نساء يعدن كتابة رواياتهنّ من خلال معرض Through Her Eyes

في مشهدٍ ثقافي تتسارع فيه إيقاعات الإبداع النسائيّ السعودي، يواصل مشروع «ما تحت العباءة» رسم ملامح مرحلة جديدة من التوثيق البصري، حيث تتحوّل القصص الشخصية إلى مادة فنية نابضة بالحياة. هذا العام، تكشف مريم موصلي، مؤسِّسة المشروع، فصلاً جديدًا من هذه الرحلة عبر معرض «Through Her Eyes» الذي صُوّر بالكامل باستخدام iPhone 17 Pro وiPhone 17 Pro Max، وكُشف عنه ضمن فعاليات XP Music Futures، ليقدّم رؤية معاصرة حول كيف تُعيد التكنولوجيا المتاحة صياغة أساليب السرد وتمكين المبدعات من سرد حكاياتهن بجرأة، وخفّة، وفورية لم تكن ممكنة من قبل.

في هذا الحوار الخاص، تتعمّق Elle Arabia مع مريم موصلي، ومع الموهبتين المشاركتين هيفاء حوذان (DJ HiFi) والمصوّرة أمنية عبد القادر، في فهم كيفيّة تجسيدا المشروع لنبض المرأة السعودية العصرية.

 

بالنسبة لمريم موصلي، فإنّ «Through Her eyes» هو امتداد أقوى لمهمة «ما تحت العباءة»، إذ إنّه يمنح النساء السعوديات منصة لمشاركة تجاربهن ووجهات نظرهن، إنّما هذه المرة عبر صور تلتقطها نساء موهوبات لنساء موهوبات. وتؤكد موصلي أن هذا الأسلوب يعكس تفرّد المرأة السعودية وعالميتها في آن واحد، إذ يتم عرض الإبداع من منظور نسائي كامل، دون وساطة أو حواجز.

 

خلال تنفيذ المشروع، كان أكثر ما أثار دهشة موصلي هو قوّة المجتمع النسائيّ، إذ ترى أنّ التصوير المتبادل خلق روابط جديدة، ومساحات من الثقة والهشاشة، سمحت للمشاركات بإظهار ذواتهن الحقيقية. هذه اللحظات كشفت لها أن هوية المرأة السعودية متجذرة بعمق في مفاهيم المجتمع والتواصل، وأن التضامن الأنثوي أصبح جزءًا من جوهر تطور المشهد الإبداعي في المملكة.

أما اختيار iPhone 17 Pro فكان أيضًا جزءًا من فلسفة المشروع. وتقول موصلي أنّ استخدام هذا الهاتف في المعرض، هو: «دليل على قوة التكنولوجيا في نشر الديمقراطية».

وتتابع: «تُمكّن الأدوات المتاحة، مثل الهواتف الذكية، المبدعين السعوديّين من سرد قصصهم ومشاركة وجهات نظرهم مع جمهور عالميّ، وهذا التحول يُحدث ثورة في طريقة تعبير المرأة السعودية عن نفسها وإبراز مواهبها».

 

وبالنسبة لها، إنّ الاستفادة من الجهاز القوي في جيوبنا، «لا يُعزز معرض «Through Her Eyes» أصوات المرأة السعوديّة فحسب، بل يُلهم أيضًا جيلًا جديدًا من المبدعين لمشاركة قصصهم ووجهات نظرهم».

 

وبالنسبة لمنسّقة الموسيقى، هيفاء حوذان، المعروفة بلقب «هاي فاي»، فإنّ نظرتها إلى التصوير مبنية على قراءة الطاقة والانتقال بين التحولات الدقيقة، وهي قد تعاملت مع كلّ لقطة كما تتعامل مع مجموعة موسيقية: بحث عن الإيقاع، التدفق، الذروة العاطفية.

منسّقة الموسيقى «هاي فاي»


فهي لم تنتظر الوضعية المثالية، بل سعت إلى التقاط تلك الثواني التي تتحوّل فيها الطاقة إلى شيء خام وصادق. بالنسبة لها، العاطفة لا تحتاج إلى حركة؛ فصورة ثابتة قادرة على حمل نفس النبض الذي يحمله مقطع موسيقي. وتقول: «علّمتني الموسيقى أن العاطفة لا تحتاج دائمًا إلى حركة، إذ أحيانًا، يمكن لصورة ثابتة أن تحمل نفس انخفاض الإيقاع في مقطع موسيقي. هذا ما سعيتُ إليه في صوري».

 

أمّا عن سبب مشاركتها في المشروع، فكشفت «هاي فاي» أنّه بسبب إيمانها بقوة المرأة حين توثّق امرأة أخرى. فالتجربة ذكّرتها بأن التحوّل يحدث عندما تتولى النساء زمام قصصهنّ: رقة وجرأة تنبعان من نظرة نسائية إلى نساء أخريات. وترى أن المشهد الإبداعي السعودي يشهد تطورًا سريعًا، والنساء يقفن في قلب هذا التسارع من خلال التعاون لا المنافسة.

 

وعن التصوير بهاتف iPhone 17 Pro، تقول أنّه منحها حرية جديدة مختلفة عن التي تختبرها عند استخدام الأدوات التقليدية. «سهّلت سهولة الحمل التنقل بموهبتي، ومتابعة طاقتها، والبقاء حاضرةً تمامًا بدلًا من الضياع بين المعدات. دفعتني سرعة رؤية النتائج فورًا إلى تجربة المزيد، وزوايا وتركيبات وإضاءة وحركات مختلفة».

وتضيف أنّ الهاتف بدا كامتداد طبيعي ليدها، ما جعل الصور أكثر شخصية وبديهية، ومعها أصبحت قادرة على التعبير عن تجربتها السعودية بصدق عاطفي أكبر.

 

من جهتها، ركزت المصورة أمنية عبد القادر على الجوانب الإنسانية التي تظهر في المرأة السعودية المعاصرة. فهي رأت في صورها نساءً قويات بهدوء، متمسّكات بتراثهنّ، لكنّهن يشققنّ مساراتهن الخاصة بثقة وإبداع. وأكثر ما لفت انتباهها هو توازن يجمع بين الرقة والطموح، والتقاليد والتغيير، داخل شخصية واحدة.

 

بالنسبة لها، كان iPhone 17 Pro أداة حررت الصورة من التكلّف. وتقول: «التصوير بهاتف iPhone 17 Pro جعل كل شيء يبدو طبيعيًا وعفويًا. استخدام ProRAW ودقة 48 ميجابكسل منحني مرونة كافية لالتقاط المشاهد كما هي، من دون التأثير على تسلسلها».

وأكثر ما وجدته أمنية مثيرًآ للاهتمام، أنّها استطاعت الاقتراب من دون أن تُشعر الشخص أمام الكاميرا بأنه جزء من جلسة تصوير رسمية، إضافة إلى قدرة الجهاز على التقاط الضوء والظل والتحولات الدقيقة التي تختفي عادة مع المعدات الثقيلة.

 

وتعتبر أمنية أن فكرة تصوير المبدعين من خلال عيون بعضهم البعض كانت من أجمل عناصر المشروع. بالنسبة لها، الأصالة تحتاج إلى ثقة، وهذه الثقة تنشأ حين يشعر الشخص بالأمان ليُظهر نفسه كما هو. «جعلتني هذه الفكرة أكثر هدوءًا ولطفًا وانتباهًا لما يريد الناس قوله دون كلمات».

المزيد
back to top button