انتشرت في الفترة الأخيرة نظريّة عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، تشير إلى أنّ النوم على الجانب نفسه من وجهك يوميًّا، يتسبّب بعد سنوات بجعله غيار متماثل، أي بجعل إحدى الجهتيْن مختلفة عن الأخرى. هذا الأمر أدّى إلى هوس الكثيرات، حتّى إنّ بعض المؤثّرات في عالم الجمال، نشرن فيديوهات يسلّطن فيها الضوء على هذا الأمر، ويؤكّدن أنّه صحيح. ولكن ما حقيقة هذا الأمر؟
هل وضعيّة نومك تُفسد وجهك؟
الحقيقة أنّ الوجه المتناسِق بشكل مثاليّ غير موجود، إنّما لا يمكن ملاحظة ذلك لأنّ الفروق ضئيلة جدًّا، لذا، قبل أن تقلقي مرّة أخرى عندما تنامين على جهة اليمين أو الشمال من وجهك، تذكّري أنّ الأمر يتعلّق بالجينات. يتكوّن الوجه من عظام وعضلات وأربطة ووسائد دهنية وجلد، وعند البالغين، تكون العظام مُلتحمة ولا تتحرك بسبب وضعية النوم، وهذا يعني أنّ النوم على جانب واحد لن يُغير بنية عظامكِ، ولا شكل وجهك بالتالي.
ولكن، ما يمكن أن تؤثّر عليه وضعيّة النوم، هو ظهور عوارض الشيخوخة، إذ تؤدّي مع مرور السنوات إلى المساهَمة في ظهور الترهّلات والتجاعيد، ولذا، في حال لاحظتِ عدم تناسق وجهك، يكون ذلك ناجمًا عن تغيّرات في الأنسجة الرخوة بسبب الضغط عليها، إنّما ليس في شكل العظام. عندما تنامين على جانب واحد، تتحرّك الدهون بشكل طفيف، وهذا يؤثّر على الدورة الدمويّة مُحدثًا اختلالات طفيفة جدًّا.
هل النوم على الظهر يعالج ذلك؟
إنّ النوم على الظهر لا يغيّر بنية العظام، بل قد يساهم في التقليل من الخطوط والترهّلات الناتجة عن الضغط على الجلد، وهو لن يعالج على الإطلاق أي تغيّرات في ملامح وجهك. فإراحة الوجه من الضغط على جانبيْه يساعده على الاسترخاء، ولكن ما يحسّن من أي عدم تناسق، هي تقنيّات أخرى، أبرزها التدليك المستمرّ، وحقَن الفيلر والبوتوكس، ولكن هذا فقط للتغيّرات الطفيفة جدًّا. وما يتسبّب حقًّا بهذه المشكلة، الشدّ على الفك، وصرصر الأسنان، والاحناء، والمضغ على جانب واحد، وإراحة اليد على الخد، إذ إنّ كلّ ذلك يترك آثارًا تظهر مع مرور الوقت.
كيفيّة علاج عدم تناسق الوجه؟
عندما يكون وجهك غير متناسق بشكل واضح جدًّا، فهناك طريقتيْن لتصحيحه، جراحيّة وغير جراحيّة. فيمكن اعتماد البوتوكس لتليين العضلات، والحشوات لاستعادة الحجم المفقود، وأجهزة شد الجلد مثل Ultherapy لرفع جانب واحد بلطف ليتناسب مع الآخر. يمكن أن تساعد أيضًا عمليات شد الوجه بالخيوط والتقنيات الحديثة مثل Emface.