يحتوي كوكب الأرض الكثير من الطبقات، ومن بينها ما يُعرَف بالوشاح، وهي المنطقة الواقعة بين القشرة الرقيقة واللب المنصهر، ويتميّز بـ 1800 ميل (2900 كيلومتر) من الصخور الصلبة في الغالب، مع قوام يشبه الكراميل السميك الذي افترض العلماء منذ فترة طويلة أنه مختلط بشكل موحد.
ولكن تمّ العثور أخيرًا على مناطق ضخمة غير مختلطة متبقيّة في الوشاح، من بينها قارّتيْن هائلتيْن مدفونتْن على بعد آلاف الكيلومترات تحت القشرة وسط بقايا الصفائح التكتونيّة القديمة. تقع إحدى القارات العظمى تحت إفريقيا، وتقع الأخرى عميقًا تحت المحيط الهادئ. وباستخدام طريقة جديدة لتحليل البيانات من الزلازل، كشف الباحثون أخيرًا عن تفاصيل غير معروفة سابقًا حول هذه المناطق الشاسعة، وكشفوا أنها قد تعمل كمرسيات في وشاح كوكبنا وأنها قد تكون أقدم بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.
تشير الأدلّة الجديدة أيضًا، أنّ الوشاح الصخريّ ليس متأثّرًا جيّدًا بالاضطراب الداخليّ للأرض كما كان يُعتقَد ذات يوم، وأنّ الهياكل المخفيّة مثل هاتيْن القارتيْن قد تشكّل نشاط الوشاح، بما في ذلك حركة الصفائح، بطرق لم يتمّ فهمها بعد.
لقد اكتشف الباحثون لأوّل مرّة القارات العملاقة تحت الأرض منذ حوالي 50 عامًا عندما ظهرت كشذوذ في البيانات الزلزاليّة الناتجة عن الزلازل القويّة، بما يكفي لإرسال صدى عبر الكوكب. وعندما تصادف الموجات الزلزاليّة هياكل غير عاديّة في الوشاح، توفّر التغيّرات في سرعة الموجة لعلماء الزلازل أدلّة حول باطن الأرض العميق.