يشهد الذكاء الاصطناعي تطوّراً كبيراً في مختلف المجالات. ولا يُعتبر عالم الجمال بعيداً عن هذه الظاهرة العالمية، إذ وبحسب الدراسات والأبحاث، من المتوقّع أن يحقّق استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة التجميل نمواً قد يصل إلى حوالي 20% سنوياً.
فكيف يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في صناعة مستحضرات التجميل وزيادة نسبة الأرباح؟
مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم الجمال
يزداد الطلب على منتجات التجميل ما يحدّد اتجاهات الأسواق العالمية. ووفقاً لبعض الأبحاث، فإن حوالي 80% من العملاء يميلون إلى العلامات التجارية التي تقدّم منتجات مخصّصة لكل عميل حسب حاجته. من هنا، بدأ اتجاه معظمها إلى تقديم هذه الخدمة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، سواء أجهزة التجميل، أو الأدوات المحلّلة لتركيبات المستحضرات، أو حتى في عمل قنوات التواصل والترويج لمبيعاتها وإدارة مخزونها...
وتسعى العلامات التجارية الخاصة بمنتجات التجميل إلى تقديم تجربة تسوّق استثنائية لعملائها عبر استخدامها للذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات التي تم جمعها من خلال تفاعل كل عميل معه. فعلى سبيل المثال، تقدّم العلامة رعاية ذاتية شخصية وتجربة تسوّق من خلال اختبار يخضع إليه العميل، وبناء على جميع الإجابات التي يدلى بها، يلتقط الذكاء الاصطناعي الحل الأمثل لاحتياجاته وتفضيلاته. وقد عزّزت جائحة كورونا التجارة الإلكترونية والتقنيات التجريبية الافتراضية، ما سهّل تطبيق التكنولوجيا في عالم الجمال وزادت نسبة المبيعات 90% بحسب الإحصاءات الرسمية.
زيادة نسبة المبيعات
كذلك أدى المزج بين الذكاء الاصطناعي وصناعة الجمال إلى توافر حلول أكثر ابتكاراً وفرص أكبر للبيع بالتجزئة، بحيث بات بالإمكان تحليل ميّزات العميل ونوع بشرته ولون عينيه وشعره... وطرح المستحضرات المناسبة لحاجاته. وقد أظهرت دراسات الأسواق التي أُجريت على فترات متعاقبة من الزمن، أن حوالي 70% من المشترين يقومون بإرجاع المنتجات التي ابتاعوها لأنها لم تلبِ توقعاتهم، في حين أن التجارب الافتراضية المرتكزة على الذكاء الاصطناعي قادرة على حل هذه المشكلة من خلال الملاءمة الواقعية ومعدلات الرضا العالية والناتجة عن عروض المنتجات الفردية.
إقبال لا مفرّ منه
إن تأثير الذكاء الاصطناعي العالمي على تجارة مستحضرات التجميل بالتجزئة أمر لا مفر منه. وقد أصبح البيع بالتجزئة أحد الاتجاهات الرائدة التي تأثرت بالذكاء الاصطناعي. ويظهر هذا الازدهار بشكل خاص في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث من المتوقع أن يحقق سوق الذكاء الاصطناعي في أمريكا الشمالية معدل نمو سنوي يصل إلى 38%. بعض العلامات التجارية الكبيرة والمتخصّصة في مجال التجميل والعناية بالبشرة، تعمل على شراء شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا لتجنّدها لحسابها الخاص، فيما تسعى شركات أخرى مبتدئة أو ذات قدرات مادية أقل، إلى تطوير ذاتها والتعاون مع شركات متخصّصة في الذكاء الاصطناعي.