في عالم يجمع بين الفن والتراث، تتجلّى لحظات من التأمل والسكينة في أحدث إبداعات الفنانة أمل القرق، التي تعاونت مع دار المجوهرات العريقة فان كليف أند آربلز Van Cleef&Arpels لتقديم عمل فني يحمل عنوان "السكون المتناغم". هذا التعاون لا يعكس فقط انسجام الفن مع الرمزية العميقة للشهر الفضيل، بل يسلّط الضوء أيضاً على العلاقة المتداخلة بين الخط العربي والطابع المعاصر.
في هذا الحوار، تأخذنا أمل القرق في رحلة إلى عمق إبداعها، حيث تشرح لنا كيف استطاعت أن تحوّل لحظة تأملية إلى لوحة تنطق بالجمال والروحانية.
كيف بدأ هذا التعاون مع فان كليف أند آربلز، وما الذي ألهمك لابتكار "السكون المتناغم"؟
تم التواصل معي خلال الصيف، وشعرت بأنه الوقت المثالي للمضي قدماً في تعاون رائع يُكرّم فترة زمنية مميّزة تجمعنا جميعاً .
الإلهام وراء هذا التعاون هو اللحظة الثمينة التي نتشاركها جميعاً خلال الشهر الفضيل، وهي تلك اللحظة من السكون والصمت التي تسبق الأذان، حيث يسود التأمل والسكينة. رغبتُ في تجسيد تلك اللحظة بصرياً باستخدام أكثر ما أحب: اللغة والحروف.
تجمع أعمالك بين الخط العربي والتصميم الحديث. كيف يعكس "السكون المتناغم" التوازن بين التراث والجماليات المعاصرة؟
يُفسَّر الخط العربي بطريقة تقليدية للغاية، وما أردتُ فعله هو تجريد الأشكال في الخط لجعله أكثر معاصرة وحداثة.
ماذا يمثّل تكرار السكونات الدائرية في أعمالك الفنيّة، وما علاقتها بشهر رمضان؟
كان اختيار علامة السكون مقصوداً، فهي تأخذ أشكالاً مختلفة بحسب أنواع الخطوط، وقد تمّ توظيفها في العمل لإبراز إشعاعات الضوء المنبثقة.
تكرار العنصر الخطّي يعكس المفهوم ذاته؛ إذ إن السكون في الخط العربي يشير إلى الصمت والهدوء، وهما عنصران جوهريان في روحانية رمضان وفن الخط على حد سواء. التناسق والسكينة يأتيان مع الصبر، وهو عنصر أساسي في ممارسة فن الخط العربي.
في النهاية، يرمز الشكل الذي تم تكوينه إلى الشمس، التي بدورها تمثل بداية يوم الصيام ونهايته.
كيف حرصتِ على أن يتماشى نهجك الفني مع رؤية فان كليف أند آربلز؟
أعتقد أننا نتشارك قيماً متشابهة، مما ساعد في إحياء العمل بهذا الشكل المميّز. كما أن الدار تمتلك رؤية واضحة، وهو ما كان عاملاً مساعداً في عملية الإبداع، إذ توفّرت لديّ صورة واضحة لما هو متوقّع.
ما هي الرسالة أو المشاعر التي تأملين أن يستلهمها الناس من "السكون المتناغم" خلال شهر رمضان؟
أتمنى أن يشجع هذا العمل الناس على أخذ لحظة للتأمل واستشعار المعنى الحقيقي للسكون، التناغم، اللحظة التي يصل فيها الإنسان إلى سلام داخلي تام.