إنّ إزالة الكلف والتصبغات هي من أكثر المشاكل الجماليّة التي يسلّط المتخصّصون في المجال الضوء عليها، بما في ذلك أسباب ظهورها وعلاجاتها. فهذه البقعٌ غير المتجانسة اللون تظهر فجأةً وتستمر لفترة أطول من اللازم، ذلك لأسباب متعدّدة، أبرزها التقلبات الهرمونيّة، والحمل، والعوامل الوراثية، والحرارة، والالتهابات. كذلك، إنّ التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد يُؤدّي إلى خلل في الخلايا الصباغية المُنتجة للصبغ، وإنّ منتجات العناية بالبشرة القاسية قد تُفاقم تغير اللون، مما يجعل البشرة تبدو باهتة وغير متجانسة.
كيف يتشكل الكلف والتصبغ؟
يبدأ التصبغ في أعماق طبقات الجلد، حيث عندما تكتشف الخلايا الصبغية عاملًا مُحفّزً، تُطلق الميلانين الزائد كاستجابة وقائية، والذي يرتفع تدريجيًّا إلى السطح، ليظهر على شكل بقع بنية أو رمادية أو غير متساوية. يظهر الكلف بشكل مشابه، ولكنه أكثر تأثرًا بالهرمونات، وغالبًا ما يكون متماثلًا على الجبهة، أو الخدين، أو الشفة العليا.

طرق إزالة الكلف والتصبغات
إنّ إزالة الكلف والتصبغات هي عمليّة صعبة، وذلك بسبب طريقة تخزين الصبغة في الجلد. ولكن بفضل التقنيّات المتطوّرة، يمكن التخفيف من حدّة هذه المشكلة تدريجيًّا، حتّى تختفي كلّ آثارها. وفي ما يلي، أبرز هذه الطرق:
١- علاجات الليزر
يستهدف العلاج بالليزر الصبغة من مصدرها، ويكسّرها إلى جزيئات دقيقة يتخلّص منها الجسم تدريجيًا. بعد تنظيف البشرة، يمرّر الفني ليزرًا متخصّصًا على المناطق المصابة، مطلقًا دفقات ضوئية مُتحكَّم بها، ينتج عنه إحساس بوخزة سريعة ودافئة على الجلد. تستغرق الجلسات عادةً من ١٥ إلى ٣٠ دقيقة، يتبعها احمرار خفيف، وتتلاشى البقع مع اختفاء الصبغة بعد جلسات عدّة. ومن المهم الالتزام بتطبيق الكريم الواقي من أشعّة الشمس بعد هذا الإجراء، وتجنّب الحرارة لبضعة أيام.
٢- التقشير الكيميائيّ
يزيل التقشير طبقات الجلد التالفة والغنية بالصبغة ليكشف عن بشرة أكثر إشراقًا وتوحيدًا. يبدأ الإجراء بالتنظيف، يليه وضع محلول حمضي مُخصّص يُوزَّع بالتساوي على الوجه، والذي ينتج عنه وخز خفيف أثناء عمله على تفتيح الخلايا الباهتة والمتغيرة اللون. في الأيام التالية، يتقشر الجلد تدريجيًا، مستبدلًا الطبقات المصطَبَغة القديمة بطبقات جديدة ونقية. يُعدّ استخدام واقي الشمس بانتظام أمرًا ضروريًا لأن البشرة الجديدة تكون أكثر حساسية.
3- الوخز بالإبر الدقيقة مع سيرومات التفتيح
يحفّز هذا العلاج الكولاجين مع إيصال سيرومات تصحيح التصبغات بعمق إلى البشرة. بعد التخدير، ينزلق جهاز مزوَّد بإبر دقيقة على الوجه، مما يُحدث جروحًا دقيقة مُتحكمًا بها، تسمح لعوامل التفتيح مثل فيتامين سي أو حمض الترانيكساميك، بالتغلغل بفعالية أكبر. قد يبدو الجلد ورديًا بعد ذلك، كما لو كان مصابًا بحروق شمس خفيفة، ولكن خلال الأسابيع القليلة التالية، يخفّ التصبغ مع إعادة بناء الكولاجين وزيادة توازن إنتاج الميلانين.
4- الضوء النبضي المكثف (IPL)
يُستخدَم جهاز IPL ضوءًا واسع الطيف لتوزيع الصبغة وتحسين صفاء البشرة. بعد وضع جل التبريد، يضغط الفني جهاز IPL على البشرة، مُطلقًا ومضات من الضوء تستهدف البقع الداكنة، فيستجيب الصبغ بتغير لونه ليصبح داكنًا قليلًا قبل أن يتلاشى تدريجيًا ويتقشر خلال الأسبوع التالي. تستغرق كلّ جلسة حوالي ٢٠ دقيقة، وتترك البشرة دافئة ووردية اللون، إنّما يجب الالتزام بالخضوع لعدد الجلسات التي يحدّدها الاختصاصيّ المعالِج.