يُعتبر ألم الظهر من أكثر الشكاوى شيوعاً، وقد يكون سببه إصابة عضلية بسيطة أو إرهاق يومي. لكن أحياناً، قد يخفي هذا الألم مشكلة أكثر خطورة مرتبطة بالكليتين. فهذان العضوان الصغيران الواقعان تحت القفص الصدري مسؤولان عن تنقية الدم من السموم والمياه الزائدة. وعندما يتعرّضان للالتهاب أو الانسداد، قد يظهر الألم في منطقة أسفل الظهر بطريقة يصعب تمييزها عن آلام العمود الفقري أو العضلات. لذلك، من المهم معرفة الفروقات الأساسية بين النوعين لتحديد متى يجب مراجعة الطبيب.
مكان الألم
غالباً ما يتركّز ألم الظهر العادي في أسفل العمود الفقري (المنطقة القطنية) حيث يتحمّل الجسم معظم وزنه. قد يمتد الألم أحياناً إلى الأرداف أو الساقين نتيجة ضغط على الأعصاب. أما ألم الكلى فيتموضع في الجانبين، في منطقة الخاصرتين (الفلانك)، أي بين منتصف الظهر والجزء العلوي من الخصر.
نوع الألم
قد يكون الألم الناتج عن الظهر حاداً أو متقطّعاً، ويزداد مع الحركة مثل الانحناء أو الجلوس الطويل، كما يترافق أحياناً مع تنميل أو وخز في الأطراف السفلية. في حين يكون ألم الكلى ثابتاً ولا يتغيّر مع الحركة أو الوضعية. كما قد يترافق مع أعراض إضافية مثل تغيّر لون البول، رائحته، صعوبة أو حرقة عند التبوّل، كثرة التبوّل، الحمى، القشعريرة أو الغثيان.
الأسباب المحتملة
تنقسم الأسباب التي تقف وراء الشعور بآلام الظهر إلى قسمين: أسباب شائعة لآلام الظهر مثل الشدّ العضلي، الجلوس بوضعية خاطئة، الإرهاق، أو إصابات الأقراص بين الفقرات. أسباب رئيسية لآلام الكلى منها:
- حصى الكلى التي تسبّب ألماً شديداً متقطّعاً، غالباً في جهة واحدة.
- التهاب الكلى نتيجة إهمال عدوى بولية غير معالجة، ويظهر على شكل ألم مستمر مع حمى وغثيان.
- إصابة مباشرة بالكلى إثر حادث أو ضربة قوية.
- تكيّس الكلى الوراثي الذي يسبّب نمو أكياس داخل الكلى تؤدي مع الوقت إلى ضعف وظيفتها.
- أورام الكلى، وهي أقل شيوعاً، لكن قد تسبّب ألماً إذا كبُرت أو ضغطت على الأنسجة المجاورة.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
في حالة آلام الظهر يُنصح بالراحة، استخدام كمّادات الحرارة أو الثلج، وتناول مسكّنات بسيطة. لكن إذا استمر الألم أكثر من 6 إلى 12 أسبوعاً، أو ترافق مع إصابة قوية أو أعراض عصبية (تنميل، ضعف في الأرجل)، يجب استشارة الطبيب.
وفي حالة آلام الكلى لا يُنصح بالانتظار: ظهور أعراض بولية، دم في البول، حمى أو ألم مستمر في الخاصرتين يتطلّب مراجعة عاجلة للطبيب. والنساء الحوامل بشكل خاص عليهن طلب تقييم طبي سريع لتجنّب المضاعفات.