أفضل وجهات السفر التي تحاكي معايير الاستدامة البيئيّة

تزداد التوعية تجاه مفهوم الاستدامة البيئيّة بوتيرة سريعة، إذ أصبح التركيز عليها موجودًا في كلّ المجالات، بما في ذلك ال الذي يحظى بدوره بإقبال كبير من قِبل عشّاق استكشاف الوجهات الجديدة، والمهتمّين بالجوانب التجاريّة والعلميّة وغير ذلك. فارتفاع نسبة المهتمّين بالسفر يؤثّر سلبيًّا على البئية، وذلك بسبب الطائرات التي تنبعث منها انبعاثات مضرّة بالجوّ، وكذلك زيارة الفنادق والمنتجعات والمطاعم والمعالم سياحيّة حيث يتسبّب ذلك أيضًا بحدوث تلوّث إضافيّ من قبل السوّاح والزائرين. ولذا، بدأنا نلحظ وجود صيحة جديدة في مجال السفر، وهي زيارة الوجهات التي تطبّق معايير عالمية للاستدامة في السفر والسياحة يضعها المجلس العالمي للسياحة المستدامة (GSTC)، إذ تراعي من خلال ذلك الاعتبارات التي تمتدّ من الإدارة المستدامة والآثار الاجتماعيّة والاقتصادية إلى التأثيرات الثقافيّة والبيئيّة. وإن كنت من عشّاق السفر، سنخبرك في ما يلي عن وجهات عليك أن تفضّلي زيارتها عن أخرى، لأنّها تلتزم تطبيق معايير هذا النهج.

 

رواندا، إفريقيا

تُعرَف رواندا بأنّها أنظف مدينة في إفريقيا، وقد نالت هذا اللقب، بسبب التزامها تطبيق المعايير التي تحافظ على جمال الطبيعة ونظافتها. تُلَقَّب هذه المدينة بأرض الألف تلة، وإنّها وجهة جذابة للسوّاح الذين يزورونها من جميع أنحاء العالم، للحصول على فرصة للقاء وجهاً لوجه مع أحد آخر مجموعات الغوريلا الجبلية في العالم، أو مقابلة الصيادين المغنيين في بحيرة كيفو الخلابة، أو التنزه عبر الغابات المطيرة الكثيفة في منتزه نيونغوي الوطني، أو ركوب الدراجات الناريّة في كيغالي لاستكشاف المعارض الفنيّة والمطاعم والأسواق في العاصمة.

 

شبه جزيرة باباغايو، كوستاريكا

إنّ كوستاريكا هي الوجهات التي تحتلّ مكانة رائدة في مجال السياحة المستدامة، إذ إنّها أصبحت اليوم أوّل دولة خالية من الكربون في العالم وتنتج ما يقرب من 93 في المائة من كهربائها من الموارد المتجدّدة.إنّها موطن لواحدة من أكبر الغابات الاستوائيّة الجافة في أمريكا الوسطى. إنّها تركّز بشكل كبير على الاستدامة، مع هيكل لجنة يتكوّن من ستة كيانات مختلفة، إضافة إلى مبادرات عدّة تتوافق مع ذلك، مثل الحفاظ على المواقع الأثرية، مشروع الحدائق المنزلية الذي يمكّن الأسر المحليّة من زراعة الخضروات والبقوليات على أراضيهم الخاصة باستخدام الري بالتنقيط، والذي يوفّر أيضًا المنتجات للمطاعم.

 

محمية باواه، إندونيسيا

تعد باواه أول جزيرة في إندونيسيا تعمل بشبكة كهربائية صغيرة متجدّدة، وهي أيضًا معتَمَدة كمنتجع من فئة الخمس نجوم بموجب برنامج Singing Blue WWF. يمكن للضيوف الذين يسافرون إلى هذه المحمية، مشاهدة منصات الطاقة الشمسية العائمة البالغ عددها 18 منصة، والتي تكفي لتلبية معظم احتياجات الجزيرة من الطاقة، ويمكنهم تناول الطعام في المطاعم التي تحضّر مأكولات من مكوّنات من حدائقها الخاصة المزروعة بالخضروات والفاكهة والأعشاب الزراعية. يأتي 98 بالمائة من موظفي محمية باواه من إندونيسيا، وفي كل شهر، تضع ما يسمى "لجنة البيئة" الخاصة بهم استراتيجيات للمبادرات التي تتراوح من الحفاظ على السلاحف إلى تنظيف الشواطئ.

 

جبال لينجن، النرويج

تركز الجهات المسوؤلة في جبال لينجن جهودها في مجال الاستدامة على التوظيف والحفاظ على الطبيعة والثقافة المحلية، مع تشجيع الزوار على اختيار أماكن الإقامة التي تعود بالنفع على هذه المبادرات. فالكثير من المنتجعات والفنادق فيها تحاكي معايير الاستدامة الببئيّة من خلال طرق عدّة، بما في ذلك الاعتماد على الطاقة البديلة، وإنتاج المحاصيل الزراعيّة، والحفاظ على جميع الأشجار الأصليّة، بما في ذلك البتولا والصنوبر والتنوب، مما يوفّر مأوى للأيائل المحليّة ويثري البيئة الطبيعية للنزل.

المزيد
back to top button