مصمّمة الحقائب نوف الشكر: "تصاميمي تجمع الهندسة المعمارية بفن المجوهرات"

لطالما جذب التصميم والفنون الجميلة اهتمام مصمّمة الحقائب البحرينية نوف الشكر. فمنذ طفولتها، كانت مفتونة بالفن والأزياء والمجوهرات. بدأت تصميم حقائب مجوهرات صغيرة لنفسها ولصديقاتها بينما كانت تعمل في مجال الهندسة المعمارية. وسرعان ما تحوّلت هذه الهواية إلى حرفة أوجدت قاعدة جماهيرية كبيرة ودفعت بها إلى التفرّغ لتصميم الحقائب وتأسيس علامتها التجارية NS by Noof. تصاميمها، بحسب وصفها، تعكس العلاقة الجوهرية بين روح الهندسة المعمارية وفن المجوهرات، من خلال مجموعة من حقائب اليد والحقائب اليدوية المزيّنة بأحجار شبه كريمة تعزّز رفاهية كل قطعة. 
في حوار خاص مع موقع Elle Arabia، تحدّثنا نوف الشكر عن عالم تصميم الحقائب الفاخر الذي غيّر مسار حياتها.

 

أخبرينا عن بداياتك في مجال تصميم الحقائب؟

كانت البداية مع فكرة تصميم حقائب تشبه المجوهرات، وتقديم إكسسوار فريد للمرأة التي ترغب باقتناء قطع فاخرة ومميّزة. بدأت المزج بين قماش الجلد والأحجار شبه الكريمة، والتلاعب بالتصاميم بأسلوب يعكس تراثي وخلفيتي من خلال إظهار الناحية الهندسية في كل قطعة. في البداية كانت الحقائب تتزيّن بطبعات وأنماط هندسية، ولكن في ما بعد باتت تكتسب الشكل الهندسي نفسه.

 

كيف تختارين الخامة المناسبة لكل تصميم؟

الأولوية بالنسبة إلي هي اختيار مواد ذات جودة عالية، بدءاً بالجلد مروراً بالنحاس ووصولاً إلى الأحجار. 

 

ما الذي يميّز حقائبك عن غيرها من تصاميم الحقائب؟

تصاميمي تتميز بأنماطها الهندسية وهي مصنوعة من النحاس المطلي بالذهب، وكل قطعة مبطّنة بالجلد الطبيعي، بالإضافة إلى أنني أستخدم الكثير من الجلود الغريبة وخاصة جلد التمساح للحقائب الجلدية، كما أن كل قطعة في مجموعاتي تحتوي على نوع من الأحجار شبه الكريمة.

 

كيف تواكبين أحدث صيحات الموضة؟ 

في الحقيقة، أسعى إلى أن أحافظ على أسلوبي الخاص أكثر من اتباع صيحات الموضة واتجاهاتها، فهذه الأخيرة تخضع لتغيّرات مستمرة، وأنا أؤمن بأن القطع الكلاسيكية تدوم مدى الحياة وهذا هو الخط الذي ألتزم به.

 

كيف تحقّقين التوازن بين الأناقة والتصميم العملي؟

يحتاج الأمر إلى بعض الممارسة والخبرة مع تصميم كل حقيبة. تحتوي مجموعاتي على أنماط متعدّدة من الحقائب، فالتصاميم الجلدية مثلاً، تعتبر أكثر الحقائب العملية التي أقدّمها إذ تحتوي على حجرة لكل الأشياء الضرورية في حقيبة المرأة، وقد تم تصميم كل جزء منها ليسهل عليها العثور على أغراضها في الحقيبة. وبعض الحقائب تتميّز بحجمها الصغير الذي يجعلها غير مناسبة للإطلالات العملية ولا تتسّع سوى لبعض الحاجات الصغيرة كأحمر الشفاه وبطاقة الائتمان و صغيرة جدًا بحيث لا تناسب أي شيء بجانب بطاقة الائتمان وأحمر الشفاه.. وهي غالباً ما تكون بديلاً عن المحفظة.

 

مع تقدّم التكنولوجيا، ما التطوّر الذي سيشهده قطاع تصميم الحقائب برأيك؟

من الطبيعي أن يتأثر هذا القطع، مثله مثل أي قطاع آخر، بالتكنولوجيا وتطوّرها السريع، ولكن تبقى للمرأة رغبتها في إبراز مقتنياتها. كما أننا نسعى إلى مواكبة هذا التطوّر من خلال المواد المستخدمة في صناعة الحقائب وطريقة تنفيذ التصميم، بما يتناسب مع شخصية كل امرأة وذوقها.

 

إذا طُلب منك تقديم مجموعة مستوحاة من موضوع معيّن، ماذا سيكون؟

سبق لي أن قدّمت مجموعة مستوحاة من موضوع معيّن، فمجموعتي الأولى كانت مستوحاة من الأندلس وفكرة دمج الغرب مع الشرق. كذلك قدّمت مجموعة مستوحاة من الهندسة المعمارية الروسية، وأخرى مستوحاة من عشرينيات القرن الماضي وكيف تطوّر الأسلوب بعد قرن من الزمن. أما اليوم، فإذا خُيّرت بتقديم مجموعة مستوحاة من فكرة معيّنة فستكون مدينة العلا التي ألهمتني كثيراً.

 

هل هناك شخصية معيّنة ترغبين بالتعاون معها؟

لو سنحت لي الفرصة، كنت أرغب بالتعاون مع المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد، ولكان هذا التعاون ناجحاً ومثيراً للاهتمام.

 

ما رأيك بمفهوم الاستدامة في عالم الأزياء؟

نتطلع جميعاً إلى تحقيق الاستدامة ولدينا مخاوف بشأنها، خاصة أن صناعة الأزياء هي الأكثر تلوّثاً للبيئة وتنتج الكثير من النفايات. من هنا، يجب على المصمّمين أن يكونوا اكثر وعياً وأن يجدوا حلولاً بديلة لاستخدام الأصباغ العضوية لجلودهم والتأكد من عدم الإفراط في الإنتاج أيضاً. وهذا الأمر ينطبق على تصميم الحقائب أيضاً. 

المزيد
back to top button