الشك هو المرض الذي يدمر الحياة الزوجية بالتدريج فإذا دخل الشك من الباب خرجت السعادة الزوجية من باب أخر، وظهرت المشكلات التي من الممكن أن تدمر الأسرة والزواج وتنتهي بالطلاق ولذلك يعتبر مرض الشك من أخطر الأمراض التي تنذر بموت الزواج.
قصة واقعية
تروي "م ، ن" قصتها مع زوجها الذي لا يحب الجلوس في المنزل بالرغم من تعلقه بأبنائه الصغار، وتقول الزوجة بأنها تحاول جاهده الاهتمام بمظهرها وترتيب المنزل بديكورات جذابة وتجهيز الطعام بطريقة شهية، ولكن في المقابل لا تجد من زوجها ردت فعل تظهر لها الاهتمام أو الحب على حد قولها. وتقول: " أدركت أن هناك امرأة أخرى تشغل باله ولا تدعه يلتفت لي!"، فذهبت إلى العرّافة وهي من أخبرتني أن زوجي يحب امرأة أخرى وسيتزوجها ويطلقني!". وتابعت قائلة: صارحت زوجي بذلك وقلت له بأن هناك امرأة في حياته وأنا على علم بأنه يرد الزواج منها. فإذا الزوج غضب منها، وقال "أني سأفعل ذلك إن لم تكفي عن شكوكك الزائدة، فأنا سئمت من الحياة معك وأصبحت لا أحب البقاء بالمنزل لتجنب حوارك الذي يملأه الشك".
من هنا أدركت الزوجة أن سبب نفور زوجها منها هو كثرت شكوكها القاتلة، وليس وجود امرأة أخرى. فبدأت تكف نهائياً عن مسائلته، ثم مرافقته لمكان هو يحبه والعودة إلى الكلام الجميل وإرسال رسائل الشوق والحنين عند تأخره دون عتاب. وفعلاً بدأ الزوج تدريجياً يمكث فترة أطول في المنزل، إلى أن أصبحا ثنائياً كما كانوا في بداية زواجهما.
خطوات للتخلص من الشكوك
تستعرض المستشارة الأسرية، ناعمة الشامسي، أربع طريق تساعد الزوجين على طرد مرض الشك ومحاربته، من أجل الحصول على حياة زوجية صحية وسعيدة.
1- الشك ليس غيره:
هناك خلط دائم بين الغيرة والشك، وهناك فرق واضح وشاسع بين أن تكون الغيرة التي تعتبر دليل الحب هي أساس الزواج، وان يكون الشك القاتل هو الذي يحكم الحياة الزوجية، فالغيرة هي دليل على حب الزوجين لبعضهم وان كلا منهم يغير على الآخر حتى من النسيم العليل، أما الشك فهو يعنى فقدان الثقة بين الزوجين، وهذه الحالة من فقدان الثقة لا تنذر بشيء سوى بقتل الزواج ولذلك وحتى يحافظ الزوجين على السعادة الزوجية، ولا يدعوا للشك مكان في الزواج عليهم أن يحافظا على الخيط الرفيع الذي يفصل الغيرة عن الشك.
2- الصراحة:
الصراحة هي عدو الشك الأساسي فإذا كانت الصراحة والصدق هم الأساس الذي يبنى عليه الزواج، فلا مجال لوجود الشك في هذه الحياة الزوجية، فعدم الصراحة وإخفاء الأمور هي التي تولد الشك في نفس الزوجين، وفى الحقيقة أن الكذب أو حتى عدم الصراحة لا يستمران طويلا، فسرعان ما يظهر هذا الكذب الذي يغلف الحياة الزوجية، ولا يجد الزواج سبيل للبقاء في هذا الجو من الشك وعدم المصارحة .
3- عدم الاستنتاج:
يظهر الشك عندما يبدأ الزوجين في استنتاج الأمور، فلا يسمع أي طرف غالى الآخر ويستنتج ويخمن ما يدور في ذهن الآخر، وبالتالي يبدأ الشك ينثر بذوره في الزواج وتظهر المشاكل الزوجية التي تبدأ بشكل غير طبيعي، لتنتقل إلى شك لا يطاق وتستحيل الحياة الزوجية معه ومن هنا على الزوجين أن يكفوا عن فكرة الاستنتاج، وإذا أراد احد الطرفين أن يعرف شيء عن الطرف الأخر عليه أن يسأله بشكل صريح ومباشر، أما الاستنتاج وتخمين أمور ربما تكون خاطئة يجعل للشك باب كبير يدخل به إلى الزواج ليدمره.
4 - إظهار الثقة:
تحتاج الثقة إلى فترة من الوقت حتى تترسخ في الزواج وتكون أساس متين في الحياة الزوجية، ولكن من الضروري أن يظهر كل طرف الثقة إلى الطرف الأخر، فشعور أحد الزوجين أن الطرف الآخر يشك فيه بشكل دائم ولا يثق في أي أمر أو كلمة يقولها، يجعل هذا الطرف يفعل ما يدعو للشك بالفعل حتى وان كان لم يفعله من قبل، ولذلك وجود الثقة في الزواج أو حتى أظهار الزوجين لهذه الثقة لبعضهما يجعل الشك يتراجع عن الحياة الزوجية ويفسح مكان للثقة حتى تعلن عن تأسيسها زواج سعيد.
في النهاية يعتبر الشك هو احد الأسباب الرئيسية لحدوث المشاكل الزوجية، ولذلك إذا استطاع الزوجين أن يقيدوا وثاق هذا الشك ويطردوه خارج منظومة الزواج فسوف يستمتعون بحياة زوجية سعيدة ومستقرة.