من 19 إلى 22 نوفمبر، يعزّز معرض نوماد NOMAD حضورها في أبوظبي، في خطوة تعمّق ارتباطه بمنطقة تشهد تحوّلات متسارعة تعيد رسم ملامح المشهد الثقافي العالمي. كما وتجمع أبوظبي بين تقدير راسخ للتراث والتقاليد، ورؤية ثقافية طموحة تتسم بالجرأة والتجديد. يقع جوهر هذه النسخة من NOMAD في مبنى المسافرين رقم (1) في مطار زايد الدولي، أحد أبرز معالم الحداثة العمرانية في الخليج، من تصميم المعماري الفرنسي الشهير بول أندرو، الذي صمّم أيضاً مطار شارل ديغول في باريس، وبتوجيه من مؤسس دولة الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وقد افتُتح المبنى عام 1982 ليغدو رمزاً للتقدّم والرقي، بفضل سقفه الشبيه بالخيمة والمغطى ببلاطات الفسيفساء اللامعة، وواجهته الزجاجية المنحنية التي تجمع بين الدقة الهندسية والبعد الروحاني. وبعد خروجه من الخدمة عام 2023، يدخل المبنى اليوم مرحلة جديدة تستعيد روحه الأصيلة القائمة على الابتكار والانفتاح على العالم.

وسيتولّى المعرض إحياء هذا الصرح المعماري عبر تقديم واحد من أكثر مشاريعه طموحاً حتى الآن، من خلال عرض فني مُصمَّم خصيصاً للتناغم مع المكان وإبراز تفاصيله. ومع الحفاظ على العناصر الجوهرية للمبنى، من الصالة الدائرية إلى الممرات المقوّسة، يحوّل NOMAD الفضاء إلى بيئة غامرة لعرض التصميمات القابلة للاقتناء، والأعمال الفنية المعاصرة، والمجموعات المختارة من المجوهرات، تُقدِّمها نخبة من أبرز صالات العرض العالمية.
ويقدّم المشهد الثقافي في أبوظبي سياقاً مثالياً لاحتضان هذه النسخة، إذ تضم المدينة المنطقة الثقافية في السعديات، موطن متحف اللوفر أبوظبي، إضافة إلى المشاريع الثقافية المرتقبة مثل متحف جوجنهايم أبوظبي، التي تساهم مجتمعةً في صياغة مشهد فني عالمي سريع التطوّر. وفي هذا الإطار، تجمع النسخة الأولى من NOMAD في أبوظبي بين تقاليد المنطقة، والجماليات الإسلامية، وحداثة الخليج، وأحدث اتجاهات التصميم المعاصر، ضمن عرض متكامل برؤية مستقبلية. كما يتزامن المعرض مع فعالية فن أبوظبي Abu Dhabi Art، إحدى المحطات البارزة في الروزنامة الفنية العالمية، والتي استقطبت على مدى نحو عقدين أبرز المقتنين والقيمين الفنيين من مختلف أنحاء العالم.

صالات العرض GALLERIES
يعكس NOMAD في أبوظبي مكانته الفريدة عبر مزج التراث الإقليمي مع أحدث تيارات التصميم العالمي في حوار بصري غني بالمعاني. وتضم النسخة مجموعة من أهم صالات التصميم الدولية، من بينها صالة Nilufar ميلانو، المعروفة برؤيتها التنظيمية المتقدّمة ومقاربتها التي تجمع بين التصميم العتيق والحديث؛ حيث تعرض أعمالاً تاريخية لجيو بونتي إلى جانب أعمال أوسانا فيسكونتي و StudioDanielK و Etereo وكريستيان بيليتساري.
ومن لندن، تقدّم صالة Gallery FUMI أعمالاً جديدة لكل من جيريمي أندرسون وكوستا ساكسي وVoukenas Petrides وسام أورلاندو ميلر وجيسيش لسنغر، في مجموعة ثرية تتقاطع فيها الممارسات الفنية عبر الخزف والمنسوجات والمرايا والبرونز، في استكشاف لعوالم الملمس والتحوّل والإدراك. أمّا Galerie BSL باريس، فتكشف عن عمل Gandhara Carapace بتوقيع ندى دبس وStudio Lél، إلى جانب منحوتات الفنانة بيا ماريا رايدر المصنوعة يدوياً من الخشب والراتنج، احتفاءً بالحرفية ورهافة المادة.

وفي مشاركتها الأولى ضمن NOMAD، تقدّم صالة The AP Room دبي سلسلة The Roots للفنان الإيراني المقيم في دبي روهام شامخ، وهي مجموعة نحتية من مقاعد وطاولات عضوية الشكل، مستوحاة من مفهوم الجذور بوصفها امتداداً للتجربة الإنسانية المشتركة. ومن القاهرة، تكشف صالة Don Tanani عن مجموعة جديدة تعيد تعريف التصميم المصري المعاصر، تُنفّذ بالكامل في مشغلها باستخدام خامات مثل عظام الجمال والبلوط الصلب وتقنيات الأكسدة الطبيعية، لتقديم لغة تصميم متجددة متجذرة في التراث المحلي. كما تعرض صالة Le LAB القاهرة عملاً تركيبياً جديداً بعنوان Noah’s Arc للفنان خالد زكي، يستكشف مفاهيم الاستمرارية والتعايش، ويوسّع آفاق الحوار بين الفن والتصميم والعمارة في المنطقة. أما صالة Gem إسطنبول، فتقدّم حواراً بصرياً بين أعمال Gem Alf Alf Studio وقطع تاريخية لـ جوزيبي ريفادوسي ولويجي بروسوتي، في مزج بين الإيحاءات العثمانية والحرفية الرفيعة والأشكال المستوحاة من الضوء. كما تقدم صالة We Gallery, من موسكو وساو باولو ودبي, مجموعة مختارة من التصاميم البرازيلية والعالمية لفنانين من بينهم أوسكار نيماير وجواكيم تينريو وجوليانا.

المشاريع الخاصة
تقدّم مجموعة المشاريع الخاصة رؤية متعددة الأصوات تستكشف تقاطعات المادة والحرفة والتصميم المعاصر، حيث يعكس كل مشروع التزام نوماد NOMAD بخلق حوار حيّ بين التقاليد والابتكار، جامعاً استوديوهات رائدة ومصممين وحرفيين وعلامات عالمية تحت سقف واحد.

المشروع الخارجي
ضمن البرنامج الخارجي لنوماد NOMAD، وبالشراكة مع "جميرا"، يُقدَّم مشروع Shifting Terrains كمنصة تصميمية تستكشف المشهد الإبداعي المتحوّل في دولة الإمارات، وذلك في منتجع جميرا جزيرة السعديات. يجسّد المشروع رؤية جيل جديد من الفنانين والمصممين في المنطقة، ممن يعيدون صياغة مفهوم المكان عبر المادة، والعملية الإبداعية، والخيال. ويضم المشروع مشاركات من: Datecrete (فلسطين ولبنان)، KAMEH (الإمارات)، ماري-لين مسعود (لبنان)، جورج محسب (لبنان)، وندى سلمانبور (إيران). ويُقدَّم هذا المشروع الخاص من جميرا × نوماد NOMAD بإشراف القيّم الفني والشريك في التنسيق أرنو موران، بالتعاون مع فريق نوماد NOMAD.
