الكثير منّا يعتقد أن اختيار رأس الدش المناسب ليس سوى تفصيل ثانوي في روتين العناية اليومية، لكن الحقيقة أن هذا العنصر الصغير قد يكون له تأثير كبير على صحة الشعر والبشرة. بينما تُروّج العديد من فلاتر رؤوس الدش على أنها خيار صحي لتحسين نوعية المياه، إلا أن بعضها قد يتسبّب بردود فعل غير متوقّعة، مثل الجفاف، التهيّج، أو حتى الطفح الجلدي.
ما الذي يحتويه ماء الدش؟
تحتوي مياه الصنبور في العديد من المناطق على نسب متفاوتة من الكلور والمعادن الثقيلة مثل النحاس والرصاص، وهي مواد تُستخدم عادة لتنقية المياه وتعقيمها. ورغم أن هذه المكوّنات ضرورية للصحة العامة، لها تأثير مباشر على البشرة والشعر، خصوصاً عند التعرّض لها بشكل متكرّر.
التأثيرات المباشرة على الشعر والبشرة
عند استخدام مياه غنيّة بالكلور أو المعادن بشكل متكرّر، تبدأ بعض التغيّرات بالظهور على البشرة والشعر. قد تشعرين بجفاف مزعج بعد الاستحمام، وتلاحظين فقدان بشرتك لمرونتها ونضارتها. بالنسبة لصاحبات البشرة الحساسة أو اللواتي يعانين من الإكزيما، قد تزداد الأعراض سوءاً. أما الشعر، فقد يبدو باهتاً، هشاً، ويبدأ بفقدان لونه الطبيعي أو المصبوغ، مما يؤدي إلى مظهر غير صحي وصعوبة في التصفيف.
دور الفلتر وفعاليته
تُعد فلاتر رؤوس الدش وسيلة شائعة لتحسين جودة المياه عبر تقليل نسبة الكلور والشوائب والمعادن الثقيلة. وتختلف أنواعها بحسب آلية التنقية التي تعتمدها، مثل الفحم النشط أو مركبات المعادن أو فيتامين C. الهدف من استخدامها هو حماية البشرة من التهيّج، والحفاظ على نعومة الشعر ولونه. لكن فعالية هذه الفلاتر قد تختلف من منتج إلى آخر، ولا تُعد جميعها مناسبة لكل أنواع البشرة.
عندما يتحوّل الفلتر إلى سبب للمشكلة
في بعض الحالات، قد يكون الفلتر نفسه هو مصدر التهيّج. بعض الأنواع تحتوي على مكوّنات مثل الفضة الغروانية، أو مواد لاصقة معيّنة، قد تثير الحساسية لدى فئة من الأشخاص. تظهر الأعراض عادة على شكل حكّة مزعجة بعد الاستحمام، أو ظهور بقع حمراء، أو حتى تقشّر الجلد وتغيّر لونه. من المهم الانتباه لتوقيت ظهور هذه العلامات، وارتباطها بتركيب فلتر جديد أو تغيير نوع المياه المستخدمة.
خطوات ذكية لاختيار فلتر آمن
عند التفكير في اقتناء فلتر دش جديد، لا بد من التدقيق في مكوّناته وآلية عمله. من الأفضل اختيار الفلاتر التي تعتمد على وسائل تنقية لطيفة مثل الفحم النشط أو فيتامين C، والابتعاد عن المنتجات التي تحتوي على معادن غير معروفة المصدر أو مركّبات قد تسبّب الحساسية. من المهم أيضاً اختبار الفلتر على منطقة صغيرة من الجسم قبل استخدامه بشكل كامل، والبحث عن شهادات أو مواصفات صحّية معتمدة تؤكد أمان المنتج.