لم يكن أجدادنا وحتى آبائنا يولون أهمية قصوى لألوان الديكور الغرف، وهو ما يفسّر استخدام الطلاء الأبيض أو البيج لأغلب البيوت القديمة، لكن يبدو أن لعلماء النفس راي آخر في هذا الموضوع، حيث يلعب التصميم الداخلي دوراً محورياً في تشكيل الحالة المزاجية للمكان، ويُعدّ اللون أحد العناصر الأساسية في ضبط هذا الإيقاع. وهنا يأتي دور "علم نفس الألوان" في تفسير تأثير الألوان على مشاعرنا داخل المساحات المختلفة.
الألوان وتأثيرها على الحالة النفسية
الألوان لها تأثير مباشر على المزاج والعواطف. فكل لون يُثير استجابة نفسية مختلفة، ويؤثر على مشاعر الأفراد بطرق متنوعة: الألوان الدافئة (مثل الأحمر، البرتقالي، والأصفر) عادة ما تحفز النشاط والطاقة. يمكن أن تشعر الأفراد بالإثارة والحيوية في الأماكن التي تحتوي على هذه الألوان، مما يجعلها مناسبة للمساحات الاجتماعية أو أماكن تناول الطعام. الألوان الباردة (مثل الأزرق، الأخضر، والبنفسجي) تعزز من الشعور بالهدوء والاسترخاء. هذه الألوان تساهم في تقليل التوتر، مما يجعلها مثالية لغرف النوم أو الأماكن التي يتطلب فيها التركيز والراحة. اللون الأبيض يعكس النقاء والنظافة ويمنح شعورًا بالاتساع، مما يساعد في تحسين المزاج من خلال خلق بيئة مفتوحة ومتجددة. اختيار الألوان الملائمة للمكان يمكن أن يعزز الشعور بالراحة أو النشاط، ويسهم في تقليل القلق والتوتر.
الأهمية النفسية لأبرز ألوان الديكور
1- اللون الأحمر
يُعتبر اللون الأحمر أحد أكثر الألوان توهجًا، ويشير إلى العاطفة في كثيرٍ من الأحيان. يعمل اللون الأحمر على رفع مستوى الحيوية بشكلٍ ملحوظ، ويمكن أن يزيد من معدل ضربات القلب والدم، كما أنه يجذب الانتباه، حيث يمكن لهذا اللون أن يشدّ الانتباه على الفور إلى عنصرٍ معين. لذلك، يمكن استخدام اللون الأحمر لإضفاء مظهرٍ جاذبٍ ومحفّزٍ للغرف. بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن اللون الأحمر يزيد الشهية وبالتالي يُستخدم على نطاقٍ واسعٍ في المطابخ.
2- اللون الأصفر
يمثّل اللون الأصفر ضوء النهار ويُضفي شعورًا من السعادة والإلهام، لكن على الرغم من أن معظم درجات اللون الأصفر تحمل تأثيرًا إيجابيًّا على النفس، إلا أن الدرجات الباهتة منه تُعطي شعورًا بالمرض. لذلك، من الأفضل استخدام اللون الأصفر في ظلاله الزاهية، مع التأكد من استخدامه باعتدال، لأنه يميل إلى إثارة مشاعر لا يمكن السيطرة عليها.
3- اللون الوردي
يُعدّ اللون الوردي واحدًا من ألوان الديكور المهدئة، فهو يعطي إحساسًا بالراحة والدفئ مما يجعله خيارًا جيدًا لغرف النوم، واللون الوردي الفاتح مناسبٌ بشكلٍ مثيرٍ للإعجاب في الحمام؛ لأنه يمكن أن يعكس درجات ألوان البشرة بشكلٍ رقيق، وتساعد الظلال الأكثر توهجًا من اللون الوردي مثل الأرجواني والفوشي على إبراز الأنماط المُختلفة للأثاث أمامها.
4- اللون الأزرق
من المعروف أنّ اللون الأزرق يُعتبر مريحًا وهادئًا، فهو يُخفض ضغط الدم ويساعد على تهدئة التنفس والنبض، وكثيراً ما يُقترح للغرف والحمامات، ولذلك فهو لونٌ مرغوبٌ فيه للمستشفيات، ومن أجل الاسترخاء في الغرف العائلية أو الصالات أو المطابخ الضخمة، لكن على الرغم من أنه أحد أكثر الألوان شيوعًا لا يُعدّ من الألوان التي تساعد في فتح الشهية ولا يوصى به للمطابخ، حيث تقترح بعض أنظمة فقدان الوزن بتناول الطعام على طبقٍ أزرق.
