عندما تبدأ أي فتاة بالتحضير لحفل زفافها، أوّل ما تقوم به هو البحث عن الفستان الذي يمنحها الإطلالة التي نسجتها في خيالها لتتألّق بها في هذا اليوم، وهو يُعرَف بلونه الأبيض، والذي يكون إمّا ناصعًا وإمّا بتدرّجات مثل العاجيّ والسكريّ. ورغم أنّ بعض المجموعات تضمّ تصاميم منه بألوان غير مألوفة، مثل البيج والزهريّ، إلّا أنّ الأبيض يبقى الخيار التقليديّ، وذلك منذ سنوات طويلة. ولكن، قبله، كانت العروس ترتدي فساتين من المخمل بألوان ملفتة، مثل الأصفر والأزرق، أو العاديّة مثل الرماديّ والبنيّ. فمن هي أوّل امرأة ارتدت فستان الزفاف الأبيض؟
أوّل من ارتدت فستان الزفاف الأبيض
أوّل من ارتدت فستان الزفاف الأبيض، هي الملكة فيليبا ملكة إنكلترا، وذلك في عام 1406 عندما تزوّجت من إريك بوميرانا، حيث جمعت إطلالتها بين سترة وعباءة من الحرير الأبيض. ولكن رغم ذلك، لم تكن هي من روّجت لهذه العادة، بل الملكة فيكتوريا التي كانت ملكة إنكلترا بعدها بسنوات، حيث ارتدته في زفافها على الأمير ألبرت في عام 1840.
صورة من زفاف الملكة فيكتوريا
تمّت خياطة فستان الملكة فيكتوريا على يد ماري بيتانس من الساتان، وقد صمّم الدانتيل الذي زيّنه، ويليام دايس، الذي كان آنذاك رئيس مدرسة التصميم الحكوميّة. وقد أظهر هذا الثوب دعمًا كبيرًا للصناعة الإنكليزيّة، وتحديدًا اليدويّة المنزليّة، إذ صُنعَ في سبيتالفيلدز الواقعة في شرق لندن، وتزيّن بكشكة عميقة وحوافٍ من الدانتيل المصنوع يدويًّا في هونيتون وبيير في ديفون،في حين تمّ تطبيق زخارف الدانتيل على شبكة قطنيّة مصنوعة آليًّا.
وبدلًا من التاج المرصّع بالأحجار، ارتدت الملكة فيكتوريا إكليلًا من أزهار البرتقال، وذلك فوق طرحة بطول أربعة ياردات، وتألّقت بأقراط وعقد من الألماس أهداها لها سلطان تركيا، ودبّوس من الياقوت الأزرق قدّمه لها الأمير ألبرت قبل يوم من موعد الزفاف.
الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت في زفافهما
بعد ذلك، ألهمت إطلالة الملكة فيكتوريا العرائس اللواتي ينتمين إلى الطبقات الثريّة في المجتمع، ففضّلنه عن الخيارات التي اعتدن ارتداءها بهذه المناسبة، خصوصًا وأنّ ارتداء الفستان الأبيض كانت عادة قديمة ترمز إلى عذريّة العروس، وإلى نقاء وبراءة الطفولة، والقلب الطاهر الذي تقدّمه للشخص المختار ليكون زوجها.
ومع مرور الزمن، بدأت الفتيات من الطبقات المختلفة في المجتمع باعتباره أساسيًّا لإطلالة العروس، وانتشرت العادة تدريجيًّا من أوروبا إلى أنحاء مختلفة من العالم. ولكن حتّى اليوم، ما زالت بعض الدول لا تعتبره الخيار الأنسب للعروس، مثل الهند، حيث يعدّ الثوب الأحمل الخيار التقليديّ لها.