رحلة عبر التاريخ الرائع للكيمونو اليابانيّ

 

 

معظم قطع الأزياء والإكسسوارات لها تاريخ شيّق، ومنها، يكون زيًّا تقليديًّا لأحد الشعوب، قبل أن يجعله مصمّمو الملابس يحظى بتقدير عالميّ كبير. الكيمونو هو أحد هذه الملابس، وهو الزيّ التقليديّ الذي يرمز إلى الثقافة اليابانيّة وتاريخها وفنّها، وقد شهد الكثير من التحوّلات على مرّ العصور قبل أن نراه في إطلالات عروض الأزياء العالميّة. فما هو تاريخه الشيّق؟

 

تاريخ الكيمونو اليابانيّ

تعني كلمة كيمونو، «شيء يُلبَس»، ويعود تاريخه إلى أكثر من ألف عام. فقد بدأت حكايته في فترة هييان التي امتدّت بين عامي 794 و1185، عندما كان الأرستقراطيّون في اليابان يرتدون أرديةً تُعرَف باسم «جونيهيتوي» وهو ثوب مؤلّف من 12 طبقة. فقد كان تعدّد الطبقات بالملابس في ذاك الوقت رمزًا للثروة والمكانة الاجتماعيّة، وكانت الألوان ومزيج الأقمشة ترمز إلى الفصول أو رتبة الشخص في البلاط الملكيّ.

 

مع تحوّل اليابان من الحكم اليابانيّ إلى ذاك الذي يقوده المحاربون في فترتي «كاماكورا» و«موروماتشي» الممتدّتيْن بين 1185 و1573، تمّ تقلليل الطبقات التي رافقت الكيمونو في فترة «هييان»، وبدأ الشكل الحديث للتصميم الذي نعرفه اليوم يولد، وهو ثوب على شكل حرف «T» بخياطة مستقيمة وأكمام واسعة، يُربَط على خصره وشاح أو حزام. وقد ارتداه التجّار الأثرياء وأعضاء البلاط الإمبراطوريّ للتعبير عن مكانتهم الاجتماعيّة وهويّتهم.

أمّا الفترة التي شهد فيها الكيومنو حضوره الأقوى في اليابان، فكانت الـ «إيدو» التي امتدت بين عاميْ 1603 و1868، والتي عُرفت بالازدهار والسلام. ففيها، تمّ فرض تقسيمات طبقيّة صارمة، وأصبحت الملابس وسيلة للتعبير عن الذات، فارتداها الرجال والنساء بانتظام وساعد ذلك بتبلور تقنيّات معقّدة من الصباغة والنسيج، وأصبح الـ «أوبي»، إي الحزام العريض الذي يُربَط حوله، سمة بارزة.

في عصر نهضة «ميجي» التي استمرّت من عام 1868 وحتّى 1912، بدأ الكيمونو يشهد تغييرات بعدما افتحت اليابان على الثقاقات الغربيّة التي اكتسبت ملابسها رواجًا كبيرًا، خصوصًا من قبل الرجال العاملين في الصناعة والحكومة، في حين ارتبط الكيمونو أكثر بالتقاليد والأنوثة، وأصبح ارتداؤه محصورًا أكثر بالمناسبات الخاصّة.

وفي القرن العشرين، وخصوصًا بعد الحرب العالميّة الثانية، قلّت كثيرًا نسبة الإقبال على ارتداء الكيمونو في الحياة اليوميّة كثيرًا، إلّا أنّ حضوره بقي أساسيًّا في مناسبات مثل مراسم الشاي، وحفلات الزواج، والمهرجانات وغيرها. وقد ألهم مصمّمي الأزياء العالميّين، فأعاد كلّ منهم ابتكاره بما يحاكي هويّته، ما جعله يحقّق انتشارًا عالميًّا كبيرًا.

المزيد
back to top button