شهد تزامن تغيرات المناخ وتقلبات الجو، مع تفجر الأزمة العالمية للطاقة وارتفاع أسعارها؛ الى خلق حالة من القلق المتزايد في مختلف دول العالم نظرا لتأثير كل هذه المتغيرات على بند فواتير الغاز والكهرباء في ميزانية الأسرة. كل هذه التطورات دفعت بكل فرد الى التفكير بوسائل الاقتصاد في استهلاك الطاقة مع تحقيق الاستخدام الأمثل لها في المنزل، لدرجة ان هذا الموضوع بات يشكل أولوية أكثر من أي وقت مضى، للتأكد من عدم إهدار الاموال والاقتصاد قدر الامكان.
ولهذه الغاية، فتغييرات قد تكون صغيرة جدا لكنها قادرة على توفير مبالغ كبيرة ، يمكن ان تعتمدها كل اسرة او حتى كل فرد في حياته وعاداته اليومية وسنقدم لك بعض الطرق التي لن تخطر ببال احد. فقد اظهرت دراسة بريطانية حديثة ان تغييراً واحداً صغيراً، مثل فصل التيار عن الأجهزة بدلاً من إبقائها في وضع الاستعداد، قد يوفر مثلا 690 مليون جنيه إسترليني للأسر البريطانية، ويحد من إطلاق 1.3 مليون طن من انبعاثات الكربون؛ بعدما كان استطلاع أجري عام 2020، قد اكد ان أكثر من ثلث الأسر (36%) لم تبذل أي جهد لتقليل استخدام الطاقة، ولم تقم بإجراء أية تغييرات على استهلاكها.
لكن هذا لا يمنع من التأكيد على أهمية خفض الطاقة التي نستخدمها في المنزل، من خلال القيام بتغييرات صغيرة؛ قد لا نُلقي لها بالا، تحدث فرقا كبيرا، في المساعدة على تقليل أي هدر، وتوفير الفروق المالية المهمة للغاية، وفقا للخبراء.
تغيير المصابيح المتوهجة
فالدراسة اشارت ايضا الى ان تغيير المصابيح الكهربائية المتوهجة،" بمصابيح ال (LED) ، سيوفر على المنازل 230 مليون جنيه إسترليني، و430 ألف طن من انبعاثات الكربون كل عام، ولاسيما ان مصابيح (إل إي دي) تستهلك كهرباء أقل بنسبة 75%، مقارنة بالمصابيح العادية، مما قد يوفر مبلغا كبيرا في الفواتير.
زحزحة الأريكة بعيدا عن المكيف
لأن قطع الأثاث الكبيرة تمتص الحرارة، تحذر الدراسة الحديثة من ان وضع الأرائك أو الكراسي على مسافة أقل من ذراعين أو 6 بوصات أمام جهاز التكييف، لن ينشر تيار الهواء في أنحاء الغرفة كما ينبغي"، وتوضح أن "تحريك الأريكة بعيدا، يسمح بتدفق التيار بشكل أكثر فعالية، وقد يوفر للعائلة ما يصل إلى 10% من تكلفة الفواتير؛ وكلما زادت المساحة بين الأثاث والمكيف، كان ذلك أفضل".
إيقاف المكيف في الغرف الفارغة
تصرف ثالث بسيط قد يساعد كثيرا في توفير الطاقة ،فاذا كانت لديك غرف غير مستخدمة، ما عليك الا ان توقف تشغيل أجهزة التكييف واغلاق الأبواب؛ فهذا الامر قد يؤدي هذا إلى خفض فاتورتك بمقدار الثلث، وفق عدد الغرف المعطلة".
تنظيف الغلاية وعدم ملئها إلى حافتها
كما انه لاستخدام الغلاية بفعالية أكثر، وجعل وقت الغليان أقصر؛ "يجب أن تتوقف عن ملء الغلاية حتى حافتها، ولا تكن واحدا من 23% يعيدون غلي الماء في الغلاية"، بحسب ما تظهر احدث الدراسات.
لذا، فالنصيحة التي تقدمها الدراسة الحديثة هي "بالاكتفاء بكمية الماء المطلوبة لصنع الشاي أو القهوة"، وتحذر من "تأثير الترسبات الكلسية على كفاءة الغلايات، حيث تستهلك المزيد من الطاقة، لتغلي نفس الكمية من الماء"؛ كما توصي "بإزالة هذه الترسبات كل 3 إلى 6 أشهر، بوضع بعض الخل في الغلاية، وتركها لمدة نصف ساعة، قبل تشغيلها حتى تصبح نظيفة من الداخل".
تغيير رأس الدش
الى هذه الخطوات تضاف مسالة تغيير رأس الدش ، فرأس الدش الحديث القوي يمكن أن يغمرك بـ 50 لترا من الماء، أكثر من رأس الدش القديم الضعيف المُغطى بالكلس، ولكنه سيوفر لك على المدى الطويل؛ حيث إن كل دقيقة أقل في وقت الاستحمام بالماء الساخن، يمكن أن توفر في بلد كإنجلترا -على سبيل المثال- ما يصل إلى 80 جنيها إسترلينيا في السنة الواحدة.
تنظيف الموقد
ولمن لا يعلم فأي شحوم أو بقايا أطعمة محترقة على الموقد أو في الأفران، سوف تمتص الحرارة، وتجعلها أقل كفاءة؛ لذلك يوصي الخبراء دائما بتنظيفها جيدا للتأكد من أنها لا تستهلك المزيد من الطاقة، وتتسبب في إنفاق المزيد من المال.
عدم ترك الثلاجة فارغة
قد يبدو من غير منطقي أن ينصح أحد بملء الثلاجة والفريزر بزجاجات معبأة من ماء الصنبور، بدلا من تركهما فارغين؛ لكن الدراسة الحديثة اشارت الى ان"الثلاجة الفارغة تستهلك طاقة أكبر بكثير للحفاظ على البرودة، مقارنة بالثلاجة الممتلئة. ولأن "الفريزر" هو الأكثر استهلاكاً للطاقة بين جميع الأجهزة المنزلية، فتوصي الدراسة بالتأكد من أنه والثلاجة ممتلئان، إن لم يكن بالطعام، فبزجاجات الماء أو أكياس الثلج.
