الوقاية من الأمراض المزمنة هو أمر في غاية الأهميّة، إذ إنّ أسباب الإصابة ببعضها ترتبط بقيامك بعادات غير صحيّة، إلى جانب العوامل الوراثيّة والبيئيّة. وعكس الأمراض العاديّة التي يكون تأثيرها قصير الأمد وتكون قابلة للعلاج، تتطوّر تلك المزمنة مع مرور الوقت، وتستمرّ عوارضها لسنوات أو حتّى لمدى الحياة. فعلاجها بشكل تام صعب للغاية ومستحيل، خصوصًا وأنّ الأسباب الحقيقيّة لتطوّر معظَمها ما زالت قيد البحث، وإيجاد علاج لأنواع كثيرة منها لم يتمّ رغم الدراسات المكثّفة والتطوّرات الكبيرة التي يشهدها عالم الطبّ. تشمل هذه الأمراض، السرطان بأنواعه المختلفة، وأمراض القلب، والسكري، وعدد من الاضطرابات العصبيّة.
كيفية الوقاية من الأمراض المزمنة
رغم أنّ الوقاية من الأمراض المزمنة التي يكون سبب الإصابة بها وراثيًّا، صعبًا، إلّا أنّه يمكن حماية نفسك من الإصابة بتلك التي تتطوّر نتيجة عيش نمط حياة غير صحيّ، وذلك باتّباعك النصائح التالية:
1- ممارسة النشاط بدنيّ بانتظام
إنّ ممارسة النشاطات الرياضيّة بانتظام يأتي بتأثير إيجابيّ كبير على صحّتك النفسيّة والجسديّة، لأنّ ذلك يدعم الصحّة الأيضيّة، ويعزّز كفاءة تدفّق الدم وبالتالي وظائف الأوعية الدمويّة والقلب، ويحسّن حساسيّة الأنسولين، ويحفّز على إفراز الإندروفين المهم للصحّة النفسيّة، وعمل كلّ ذلك بالطرق السليمة، يقيك من الإصابة بالأمراض المزمنة وتطوّرها. وليس بالضرورة أن تكون أنواع الرياضة التي تمارسينها شاقّة، إنّما يمكنك الاكتفاء بالمشي السريع، أو الهوايات المسليّة، مثل السباحة، وركوب الدراجة الهوائيّة، والرقص.
2- القيام بفحوصات طبيّة منتظَمة
من المهم أن تقومي بفحوصات طبيّة دوريّة، لأنّها تساعد بالكشف المبكر عن مؤشّرات الإصابة بأمراض خطيرة، مثل ارتفاع مستويات الغلوكوز، وضغط الدم. وفي هذه الحال، يمكن البدء بعلاج يبطئ تطوّر المرض ويعطي فرصًا أكبر بنجاتك منه وعدم تفاقم عوارضه.
3- اتّباع نظام غذائيّ صحيّ
إنّ الامتناع عن تناول المأكولات الغنيّة بالسكّر والدهون، وتلك المصنّعة، هو من أهم طرق الوقاية من الأمراض المزمنة، حيث عليك أن تّتبعي نظامًا غذائيًّا متوازنًا يشتمل على تناول مأكولات غنيّة بعناصر تفيد وظائف الجسم المختلفة، مثل البروتينات، والفيتامينات، والحديد. فهي تؤدّي دورًا كبيرًا بالحفاظ على مستويات صحيّة للكوليسترول، وموازَنة السكّر في الدم، وبتخفيض ضغط الدم، الأمر الذي يقلّل من مخاطر تطوّر عوارض الأمراض المزمنة.
٤- تجنّب مستويات التوتّر
يؤدّي التوتّر إلى إلى حدوث اختلالات هرمونيّة، وخصوصًا في مستويات الكورتيزول الأمر الذي يتسبّب بتأثيرات مؤذية للجسم، مثل ضعف المناعة وارتفاع ضغط الدم. ولذا، تجنّبي الأمور التي تسبهب لك التوتّر، وأضيفي إلى نمط حياتك ممارسات تخفّف منه، مثل التنفّس العميق، والتنزّه في الطبيعة، والتأمّل.