الرؤية قد تكشف عن الخرف قبل 12 عاماً من التشخيص

ترتبط العينان مباشرة بالدماغ، مما يتيح لك معالجة ما تراه بسرعة كبيرة. ولكن هذا الاتصال الوثيق قد يكشف أيضاً عن علامات خفية للخرف، مما يسمح بالتدخل المبكر. هذا هو ما أظهرته دراسة نُشرت مؤخراً تعتبر أن حوالي 10% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عاماَ وأكثر يعانون من الخرف، ومن المتوقّع أن ترتفع هذه النسبة في المستقبل.

 

نتائج الدراسة

في هذه الدراسة، قام الباحثون بمتابعة 8,623 شخصاً من الأصحاء في مدينة نورفولك في إنجلترا لعدّة سنوات. وفي نهاية الدراسة، تم تشخيص 537 مشاركاً بالخرف. في بداية الدراسة، طُلب من المشاركين إجراء اختبار حساسية الرؤية، الذي يقيس سرعة معالجة الدماغ للمعلومات البصرية، أي الوقت الذي يستغرقه الدماغ لتحليل وتقييم شيء مرئي. في الاختبار، طُلب من المشاركين مشاهدة شاشة والضغط على زر بمجرد رؤية مثلث يتشكل في حقل من النقاط المتحركة.
اكتشف الباحثون أن المشاركين الذين تم تشخيصهم بالخرف في وقت لاحق – حتى 12 عامًا بعد الاختبار – رأوا المثلث يتشكل بشكل أبطأ من أولئك الذين لم يُشخصوا بالخرف.

 

العلاقة بين حساسية الرؤية والخرف

من المهم أن نلاحظ أن هذا الأمر أكثر تعقيداً من مجرد ارتداء نظارات أو الحصول على وصفة طبية أقوى. حيث يشير الباحثون إلى أن تراكم البروتينات (التي تُعرف بالأميلويد) في الدماغ، والتي توجد عادة في الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، قد يؤثر أولاً على المناطق المتعلقة بالرؤية قبل أن يؤثر على الذاكرة. وبالتالي، قد تظهر هذه التغيرات في اختبارات الرؤية قبل أن تظهر المشاكل في الذاكرة.
فضلاً عن ذلك، يمكن أن يؤثر الخرف على القدرة على رؤية التباين والتمييز بين الألوان المتشابهة. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن الأشخاص الذين يعانون من الخرف يواجهون صعوبة في تجاهل المشتتات البصرية، مما يؤدي إلى مشاكل في حركة العين أيضاً. وبالتالي، قد يؤثر الخرف على مجالات متعدّدة من الرؤية، ويمكن أن تظهر هذه العلامات قبل ظهور المشاكل المتعلقة بالذاكرة.

 

هل تركّز فحوصات العين عادة على الخرف؟

في الوقت الحالي، لا تعتبر حساسية الرؤية جزءاً من فحوصات العين الروتينية. إذ يتم عادة التركيز على البحث عن علامات الكوليسترول المرتفع، مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من المشاكل الصحية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف مع مرور الوقت. ولكن مع تقدّم الأبحاث، قد تصبح اختبارات حساسية الرؤية أكثر شيوعاً في مراكز العناية بالعيون، خاصة مع استمرار الدراسات في هذا المجال.

المزيد
back to top button