كيف تحوّلت البليزر من زيّ رسميّ إلى رمز للأنوثة؟

تعدّ البليزر اليوم من أهمّ القطع في خزانة المرأة بغضّ النظر عن أسلوبها، إذ أنّها تحوّلت إلى قطعة عمليّة يمكن تنسيقها مع الملابس الكلاسيكيّة، وكذلك مع تلك الكاجوال والشبابيّة، وحتّى الرياضيّة. ولكن قبل أن تصبح من القطعة السهلة التنسيق التي تحبّ الكثيرات ارتداءها، ووسيلة للتعبير عن الذات، ورمزًا للأناقة والأنوثة، مرّت بالكثير من المحطّات.

 

بداية البليزر

ارتبطت البليزر في القرن التاسع عشر بأزياء ضبّاط البحريّة وأفراد نوادي التجديف البريطانيّة، إذ صُمّمَت بهدف توفير الدفء وإتاحة التحرّك بحريّة أكبر وإضفاء في الوقت نفسه لمسات رجوليّة أنيقة. هذه الصفات ساهمت بشقّها طريقها إلى عالم الموضة الرجاليّة، فأصبح من الرائج تنسيقها مع سروايل من الخامة نفسها، بالإضافة إلى إكسسوارات مثل الحزام، وساعة الجيب، والقبّعات، والقفازات. 

 

دخولها عالم الموضة النسائيّة

لم تدخل البليزر الموضة النسائيّة إلّا في أوائل القرن العشرين، وذلك بفضل مصمّمين أحدثوا ثورة في المجال بعدما كسروا التقاليد السائدة لجعل الملابس النسائيّة مريحة أكثر، من خلال تقديم أزياء مستوحاة من التي يرتديها الرجال، وكانت البليزر من بينها. وقد كانت غابرييل شانيل Gabrielle Chanel أوّل مَن سعى نحو ذلك، فحرّرت المرأة من الشعور بأنّها مقيّدة، حيث أعادت تعريف الأنوثة من خلال البدلات المؤلَّفة من قطعتيْن، شملت سترة بليزر مربّعة من التويد الناعم ومن دون ياقة.

 

ولكن الثورة الحقيقيّة في إدخال البليزر إلى الموضة النسائيّة، أحدثها إيف سان لوران Yves Saint Laurent، وذلك عندما قدّم بدلة لو سموكينغ Le Smoking، وهي أوّل بدلة توكسيدو نسائيّة، وذلك رغبة منه بالتعبير عن المساواة بين الجنسيْن وتمكين المرأة. وبفضله، أتيح للنساء ارتداء ما كان قطعة رجاليّة لفترة طويلة سابقًا، إنّما مع الحفاظ على لمسات أنثويّة وراقية.

سان لوران ربيع وصيف 2025- Sain Laurent

 

تغيّرات في تصميم البليزر

لم تبقَ البليزر على حالها، إنّما شهدت تغيْرات كثيرة في تصميمها واستخداماتها، إذ كانت في البداية خيارًا لمَن تحبّ الإطلالات الرسميّة والكلاسيكيّة، ولم تجذب الفئات العمريّة المراهقة، أو مَن يعشقن الإطلالات الأنثويّة. ففي فترة الثمانينات، عُرِفَت بقصّاتها الفضفاضة، ووسادة الكتف، وخطوطها الحادّة، وكانت رمزًا للمرأة التي تريد أن تثبت نفسها في الأماكن التي يهيمن عليها الرجال، مثل المجالات السياسيّة.

 

وفي التسعينات وبداية الألفيّة الثانية، بدأ المصمّمون بالتلاعب بقصّة البليزر، حيث عمدوا إلى استخدام أقمشة جديدة، وقصّات أكثر رقيًّا، لخلق التوازن بين الأنوثة والشجاعة، وركّزوا على إبراز جمال منحنيات جسم المرأة من خلالها بدلًا من إخفائها. من هنا، برزَت البليزر القصيرة، وتلك المتميّزة بخصرها الضيّق، إضافة إلى المكشوفة في مناطق معيّنة، مثل الظهر والخصر.

 

البليزر في العصر الحاليّ

اليوم، أصبحت البليزر من القطع الأحبّ على قلب المرأة، فيقدّمها المصمّمون دائمًا بتصاميم متنوّعة، ما يجعلها من الأكثر حضورًا على منصّات العروض العالميّة. فهي تعكس الشجاعة، والثقة العالية بالنفس، والاستقلاليّة، والإبداع، والاحترافيّة، ويمكن للمرأة تنسيقها كما يحلو لها لتجمع بين أكثر من صفة.

جورجيو أرماني ربيع وصيف 2025- Giorgio Armani

اقرئي أيضًا: فساتين فخمة باللون الأبيض من أجدد عروض الأزياء

المزيد
back to top button