تعرفك الحرف اليدوية في الإمارات على تاريخها والحضارات التي توالى شعوبها العيش في مختلف أرجائها، ورغم مرور قرون من الزمن على بعضها، إلّا أنّه تمّ الحفاظ عليها من خلال توريثها لأجيال مختلفة. فهذه القطع تتمّ صناعتها باعتماد تقنيات، وأحيانًا استخدام أدوات، شبيهة جدًّا لتلك البدائيّة التي استخدمها أفراد القبائل قديمًا، والتي يمكن التعرّف عليها من خلال الكثير من المتاحف التي تعرضها. في ما يلي، سنخبرك عن أشهر الحرف اليدوية التقليدية في الإمارات التي ما زال الحفاظ على صناعتها قائمًا حتّى اليوم، حفاظًا على تقاليد هذه الدولة وإرثها.
نسج السدو
السدو هو واحد من أشكال النسيج التي تشتهر بها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتتمّ حياكته باستخدام خيطان من صوف الأغنام، والتي تُغزَل على مغزل ومن ثمّ تُصبَغ، وبعدها تُنسَج على نول. يُستَخدَم هذا النسيج لمفروشات المجالس غالبًا، ويأتي بألوان الأحمر والأبيض والأسود. صنّفت اليونسكو مهارة نسج السدو هذه على أنّها تراث ثقافيّ غير ماديّ يجب الحفاظ عليه وحمايته في أسرع وقت، إذ شهدت ممارسته تراجعًا كبيرًا في ظلّ الحداثة التي تسيطر على المجتمعات.
صناعة الدلّة
يعدّ الدلّة، وهو إبريق القهوة، أساسيًّا في ثقافة الضيافة في دول الخليج، ومن بينها الإمارات، وقد تمّ طبعه على عملة الدرهم الإماراتيّ لشدّة أهميّته، وهو من القطع التي تحمل قيمة كبيرة بالنسبة للشعب الإماراتيّ، إذ يذكّر بتراث أسلافهم وتاريخهم. كانت تتمّ صناعة هذه الأباريق في الماضي يدويًّا، ولكنّ غالبيّتها اليوم تُنتَج باستخدام الآلات، ويمكن إيجادها بالنحاس والفولاذ والفضّة والذهب.
صناعة الخوص
تُعتَبَر صناعة منتجات الخوص من أشهر الحرف اليدوية التقليدية في الإمارات، خصوصًا وأنّها تتمّ باستخدام سعف النخيل التي تُنسَج وفقًا لتقنيّات معيّنة للحصول على سلال وأغطية لسلال التمر وأواني وصناديق وحصائر ومكانس ومفارش للمائدة وأوعية للطعام وحقائب وقبّعات، وذلك بأحجام مختلفة. لهذه الصناعة، تُجَفَّف أوراق سعف النخيل في الشمس ثمّ تُقَطَّع بشكل عاموديّ وتُنقَع في الماء لتصبح طريّة للتمكّن من ثنيها من دون أن تتكسّر بغية الحصول على المنتجات.