تحتلّ الببتيدات في السنوات الأخيرة مكانة بارزة في قطاعيْ التجميل والصحّة. فهي أصبحت من أكثر المكوّنات استخدامًا لإعداد تركيبات منتجات العناية بالبشرة، بما في ذلك تلك التي تكافح الشيخوخة بسبب فعاليتها العالية بتنعيم الخطوط الدقيقة وشدّ الجلد. وفي مجال الصحّة، يستكشف العلماء والأطباء كيف يمكن لهذه الجزيئات أن تساعد في أمور عدّة، مثل استقلاب الدهون إلى الوظائف الإدراكيّة والاستجابة المناعيّة، ونموّ العضلات.
ما هي الببتيدات؟
الببتيدات هي سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينيّة، ترتبط ببعضها الآخر بروابط ببتيديّة، وإنّها أصغر من البروتينات، الأمر الذي يسهّل على الجسم امتصاصها والاستفادة منها. تتواجد الببتيدات بشكل طبيعيّ في الجسم، وتؤدّي وظائف عدّة، إذ تعمل كناقلات عصبيّة، وأيضًا كهرمونات، وعوامل نموّ، وتنظّم الكثير من العمليّات البيولوجيّة. كذلك، هي ترشد الخلايا إلى كيفيّة عملها، أي متى تنمو، ومتى تتعافى، ومتى تُنتج الهرمونات والإنزيمات.
أنواع الببتيدات ووظائفها
تختلف الببتيدات بأنواعها، ولكلّ منها وظيفة فريدة في الجسم، وأبرز هذه الأنواع:
ببتيدات الإشارة
تتواصل مع الخلايا وتوجّهها لإدارة وظائف محدّدة، مثل إنتاج المزيد من الكولاجين، ولذا هي تُستَخدَم في مجال التجميل لصناعة تركيبات تصلح البشرة وتعزّز إنتاج الإيلاسيتن والكولاجين.
الببتيدات المثبطة للإنزيمات
تساعد في تحلّل مكوّنات البشرة، ولذا هي مفيدة في تقليل تحلّل الكولاجين والإيلاستين، الأمر الذي يساعد في الحفاظ على بشرة شابة.
ببتيدات النواقل العصبيّة
تُعرَف باسم «ببتيدات البوتوكس»، وهي تثبط تقلّصات العضلات، فتقلّل من الخطوط الدقيقة والتجاعيد عر طريق إرخاء عضلات الوجه.
الببتيدات الهيكلية
تُشكل هذه الببتيدات أو تُساعد في بناء المكونات الهيكلية للجلد والأنسجة الضامة. تندرج ببتيدات الكولاجين ضمن هذه الفئة، وتُؤخذ عادةً كمكمّلات غذائية لتحسين مرونة الجلد، وصحة المفاصل، وقوة الشعر.
أهميّة الببتيدات للصحّة والبشرة
تتفاعل الببتيدات مع الجسم بطرق دقيقة للغاية، وتؤدّي وظائف مهمّة، ومن أبرزها:
- تعزيز قوّة العضلات وتسريع شفاءها، وتقليل الالتهاب، وتحسين أدائها.
- تعزيز الاستجابة المناعيّة للجسم.
- مكافحة الشيخوخة وإطالة العمر، إذ تحفّز إنتاج هرمون النمو البشري «HGH» المرتبط بزيادة كتلة العضلات، وتقليل الدهون، وتحسين الطاقة.
- إدارة الوزن وتنظيم التمثيل الغذائيّ.
- تحسين الذاكرة والتركيز.
- الوقاية من الأمراض العصبيّة مثل الألزهايمر.
- إصلاح الأنسجة والبشرة، والتسريع في التئام الجروح وتقليل الندوب.