وصانعي الأحزمة والقبّعات، أو حتى صانعي قفّازات متواجدين في باريس، فرنسا، أو إيطاليا.
بعد مرور عدّة عقود على دعوة غابريال شانيل الموّجهة لأفضل الحرفيّين في باريس، تجلّت لدى دار شانيل CHANEL ضرورة حماية واستدامة وتطوير هذه المؤسسات ودعم قدرتها على الابتكار والانفتاح على العالم. أصبحت هذه الفكرة حقيقةً منذ العام 1985 مع استحواذ ديرو Desrue، صانع أطقم المجوهرات، وتلاه استحواذ حوالي أربعين دور للفنّ ومصانع1 تشغّل أكثر من 6000 شخص من أجيال وآفاق مختلفة، جميعهم في خدمة الإبداع لدى شانيل CHANEL وأسماء مرموقة أخرى من عالم الأزياء – من دون تحديد حصريّ – في فرنسا وكافة أرجاء الساحة العالمية.
في العام 2021، ستنتقل إحدى عشر دور للفنّ2 في عنوان 19M، الموقع الجديد الذي أنشأته شانيل CHANEL بين الدائرة التاسعة عشر في باريس ومقاطعة أوبرفيلييه، والمخصّصة للحرف الفنيّة الخاصة بالأزياء. ستعمل هذه الدور على شكل كيانات مستقلّة، وتواصل العمل مع جميع عملائها وفق مسارات الإبداعيين الإلهامية.
كَونها جسراً حقيقياً بين التقاليد والابتكار، ستستجيب هذه المساحة التي تبلغ مساحتها 25,500 متراً مربّعاً ومن تصميم المهندس رودي ريشيوتي لاحتياجات الحرفيّين الستّ مئة الذي يعملون فيها. لقد تمّ تصميم هذه التحفة الهندسية في سياق مقاربة تشجّع كفاءة الطاقة وتهدف إلى حيازة أكثر العلامات والشهادات البيئية صرامةً. كما سيضمّ عنوان 19M أيضاً مساحةً إبداعية شاملة ومتعدّدة الاختصاصات تستهدف التبادلات والحوار واللقاء مع كل أنواع الجمهور.
مع مساحة 19M، تواصل شانيل CHANEL مهمّتها لصَون وتطوير مهارة الحرف الفنيّة وتعيد تأكيد مكانة باريس كمركز للإبداع.