معركة بقاء...

توقَّف زوجي عن لمَسي بعد ولادة إبنتنا، ولَم أفَهم السبب. فهو كان حتّى ذلك الحين يُلِحُّ عليّ لنقوم بواجباتنا الزوجيّة يوميًّا. هل لأنّه أرادَ طفلاً فقط؟ إنتظرتُ منه إشارة أو كلمة تُعبِّرُ عن رغبته بي، إلا أنّ الأيّام والأشهر والسنوات مضَت بصمت رهيب. بقيَ ياسِر يتصرّف بشكل طبيعيّ، أيّ بشيء مِن اللطف، وأنا بقيتُ آملُ أن تعودَ اللحمة بيننا. لَم أُفاتِحه يومًا بشيء، فتربَيتي وأخلاقي لَم تسمحا لي بذلك، فعندنا لا تُطالِبُ المرأة بالجنس حتّى مِن زوجها. وهكذا كبرَت ابنتنا بين والدَين يزعمان أنّهما سعيَدين، وشكرتُ ربّي أنّني وياسر لَم نتشاجَر يومًا، فما ذنب صغيرتي؟

ثمّ بدأ زوجي يتغيّر حيالي بشكل ملحوظ، فحتّى ذلك الحين هو كان يخرجُ ليلاً مِن وقت لآخَر وكنتُ أعلَم ما كان يفعله، فمِن المعلوم أنّ الرجُل بحاجة إلى النساء. لكنّه صارَ يغيبُ كثيرًا، وينظرُ إليّ وكأنّني عدوّته وينزعِجُ مِن كلّ كلمة أتفوّه بها. تحمّلتُ السخرية المجّانيّة والإزدراء والغيابات الطويلة وقلّة المصروف، فقط لأنّني إمرأة تقيّة وعاقِلة، وأمّ تخافُ على إبنتها وسيّدة تغارُ على بيتها. أمّا ياسِر، فهو ضرَبَ بعرض الحائط كلّ واجباته الزوجيّة، وكأنّه يملكُ الحقّ بالتصرّف كما يشاء.

فهمتُ طبعًا أنّ امرأة إستحوذَت على كلّ حواسه، فحتّى ذلك الحين هو كان يُعاشر غيري فقط مِن أجل المُتعة. فما كنتُ أخشاه حصل أخيرًا: وقَعَ ياسِر في الحبّ، لكنّ عشيقته كانت جشِعة وأخذَت منه كلّ ما لدَيه... أو بالأحرى كلّ ما لدَينا. ففي غضون سنة واحدة خسِرنا كلّ شيء. أظنّ أنّ عشيقته كانت إمرأة مُتزوّجة وإلا لكان قد تخلَّصَ منّي بسرعة، الأمر الذي زادَ مِن إمتعاضه منّي ومن كلّ شيء. وذات يوم، قال لي:

 

ـ علينا أن ننتقِل مِن هذا البيت.

 

ـ لماذا؟ ما الأمر؟ هل نقلكَ مُديركَ إلى فرع بعيد؟

 

ـ لا، بل لأنّني خسِرتُ البيت بعد أن رهنتُه.

 

ـ ماذا؟!؟ أنتَ تمزَح حتمًا! قُل إنّها دعابة أرجوكَ!

 

ـ هذا بيتي وأفعَل ما أشاء به! إجمعي أمتعتنا وهيّا بنا، فلقد وجدتُ مسكنًا آخَر. لا تُجادلي وإلا تركتُكِ هنا.

 

ـ أنتَ إنسان وقِح ولا تملكُ أيّة ذرّة إحساس! على مَن صرَفتَ المال الذي حصلتَ عليه مِن رهن البيت؟!؟ أجِبني!

 

ـ لدَيكِ يومان لتوضيب أمتعتنا وإلا غادرتُ مِن دونكِ وإبنتكِ.

 

ـ إبنتي؟!؟

 

ـ أجل. هيّا.

 

بكيتُ كثيرًا أثناء قيامي بإفراغ المكان الذي عشتُ فيه لسنوات، وودّعتُ جيراني بعد أن وعدتُهم بالبقاء على اتّصال بهم. ثمّ رحنا إلى حَيّ ضيّق ومأهول بعدَد لا يُحصى مِن السكّان، لنضَع أمتعتنا في شقّة صغيرة في الطابق الأخير مِن مبنى لا مصعد فيه. شقّة قديمة بالإيجار لا تصلح للعَيش إن لَم نقم بتأهيلها مِن جديد.

نظرتُ إلى ياسِر نظرة عتَب وكره، لكنّه لَم يكترِث لي. وبقيَ زوجي يغيبُ ليلاً لكن ليس كما في السابق، أيّ أنّ عشيقته كانت قد ملََّت منه بعد أن أخذَت كل ما أرادَته. ثمّ أطلعَني زوجي على فصله مِن عمله. قالَ لي ذلك بطريقة عاديّة وكأنّه يتكلّم عن أحوال الطقس. وقفتُ أمامه مذهولة، فكيف لحياتنا أن تأخذ هذا المُنعطف الخطير في غضون سنة واحدة؟ وكيف لياسِر أن يفعل ذلك بنا مِن دون أيّ تأنيب ضمير؟ هل كان زوجي بشريًّا على الأقلّ أم حيوانًا يركضُ وراء شهواته؟ جلستُ أمامه أبكي، لكنّه صرَخَ بي بأن أكفّ عن النحيب وبأن أجِدَ عمَلاً بسرعة، إن كنتُ أريدُ أن آكل وأشرب "وإبنتي"، فهو لَم يكن مُستعدًّا للصرف علينا مطوّلاً. عندها أخذتُ صغيرتي ورحتُ إلى بيت أهلي.

إستقبال ذويّ كان فاترًا بالرغم مِن أنّهم علِموا بما حصَلَ لي، لكنّهم قبِلوا بي فقط لأنّ طردي كان سيجلبُ عليهم العار. طلبتُ مِن ياسِر الطلاق إلا أنّه رفَضَ، ففي رأيه كان عليّ القبول بالعَيش معه مهما كانت الظروف والأسباب التي أدَّت إلى تدمير حياتنا. للحقيقة، هو لَم يفهَم ماذا حمَلني على الرحيل، إنسان أنانيّ ومريض! لكنّ صغيرتي إشتاقَت لأبيها مع أنّه لَم يُبدِ يومًا أيّ اهتمام حقيقيّ بها أو عاطفة أبويّة. لِذا، صِرتُ آخذُها إلى بيته ليراها لفترة قصيرة. هو حاوَلَ إقناعي بالعودة، فتلك الشقّة التي استأجرَها كانت قد صارَت شبيهة بحظيرة للحيوانات، وهو أرادَ فقط مَن يهتمّ بالمكان وبه. شارطتُه بأنّني لن أعودَ إلا حينما يجدُ عمَلاً جيّدًا وشقّة تليقُ بي وبابنتنا. فعلتُ ذلك لأنّني إعتقدتُ فعلاً أنّه لن يستطيع تأمين طلباتي، وإن فعَل، فسيكون ذلك دليلاً على ندَمه ورغبته في بداية جديدة. للحقيقة، لو كنتُ مُرتاحة عند أهلي لَما كنتُ فكّرتُ ولو للحظة بالرجوع إلى ياسِر، لكنّ الأجواء كانت مشحونة بالإمتعاض والمُلاحظات المُحرِّجة.

تفاجأتُ بعد بضع أشهر بزوجي يتّصلُ بي ليزفّ لي خبَر إيجاده وظيفة جديدة وشقّة كبيرة، وطالبَني بالوفاء بوعدي. للصراحة لَم أكن مُستعدّة نفسيًّا أو جسديًّا للعودة، لكنّ ابنتي كانت هي الأولويّة بالنسبة لي. فمنذ تركتُ زوجي، هي صارَت مُكتئبة طوال الوقت. أكلَني الهمّ، خاصّة حين فكّرتُ بأنّ حياتي كامرأة وزوجة ستكون معدومة مع ياسِر، وتقتصرُ على التنظيف والطهو، إلا انّ إحدى بنات خالي قالَت لي:

 

ـ إلبسي له الملابس الداخليّة المُثيرة وتمايَلي بها أمامه، فالرجال يتعلّقون بالأمور الجسديّة. فعلتُ ذلك مع زوجي وهو الآن مفتون بي!

 

ـ أنا أخجَل مِن فعل تلك الحركات... هل أنّ ذلك ضروريّ؟

 

ـ بالطبع! أليس سبب عذابكِ ذهابه إلى نساء أخريات؟

 

ـ بلى.

 

ـ إذًا عليكِ إعطاؤه ما يبحث عنه عند غيركِ. أنتِ إمرأة ذكيّة وعليكِ إستعمال حنكتكِ. قولي لي، هل ما زلت تحبّينه؟

 

ـ لستُ أدري... أنا أحبّ ياسر الذي قبِلتُ به زوجًا، وليس الذي خانَني وأهملَني وحوّلَ حياتي إلى صحراء عاطفيّة.

 

ـ حسنًا، ركّزي على النقاط الإيجابيّة حتّى لو كانت قليلة. هيّا، تعالي معي إلى محلّ الألبسة الداخليّة!

 

وليلة عودتي إلى زوجي، إرتدَيتُ له تلك الملابس المُثيرة وتمايَلتُ أمامه، لكنّه صرخَ بي:

ـ ماذا تفعلين أيّتها الساقِطة؟!؟ ألا تخجلين مِن نفسكِ؟!؟ وهل تخالين أنّكِ مُثيرة وجذّابة بتلك الملابس الداخليّة؟ بل أنتِ مُضحِكة! أنظري إلى نفسكِ بالمرآة، فإنكِ تشبهين الدلفين! لقد اشمأزَت نفسي منكِ!

 

وقفتُ أمامه مذعورة مِن ردّة فعله، ورجعتُ بالزمَن على الفور إلى حين قالَت لي أمّي يوم رحنا سويًّا لمحلّ فساتين الأعراس وخرجتُ مِن غرفة القياس مُرتدية الفستان الذي اختَرته. فهي الأخرى سخِرَت منّي وجرحَت مشاعري وكرامتي. وتذكّرتُ ذلك الأستاذ في المدرسة عندما سألَنا ماذا ننوي أن نصبح حين نكبر، وأجبتُه "طبيبة أطفال" فنظرَ إليّ باندهاش وأخَذَ يضحك يضحك ويقول: "أنتِ طبيبة؟!؟ ما هذا الطموح! إنسِ الأمر!". كلّ تلك الذكريات عادَت إلى ذهني بلحظة، ففهِمتُ أنّ الناس التي أحاطَت وتُحيطُ بي حطّمَت آمالي وفرحتي وكياني. بقيتُ واقفة أمام ياسِر بالملابس الداخليّة وكأنّني صنَم. وهو قال:

 

ـ ما بكِ؟!؟ هيّا بدّلي ملابسكِ! فلا أطيقُ رؤيتكِ هكذا!

 

ـ سأطلّقُكَ يا ياسِر... سأضعُ حدًّا لِما تفعله بي... سأحاربُكَ وأُحارِبُ مِن خلالكَ كلّ الذين حطّموا كلّ ما هو جميل بي... الآن رأيتُ كيف أنّني سمحتُ لكم جميعًا بالتنمّر عليّ... أجل، أراكَ الآن بقباحتكَ الحقيقيّة، قباحة الروح التي تتغّذى مِن آلام الغَير. سأُطلّقُكَ يا ياسِر وآخُذ إبنتي منكَ إلى الأبد، فأنتَ لَم تُبقِ في قلبي أيّ شعور تجاهكَ سوى البغض والامتعاض. سأفوزُ عليكَ لأنّها فرصتي الأخيرة لأخرج مِن لباس الضحيّة. إستعِدّ يا ياسِر للمعركة الآتية، فسأحاربُكَ بأظافري وأسناني، وأقضي عليكَ كما قضيتَ على أنوثتي وكبريائي. هذا الدلفين سيُلقّنُكَ درسًا لن تنساه!

 

قلتُ ذلك مِن دون غضب، الأمر الذي أفزَعَ زوجي، فكانت تنبضُ منّي قوّة لَم أشكّ يومًا بامتلاكها. فهو سحَبَ غطاء السرير فوقه وحدَّقَ بي وكأنّه لا يُصدّق أنّني تلك المرأة التي تحمّلَت الإهانات كلّها التي وجهَّها إليّ خلال السنوات التي مضَت. أظنّ أنّه علِمَ بمدى جدّيّتي لأنّه قال: "إهدئي... كنتُ أمازُحكِ". لكنّني خرجتُ مِن الغرفة ورحتُ أنام بالقرب مِن ابنتي. وقبل أن أغمض عَينَي، إرتسمَت على وجهي إبتسامة المُنتصِر.

وفي الصباح الباكر، رحتُ أفتِّشُ عن عمَل مهما كان لطالما يجلَبُ لي المال والاستقلاليّة. فلَم أكن مُستعدّة للعودة إلى أهلي، فبالنسبة لهم لَم أكن مُهمّة كفاية ليحموني ويرعوني، بل كنتُ إمرأة ضعيفة يمكن نسيانها والاستغناء عنها.

وجدتُ عمَلاً في محلّ للألبسة، وتفاجأ صاحب المحلّ بحماسي ونشاطي. ثمّ قصدتُ محامية قيل لي عنها إنّها تتحلّى بالمهارة والانسانيّة ومُتخصّصة بقضايا الطلاق. هي الأخرى كانت ضحيّة زوج مُهمِل ومُتنمِّر، وقد درسَت المُحاماة بعد طلاقها الصعب الذي كلّفها حضانة أولادها. الأستاذة مرفَت كانت أختي في النضال ضدّ طغيان الرجال، فتبنَّت قضيّتي مُقابل مبلغ صغير كان باستطاعتي جمعه في وقت قصير.

حياتي مع ياسِر في تلك الأثناء إقتصرَت على تبادل الأحاديث اليوميّة حول البيت والطعام، أيّ بضع كلمات لا أكثر. هو كان يُراقبُني ليفهَم ما الذي جرى لشخصيّتي واحتارَ كيف يتعامَل معي. فحتّى ذلك الحين كنتُ ضحيّته المُفضّلة، إنسانة يُمكنه صبّ كلّ غضبه وخذلانه عليها مِن دون أن تعترِض. أمّا الآن، فهو تعرَّفَ على وجهي الجديد، وجه المرأة العامِلة والعازِمة على استعادة كلّ ما فقدَته بسبب تنمّر استمَّرَ سنوات لا تُحصى. كنتُ أضحَك في سرّي حين صارَ ياسِر يُزينُ كلامه معي وكأنّه يخافُ أن تنفجِر القنبلة المؤقتّة في أيّ لحظة. وهو حاوَل مرّة أو إثنتَين مُعاشرتي، إلا أنّني نظرتُ إليه نظرة فوقيّة ردَعَته على الفور.

جمعَت الأستاذة مِرفَت كلّ الأدلة اللازمة لطلاقٍ مُتكامِل: تفاصيل وشهود عن حياة زوجي الصاخبة، ومُستندات عن رهن البيت للمصرف وطرده مِن عمله واستئجار تلك الشقّة الصغيرة. وما لَم أكن أعرفه، هو أنّ ياسِر، بالرغم مِن وعوده يوم استرجعَني، كان قد عادَ يُواعدُ تلك المرأة التي عمِلَت على تدميره. وكنّا نملكُ دليلاً قاطعًا على ذلك!

ويوم جلَستُ مع الأستاذة قُبالة ياسِر ومُحاميه، شعرتُ بقوّة لا توصَف أحسّ بها ياسِر هو الآخَر. عرضَت المُحامية ما تملكُ مِن أدلّة فنظَرَ مُحامي زوجي إليه وكأنّه يقول له إنّ قضيّتي رابِحة. لَم يعرِف ياسِر ما يقول بل بدأ يُتمتِم كالطفل المذعور. طالبَت الأستاذة لي بطلاق سريع، مع حضانة حصريّة ومبلغ شهريّ يُغطّي إيجار البيت ومصاريف إبنتي بالكامل. حاوَلَ ياسِر الإعتراض، إلا أنّ مُحاميه أسكتَه قائلاً إنّ لدَينا إثباتات كافية لرفع قضيّة زنى، الأمر الذي سيُكلّفه غاليًا.

إحتفَلتُ ومِرفَت بالنصر في مكتبها، وعانقتُها مُطوّلاً لأنّها أعادَت لي حرّيتي وأمَلي بمُستقبل جميل. ثمّ هي أخذَتني مِن ذراعي ووقَفنا جنبًا إلى جنب وأخذَت لنا صورة قائلة: "أتسمحين لي بالإحتفاظ بهذه الصورة ووضعها مع الأخريات؟". لَم أفهَم قصدها حتّى فتحَت خزانتها الكبيرة ورأيتُ عددًا لا يُحصى مِن الصوَر المُعلّقة تظهرُ هي فيها إلى جانب نساء مُبتسمات. وأضافَت: "أنظري إليهنّ... أرى نفسي في كلّ وجه مُبتسِم، أرى نهاية ظلم مُجتمع علََّمَ الرجُل كيف يسحَق شريكته، وعلّمَ المرأة على قبول الإهانة بِصمت. فلا يجب أن يكون الزواج معركة بقاء دائمة بل تناغم وتفاهم وحبّ. وحتّى يأتي اليوم وتأخذُ المرأة حقّها بالعَيش بكرامة، سأظلّ أُكافِح مِن أجلها. ربّي إبنتكِ جيّدًا لتصبح إنسانة قويّة ومُستقلّة تعرفُ ما تُريد وما لا تُريد. ربّيها على رفض الذِلّ والتنمّر، وأعطِها الثقة بالنفس اللازمة لبناء ذاتها بالرغم مِن كلّ الذي سيعترِض طريقها. علّميها أن تكون كلّ ذلك مِن دون أن تفقد انوثتها وكيانها كإمرأة، فهذا واجبكِ تجاهها. ولو كان لدَيكِ ابنًا، لَقلتُ لكِ أن تربّيه على احترام النساء واعتبار هشاشتهنّ ميزة ثمينة يجب الحفاظ عليها وليس استغلالها. إذهبي بسلام وعيشي بسعادة، فإنّكِ تستحقّين أن تنعَمي بالحياة التي وهبَها لكِ الله."

إمتلأت عَينايَ بالدموع وقلبي بالفخر تجاه تلك المرأة العظيمة، واستمدَّيتُ منها القوّة طوال مسيرتي في تربية ابنتي. وأظنّ أنّ إعجابي الكبير بالأستاذة مِرفَت أثَّرَ كثيرًا على إبنتي، فهي اختارَت المُحاماة اختصاصًا لها. وأظنّ أنّها ستحملُ الشعلة بدورها، فالعالَم بحاجة إلى مَن يُدافِع عن المظلومين، أكانوا نساءً أم رجالاً، فالظُلم يطالُ الجميع بقباحته.

 

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button